في اليوم التالي استيقظت متأخرة تماما.. هذا منطقي فلم أنم سوى في الساعة الرابعة صباحا..
لم أجد أي اتصالات فائتة من علا في الصباح.. هل شغلها سليم إلى الحد الذي نستني فيه تماما؟
قررت ان اتصل بها لاعاتبها على مغادرتها و تركها لي وحيدة طوال اليوم..
ولكنني عندما اتصلت بها قالت انهم لم يذهبوا اليوم لأي مكان، خشية أن يتأخروا .. فالبرنامج اليوم هو الذهاب لسانت كاترين في الثامنة مساء.. أراحني هذا قليلا.. كنت أتمنى لو استطيع ان اخبرها عن مغامرتي الصغيرة في الكهف ليلة أمس.. عن الرجل الغريب الذي كنت أجلس عارية أمامه في الماء دون أن يحدث شيء بيننا.. عن الوقت الذي لم نشعر به..
ولكنني بالطبع لم اخبرها بأي شيءفي الثامنة مساء كنت جاهزة.. وذهبنا لسانت كاترين..
وفي الثانية ظهرا من اليوم التالي عدنا للكامب..كان أكثر أيام حياتي إرهاقا وتعبا.. صعود الجبل الشاق طوال الليل والوصول للقمة وانتظار الشروق في جو قارص البرودة.. وكأن هذا ليس كافيا، ولكن الوحدة زادت ألمي الجسدي أضعافا..
لا أحد أمسك بيده في منعطفات الجبل، لا احد يشجعني على الصعود عندما تخور قواي، لا أحد يضمني ليحميني من برودة الفجر، لا أحد أنام على كتفه في حافلة العودة..شيئا صغيرا فقط كان يخفف من احساسي بالوحدة.. ذكرى الليلة الفائتة.. ذكرى الغريب الذي شعرت معه بالألفة والأمان في ساعات قليلة بشكل لم أشعر به مع أشخاص أعرفهم لسنوات..
تلك الذكرى كانت تدفئ قلبي من برودة الهواء، كانت تشجعني وقت تعبي، كانت تزيل بعضا من شعوري بالوحدة، كانت تخفف من ألم أقدامي وظهري .. كانت تلك الذكرى رفيقتي وانا بدون رفقة بشرية..عندما عدت للغرفة لم أرد شيئا سوى الارتماء على الفراش.. ألقيت حقيبتي على الأرض، خلعت حذائي، ألقيت بنفسي على الفراش، وانزلقت في نوم عميق للغاية..
لم أفق سوى بعد العاشرة مساء.. كان الظلام يغلف الغرفة وما خارجها.. حاولت النوم مرة أخرى فلم استطع..
قمت من الفراش بعضلات محتقنة وجسد يكاد يصرخ من الألم.. دخلت لآخذ حماما ساخنا، عله يزيل بعض من آلامي..جففت نفسي وخرجت ، وقررت ان اشاهد فيلما على حاسبي.. تذكرت الافلام الجديدة التي كنا نتحدث عنها انا والغريب، فقررت أن أشاهد أحدها..
جلست على الفراش ووضعت الحاسب على رجلي وبدأت المشاهدة..
بعد عشرة دقائق كنت قد اندمجت في الاحداث، ولم يقطع اندماجي سوى بعض الطرقات على باب الغرفة..
علا هي الوحيدة التي تعرف مكان غرفتي.. قمت لأفتح بتلقائية، ثم ترددت لحظة وسألت: من بالباب؟كان هناك لحظة صمت، ثم سمعت صوتا بالانجليزية يقول: مرحبا.. أنا (بول)
هل هو سائح أخطأ الغرفة؟ .. أوقفت الفيلم لأسمع الصوت أفضل، وسألت ثانية بالانجليزية: من تريد يا سيد؟
سمعت الضحكة المميزة من الخارج، ثم قال: عفوا.. انا موتورولا..
لقد كان هو .. الغريب يقف على باب غرفتي..
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة