3

56.7K 283 0
                                    

استغرقت المسافة ثمان ساعات
ثمان ساعات كانت أطول ما مر بها في عمرها
ثمان ساعات ثقيلة كالجبال المنتشرة على جانبي الطريق إلى دهب
ولكنهم وصلوا للكامب .. أخيرا..

نزلوا من الحافلة، وبالطبع كل "ذكر" يستعرض عضلاته وحنانه باستخراج حقيبة صديقته مع حقيبته .. حقيبتها هي استقرت وحيدة في النهاية .. مثلها تماما..

حسنا يا هند .. هكذا حدّثت نفسها .. المعاناة انتهت، فلنبدأ الراحة والاستجمام..

في مكتب الاستقبال ذهبوا لتسلم مفاتيح الغرف .. حمدت الله أن غرف البنات منفصلة عن غرف الشباب ، لأنه لا يمكن أن يصل بهم الفجور لحجز حجرات مشتركة .. كانت حجرتها بالطبع مع علا .. حسنا .. هي مازالت غاضبة منها منذ موقِف الحافلة، ولكنها على الاقل شخصا تعرفه .. النزول في غرفة واحدة لعشرة أيام مع صديق -حتى لو كنت غاضبا منه- أفضل من النزول مع شخص غريب تماما..

ولكنها تفاجئت بأنها ليست غرف بالمعنى المفهوم .. هي مجرد تكوينات خشبية متراصة على الشاطئ بجوار بعضها .. مكعبات لها سقف أوروبي على شكل الرقم ٨
عندما حاولت أن تعترض قالوا لها أن هناك كامبات الغرف فيها عبارة عن خيام.. خيام فعلية من القماش و بداخلها مرتبة على الرمال .. ابتلعت سخطها في صمت .. حسنا .. شيئا إضافيا تبغضه وعليها تقبله..

ظهرها متصلب من الرحلة الطويلة، حقيبتها ثقيلة وبالطبع تجرها بنفسها .. علا تتحدث معها بلا انقطاع عن انتظارها لهذه الرحلة منذ زمن ، متناسية موقف الحافلة- ..
ولكن هند لا تريد شيئا الان من العالم سوى أن تستحم وترتمي على الفراش وتنام.. عندما تستيقظ سوف تبدأ في استيعاب جميع المتغيرات الجديدة وتتعامل مع كل شيء .. ولكنها الأن تريد أن تنام..

تدخل إلى حمام الغرفة -مجازا ستسميها الغرفة- وقبل كل شئ تتأكد بعدم وجود فتحات او أي شيء يمكن أحدهم ان يتلصص عليها أثناء الاستحمام..
تستحم في سرعة وهي بالكاد تقاوم نعاسها .. ترتدي ملابسها وتخرج لترتمي على الفراش أخيرا..

علا تتحدث مع شخص في الهاتف وتتأكد من ميعاد الحفلة؟ .. أي حفلة؟!
قبل أن تسألها كان النعاس قد غلب عقلها ولسانها، وغاصت في بحر النوم الواسع ..

أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن