أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}

19

أوبو .. مواعيدك دقيقة..
صاح بهذا مبتسما عندما رآني قادمة

لم ارد التحية، ولكني ابتلعت ريقي ثم قلت له: أرجو ان يكون السمك جيدا فلم آكل سمكا منذ مدة..

هز كتفيه وقال: سنبذل قصارى وسعنا

أدركت أن السمك لايزال نيئا.. كان معه ايضا شواية بدائية بها بعض الفحم الاسود وشبكة معدنية صغيرة فوقها.. يجلس امامهم مفترشا ملاءة بسيطة..

قلت وقد اصبحت امامه: كنت أظن ان السمك مطهي

قال: لا شيء مجاني في هذه الحياة .. لتأكلين عليكي أن تشاركي في الطهو..

مططت شفتي ولم أرد..

اشار لي بالجلوس .. بعد عدة محاولات استطاع اشعال الفحم.. وضع الشبكة ثم وضع عليها بعض السمك..

نظرت له وقلت في لؤم: بالمناسبة.. حمض اللاكتيك لا يسبب ألم العضلات .. معلوماتك خاطئة .. لقد تأكدت من ذلك

نظر لي في دهشة وقال: فعلا؟! .. غريب هذا .. انا حتى لا اتذكر أين سمعت المعلومة..

صمتنا قليلا ثم قلت له: أنا لست خبيرة في الطبخ ولكنني اظن انك يجب ان تصنع شقوقا في جلد السمكة حتى تنضج من الداخل .. اعطني السكين

قال: ليس لدي سكين

قلت له متهكمة: تطبخ بدون سكين! .. ماذا لديك إذا؟ .. قلم رصاص؟

نظر لحاجياته واخذ يعدد ما يحمل معه: شوكتين بلاستيكيتين .. طبقان من الفل .. زجاجة نبيذ .. ولاعة .. زجاجة مياه .. علبة مناديل مبللة .. هذا كل شيئ

مططت شفتي ثم قلت له: حسنا .. لنجرب الشوكة..

مد لي يده بالشوكة، فأخذتها وغرستها اكثر من مرة في جسم السمك، ثم طلبت منه أن يقلبهم لأغرسها من الناحية الاخرى..

لاحظت ان الفحم يكاد ينطفئ، فأخبرته، ولكنه بدا محتارا لا يعرف ماذا يمكن ان يفعل .. فقلت له: ناولني أحد الاطباق
أخذت أحرك الطبق بسرعة فوق الفحم، كما يفعل بائعو الذرة المشوية .. نجحت الحركة واستعاد الفحم اشتعاله .. صفق لي بيديه وقال: أنتي بارعة
نظرت له فوجدته يبتسم لي بفخر.. حولت عيني بسرعة للسمك..

أخذ الشواء مدة اكبر مما توقعت .. احترق بعض السمك والبعض لم يستو قط برغم كل المحاولات  -ولا اعرف لماذا- .. ولكننا استطعنا الخروج ببضع سمكات كن لا بأس بهن..

أطفأ الفحم ببعض الماء ونحى الشواية جانبا
جلسنا على الملاءة امام البحر وطبقي السمك في أيدينا .. بدأنا نأكل..

قلت: لابد ان اعترف، طعمه أشهى قليلا مما تصورت

قال ساخرا: إذا ربما أفكر في فتح مطعم..

ابتسمت ..
الهواء عليل في هذه الليلة .. الموج هادئ ..

نظر لي وسألني: نبيذ؟