في السابعة والربع خرجت من الغرفة .. لا اعرف هل وضع المكياچ هو ما جعلني اتأخر، ام انني تعمدت التأخير حتى أظهر انني لا اهتم بالقدر الكافي؟
رمال الشاطئ تدخل خفي بينما اسير .. لا اهتم كثيرا ..كان ذهني مشغولا بترتيب ما سأقوله..
سأقول له ان ما حدث كانت له ظروف خاصة .. سأقول له انه ربما كان هذا امر عادي في ثقافته ولكن في ثقافتنا هو امر محرم وكارثة .. سأقول له انني اتيت اليوم كنوع من المجاملة فقط حتى لا اكون وقحة بإنهاء الامر باتصال او رسالة على الهاتف.. سأقول كل هذا واعود فورا دون ان اترك له فرصة لأي نقاش لا داع له .. اتخذت قراري ولا رجعة..
أراه الان .. متمددا على ظهره ويداه خلف رأسه .. شاردا ينظر إلى النجوم ..
اقترب فينظر لي مبتسما ابتسامة واسعة ويقول: اشتقت لك
انظر في عينيه واقول بدون تفكير: وانا ايضا..
أرتبِك .. ما الذي اقوله؟ .. ليست هذه هي الخطة..
اشار لي لاستلقي بجواره .. استلقي واحافظ على مسافة مناسبة بيننا ..
يقول وهو ينظر لأعلى: كنت افكر بك
اسأله وانا احاول اخفاء السعادة: حقا؟
أشار للسماء وقال: هذه النجمة تذكرني بك
النجوم كلها متشابهة.. انه يمزح ..قلت: بالفعل هي تشبهني .. ولكن انا اكثر طولا..
لاحت ابتسامة في صوته وقال: بغض النظر عن عدم تصديقك، ولكنها بالفعل تذكرني بك
قلت: فعلا؟ .. هل تريد اقناعي ان يمكنك تمييز نجمة ما من بين الاف النجوم الظاهرة؟
قال: نعم ..
ثم أمسك بيدي في حركة عفوية ورفعها لأعلى ووضع سبابته على سبابتي وأشار للسماء وقال: هذه..لم أر أي نجمة يمكن تمييزها في المكان الذي اشار له .. قلت: بول.. انت تهذي .. كلهن مثل بعض
قال: ليس بالنسبة لي..
ثم انزل يده الممسكة بيدي .. لم يفلت يدي بل ظل شابكا كفي في كفه..قال: أتعرفين لماذا تذكرني بك؟ .. لاني كلما انظر للسماء اراها موجودة هناك .. استطيع تمييزها ولا اعرف كيف او لماذا .. عندما ارفع بصري لاعلى تتعلق بها عيني بشكل تلقائي.. قد تبدو كباقي النجوم ولكنها تختلف .. وكذلك أنتِ
ماذا .. ماذا يقول؟ .. نظرت له وسألته: هل تتحدث عني أنا؟
نظر لي مبتسما وقال: هل ترين شخصا اخر هنا؟
قلبي يتسارع .. عيناه .. عيناه واسعتان .. يظهر جمالهما اكثر في ضوء القمر.. كيف يمكن للانسان مقاومة عينان كهاتين؟
حاولت تمالك نفسي فغيرت الحديث: ذ.. ذهبت اليوم للبحيرة المسحورة..
قال ولازالت ابتسامته على وجهه: مكان جميل.. يقولون انها تحقق الامنيات .. هل تمنيتِ الكثير من الاموال؟
قلت في جدية: بل تمنيت ان اكون سمكة
ضحك كثيرا .. لازالت ضحكته العفوية تأسرني ..
قال: هذا جديد .. ولماذا سمكة؟
مططت شفتي وقلت: أحسد السمك على قصر ذاكرته .. لا افكار .. لا ذكريات .. لا مسئوليات .. لا خوف ..
ابتسم في حنان .. ضغط برقة على كفي .. ولم يقل شيئا ..
بقينا هكذا .. عين كل منا في عين الاخر .. صمت تام ..
بعد فترة قطع هو الصمت وقال: حسنا .. هيا لنحولك سمكة ..
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة