كالعادة يوقظني اتصال علا..
تقول: هيا .. سنذهب إلى البلوهول .. سنتحرك بعد خمس دقائقلا اعرف ما هو البلوهول.. لكن طالما هناك (بلو) في اسمه إذا فهو بحر..
ارتديت ثوب السباحة الشرعي والتقطت هاتفي والخف الذي وجدته في طريقي وذهبت لهم..كان البلوهول هذا قطعة من الجنة .. أنقى مياه من الممكن ان تتخيلها .. شعاب مرجانية ساحرة .. يمكنك ان تسبح تغطس تغوص هناك للابد..
أثناء الغوص كنت أشاهدهم وكل اثنين يختطفون قبلة تحت الماء حيث لا ينتبه لهم أحد .. شعرت ببعض الحسد.. ولكنني تذكرت فجأة ما حدث معي البارحة .. هل كان حلما؟ .. هل كنت أحلم ببول يقبلني؟
صعدت لسطح الماء وخلعت ادوات الغوص وسلمتها لطاقم القارب وظللت مستلقية في المياه طافية على ظهري..
لا استطيع ان اجزم اذا كان ما حدث البارحة حقيقي ام حلم.. ربما كانت هلاوس.. ربما كل لقاءاتي مع بول هلاوس.. هل انا مريضة بالذهان؟ .. انا اعرف ان مرضى الذهان لا يستطيعون التفرقة بين الوهم والواقع .. ربما رؤيتي لعلا وسليم في الفراش تسبب لي في صدمة جعلتني اتوهم ان لي رفيقا ايضا .. او ربما ما حدث بين علا وسليم كان ايضا مجرد هلوسة .. او ربما ليس لي صديقة اسمها علا من الاساس .. ربما كل ما حولي البحر والشمس والقارب والناس، كل هذا مجرد اوهام .. ربما انا نزيلة في مستشفى أمراض عقلية ما وعقلي يصنع لي عالما خاصا موازيا للواقع ..
عندما نادوا علي لاصعد للقارب لان ميعاد العودة حان، كدت أن اسألهم هل انتم حقيقيون؟ .. ولكنني ان هذا السؤال وحده سيجعلني مجنونة حتى ان لم أكن كذلك..
في طريق العودة سألتني علا إن كنت بخير لأنها لاحظت انني ساكنة وشاردة أكثر من عادتي.. نظرت لها، كدت ان أشد جلد وجهها وشعرها لأتأكد انها حقيقية، ثم ادركت إنني لو كنت أهذي فعقلي أيضا سيحاكي ملمس الجلد وطبيعة الشعر.. قلت لها انني بخير، احتاج لبعض الراحة لا اكثر..
عدنا للكامب .. اتجهت لغرفتي .. لا اريد التفكير في اي شيء .. اتركوني أنام حتى الصباح التالي وكل شيء سيكون علئ ما يرام..
ولكن اليوم لم يرغب في ان ينتهي بعد..
كان بول جالسا متربعا امام باب حجرتي منشغلا بهاتفه.. لاحظني فرفع رأسه ناحيتي وابتسم قائلا: اهلا اوبو
وقفت امامه خرساء تماما
كان ممسكا بخف في يده ورفعه ناحيتها .. ماذا؟ .. هل جن هو ايضا؟
قال بنفس الابتسامة: يبدو ان احدهم نسى شيئا على الشاطئ أمس..
حقا؟.. هل أضعت خفي وأنا أركض؟ .. ثم وكأنني استعدت إدراكي بالزمان والمكان فجأة، نظرت حولي ثم نظرت له وقلت: لا يجب ان تجلس هنا
قال: لم يجب أحد على طرقاتي ولست متعدد المواهب مثل البعض لأدخل والأبواب مغلقة..
شعرت ببعض الدوار حتى انني لم أفهم دعابته إلا بعد وقت
اخذت الخف منه وفتحت الباب وقلت: ادخل بسرعة ارجوك قبل ان يراك احد
دخل ورائي وظل واقفا .. تذكرت انني لازلت بملابس السباحة والماء يقطر مني على الارض..
اشرت له ليجلس على المقعد وقلت: أستأذنك بضع دقائقفتحت حقيبتي واخذت ملابس نظيفة ثم دخلت الحمام واغلقته خلفي .. وبينما اخلع ملابسي جال لي خاطر مخيف .. فتأكدت من اغلاق باب الحمام جيدا مرة اخرى.. بدأت الاستحمام وانا لازلت خائفة .. كنت كل بضعة ثوان انظر لمزلاج باب الحمام لأتأكد انه محكم الغلق.. كانت فكرة ان يقتحم بول باب الحمام ويراني عارية تكاد تقتلني رعبا .. لُمت نفسي ألف مرة لأنني دخلت لأستحم وهو في الغرفة .. غباء منقطع النظير..
انتهيت بسرعة وجففت نفسي أسرع، ارتديت ملابسي واحكمت غطاء رأسي.. وخرجت
كان لايزال جالسا على المقعد يقلب في الكتاب الذي كان واقعا على الارضية.. الغريب ان الكتاب كان بالعربية أصلا..قلت له: لا تقل لي أنك تفهم العربية
ابتسم وقال: لا .. كنت أتمنى
عقدت حاجبي: إذاً ماذا تفعل بالكتاب؟
قال في بساطة: اتفحصه فقط .. هل تعرفين انك يمكنك ان تعرفين نوع الكتاب من الغلاف وشكل التنسيق الداخلي حتى لو لم تكوني تعرفين اللغة؟
قلت في شك: حقا؟ .. إذا ما هو نوع هذا الكتاب؟
مط شفتيه وقال: غلاف بدون صور، اسم الكتاب من أربع كلمات وهناك شرح بخط أصغر تحته، اسم الكاتب صغير وقبل اسمه حرف ونقطة.. اعتقد انه كتاب اكاديمي او علمي من نوع ما..
صفقت بيدي منبهرة وقلت: فراسة تثير الاعجاب.. هو كتاب تاريخي يتحدث عن الامبراطورية العثمانية
هز كتفيه وقال بمزاح: يبدو انني لست خاليا تماما من المواهب.. أليس كذلك؟
نظرت له في صمت .. حاولت ألا أسأل السؤال القادم ولكنني لم استطع كبحه أكثر من ذلك
قلت: بول.. هل قبلتني أمس؟
نظر لي في دهشة وقال: لا
مادت بي الارض فجلست على طرف الفراش حتى لا اسقط .. إذا فأنا مجنونةولكنه اكمل جملته: لقد قبلنا بعضنا البعض
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة