44 (الاخير)

44.9K 425 125
                                    

ادخل الغرفة .. اغير ملابسي بسرعة .. ارتدي ملابس السفر .. ارتدي غطاء الرأس أيضا ولكن من تحته قرطي بول .. احزم حقيبتي .. اغلق الغرفة واذهب لمكتب استقبال الكامب لتسليم المفتاح ..

حافلة العودة امام الكامب .. الجميع يصعد .. علا تقترب مني وتقول: هل أنت بخير؟

أومئ برأسي واقول: بخير .. لا تقلقي علي..

تقول: حسنا .. بالمناسبة .. طلبت من سليم ان يستبدل مقعدك بمقعده .. اريد ان اجلس بجوارك في رحلة العودة ..

ابتسم لها واقول: بل دعي سليم يجلس .. المسافة طويلة واريد ان يكون لك من تضعين رأسك على كتفه ..

ابتسمت ايضا وقالت: سأضع رأسي علئ كتفك انتِ

قلت: لا .. الامر يختلف .. صدقيني اريدكما ان تجلسا سويا .. لكن لي شرط واحد ..

نظرت لي متسائلة فقلت في غموض: بعد الرحلة أريدك ان تخصصي لي وقتا .. أريد ان احكي لك كيف حولتني هذه الرحلة إلى أنثى .. وسمكة .. أصبحت امرأة سمكة ..

نظرت لي في تعجب، ولكنها اجابت : لا افهم شيئا، ولكن بالتأكيد ..
ثم ملأ الامتنان وجهها وقالت: هند .. شكرا لكِ على كل شيء..

ابتسمت في خجل ولم أجب..

رحلة العودة كانت في الواحدة صباحا .. الحافلة مظلمة والجميع نائمون .. باخ يؤنس أذني واغمض عيني لأحاول النوم ..
استرجع الكثير مما كان .. برغم افتراقنا كنت ممتنة لبول ولكل ما فعله لي ومعي .. اتذكر اول مرة اراه على الشاطئ .. مغامرات الكهف .. نزهتنا الصباحية في المدينة .. طريقة التهامه للطعام .. حمام غرفتي .. الافلام ..

خطر لي ان الافلام التي رأيناها سويا كانت تعبر عنا بشكل عجيب ..

بول كان هو المخلوق المائي الذي وجدته على الشاطئ .. نحن كائنان من عالمين مختلفان تماما، ومع ذلك كانت علاقتنا اقوى واقرب من اي مخلوق اخر في عام كل منا ..

انا كنت الشابة التي كانت تشعر انها متاع .. شيء .. لكن بول نظر لي بشكل مختلف .. معه شعرت بأنني أنثى .. تخليت عن الكثير لأجل ان أكون معه .. ولست نادمة .. وكنت على استعداد لأتخلى عن أكثر من ذلك ايضا ..

بول كان هو الشاب الذي اقنعني بالنزول من قطار حياتي المعتاد .. القطار الرتيب الكئيب .. نزلت معه لأرى عالم آخر .. عالم كالأحلام .. عالم أسعدتني كل تفاصيله ..

هنا وصلت رسالة على هاتفي، كانت من بول
يقول: هل تظنين ان هند ستعود لدهب في العام القادم عندما يعود بول؟

ابتسم في سعادة واكتب له: ستكون مجنونة ألا تفعل...

{تمت}

أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن