كانت رحلة في منطقة الكهوف..
كان يقودنا دليل يشرح لنا قِدَم المكان ووجود حفريات تجذب بعض البعثات العلمية .. الكثير من الاكتشافات تمت في هذا المكان .. قال لنا ان المكان كان غابة مطيرة فيما مضئ، وان بعض أجداد البشر الاوائل كانوا يعيشون هنا منذ ما يقرب من مائتي وخمسين ألف عام..
ابتسمت وانا اتذكر حديث بول السابق عن الانسان البدائي والسقوط من عل .. ربما ليست كل يؤمن به خرافات في النهاية..كانت الكهوف عبارة عن شبكة متداخلة، طلب منتا الدليل ان ننتبه حتى لا نضل طريقنا .. لاحظت ايضا ان هناك علامات وأرقام مرسومة حديثا على الجدران.. ربما رسمها السكان المحليون او السلطات كنوع من تحديد الاتجاهات..
لم يكن المكان صخري بالكامل .. كان هناك اماكن مغمرة لنصفها بالمياه واماكن مغمورة بالكامل.. قال لنا الدليل ان المكان من اخطر أماكن الغوص في العالم، ولا يغوص هنا سوى المحترفين..
في النهاية قال ان لدينا ساعة أخرى لجولة حرة .. سيتركنا نستكشف المكان كل مع نفسه.. وقال لنا إن تاه أحدنا ان يسير في الاتجاه الذي تُسقِط الشمس ظله أمامه.. بهذا يخرج للشاطئ حيث سنتجمع بعد مرور الساعة..
تفرق الجميع .. كل اثنان أمسكا بأيدي بعضهما وسارا في ناحية.. وبقيت وحدي .. جال في ذهني ان لو كان بول هنا علئ الاقل لن أكون وحيدة .. على الاقل كنا سنتحدث .. كان سيسرد بعض من فلسفاته وانا اناقشه حينا واسخر منه حينا .. ربما حتى كنت سأبحث عن صحة كلامه على محرك جوجل لأثبت خطأه..
كنت اعرف ان هذا لا يتعدى الخيال، ولكنني كنت اتمنى لو كنت أنا وهو أيضا نمسك بأيدي بعضنا ونتجول كما يفعل الاخرون.. هل هذا طمع زائد مني؟ ..حسنا لن اقف هنا .. كوني وحدي لن يمنعني من التجول انا ايضا..
الكهوف تشبه الاخاديد.. بعضها ضيق وبعضها مظلم وبعضها ملئ بالطحالب..
بينما اتجول سمعت صوتا ما .. شخصا يتعرض للأذى او يتألم في أخدود ما.. اسرعت الى مصدر الصوت .. في اللحظة الاخيرة منعت نفسي من الدخول .. لم تكن أصوات شخص يتعرض لأذى بل أصوات شخص يتعرض للحظات متعة مع شخص اخر .. اثنان من رفقائها يختليان بأنفسهما في ركن مظلم .. ربما حتى يكونان علا وسليم ..
عادت لذهني صورة علا وسليم وهما يتطارحان في غرفتي القديمة .. حاولت نفض الصورة فلم استطع .. اتذكر الآن الملامح التي رأيتها على وجه علا لجزء من الثانية قبل ان ادير وجهي.. كانت تبدو متألمة ولكن سعيدة .. لا أدري كيف..ابتعدت عن الاخدود الذي يضم العاشقان الذان لا اعرف من هما، وادعو الله ألا يكونا علا وسليم .. ذكرئ واحدة كافية.. قررت ان اخرج خارجا خوفا من ان اصادف اي اصوات لعشاق آخرين..
أخذتني قدماي إلى الصخور فوق الاخاديد من الخارج .. مكان مكشوف وبالتأكيد لن يوجد عشاق هنا .. صخور المكان متعرجة يجب ان تحذر في كل وطئة قدم لئلا تسقط.. كانت تحوي العديد من الفتحات التي تطل على الاخاديد من اسفل .. فتحات كثيرة مختلفة المساحة حتى تخيلت ان المنطقة من اعلى تبدو كشريحة من الجبن الرومي الذي كنا نراه في افلام كارتون (توم وچيري)..
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة