أسرعت في خطواتها لأنها أدركت لأول مرة انها بعيدة عن الكامب وعن باقي البشر .. كيف وصلت لهذه المنطقة المعزولة عن العمران دون ان تدري؟ .. أسرعت لأنها شعرت بالخوف فجأة .. هذا الشخص يمكن أن يفعل بها أي شيء ولا أحد في الجوار لينجدها او يسمع صرختها حتى..
الكامب يقترب وخوفها يخفت تدريجيا حتى وصلت.. معظم من في الحفلة انصرفوا، وعلا لم تكن من بين الباقين .. أتجهت للغرفة لتحكي لعلا ما حدث معها .. نعم هي غاضبة منها ولكن لابد لها من حكي ما حدث لشخص ما .. بالتأكيد لن تستطيع الحكي لأمها لأنها ستفزع وتؤنبها على سذاجتها بالذهاب لمنطقة معزولة كتلك، وربما تطلب منها المغادرة في الصباح أيضا .. لا .. ستحكي لعلا وسيكون هذا كافيا
ولكن علا لم تكن في الغرفة .. عجيب هذا .. أين ذهبت؟! .. أخرجت هاتفها لتتصل بها، ثم تذكرت الصورة .. فتحت معرض الصور لتبحث عنها حتى وجدتها .. ابتسمت بالرغم عنها ..
في الحقيقة الصورة كانت بارعة .. والأكثر أن هند نفسها كانت تبدو جميلة في الصورة .. ربما لأول مرة ترى نفسها في صورة وتكون راضية عن شكلها بها .. ربما لأول مرة ترى أنها ربما تكون فتاة جميلة .. وهذا ليس مجرد رأيها الخاص او رأي أحد أصدقائها او والدتها، بل هو رأي شخص غريب .. شخص يبدو من أسلوب تصويره انه يعرف ما يفعله .. شخص رأى أنها فتاة جميلة للدرجة التي تستحق أن يلتقط لها صورة ..
شعرت ببعض الاعجاب بالنفس، ثم استعاذت من الكِبَر وضغطت على اختيار حذف الصورة .. ولكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة قبل الضغط على تأكيد الحذف .. ستستبقي الصورة حتى تريها لعلا ثم تحذفها بعد ذلك فورا..غسلت أقدامها بماء دافئ لتزيل ما علق بها من رمال، ثم استلقت في الفراش وأغمضت عينيها ..
ظهرت الصورة في مخيلتها، فابتسمت تلقائيا .. حسنا، ستستمتع الليلة بالصورة في عقلها وستحذفها غدا من الهاتف ومن عقلها أيضا ..
لاح في عقلها صورة أخرى .. صورة هذا الغريب .. الصورة التي ظهرت لجزء من الثانية على هاتفه عندما كانت تقلّب لتتأكد أن لا صور أخرى لها عليه
كان ذا شعرا أسودا ثائرا "كيرلي" .. أسنانه بيضاء ناصعة وبشرته مائلة للسمرة .. لا تتذكر لون عينيه ..
انجليزيته ذات لكنة ما لا تستطيع تحديدها .. لكن الأكيد أنه ليس بريطانيا ولا أمريكيا، فهي تعرف هاتين اللكنتين جيدا..
ثم انتفضت .. قالت لنفسها: ما بالك يا هند؟! لماذا يشغل هذا المتحرش عقلك؟ المفروض أن تكرهيه وتبغضيه..
عبست بوجهها بحركة لا إرادية كإنها تجبر عقلها على بغض ذاك الغريب..لم تدر متى نامت، ولكن آخر ما تتذكره هو وجه الغريب مبتسما لها ...
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة