علا تسحبني من يدي لمدخل الفندق .. تسحبني لتجعلني اركب الحافلة .. تسحبني لاركب القارب ..
اخيرا في القارب تركت معصمي .. انشغلت مع سليم .. كانت فرصة لالتقاط انفاسي .. الجسدية والنفسية ..استرجعت الاحداث بالخلف ..
لازال اثر صدمة طرقات علا العنيفة بداخلي .. طرقات شديدة في أضعف موقف كنت فيه في حياتي.. تنهدت بعمق مرة اخرئ .. الاحتمالات كانت مرعبة..
علا اقتنعت بتبريراتي الساذجة .. حمدت الله لانها كانت متعجلة، وهي اصلا ليست من الاشخاص الذين يهتمون بالتفاصيل.. لو كانت شخص اخر لكان قد كشفني من اول ثانية..
بول تصرف بعقل وتفهم .. لا اعرف ماذا سيقول علي .. في الغالب سيغضب .. سيكرهني .. لقد عاملته بحماقة .. لو كان الوضع مقلوبا وهو من جعلني اختبئ في الحمام وخرج بدون كلمة كنت سأنهي العلاقة بالتأكيد..
علاقة! .. هنا صدمتني الحقيقة .. لقد ضاجعت بول .. ضاجعته بالفعل .. لم يكن حلما ..
تعريت امام رجل غريب .. ورأيته عاريا ايضا .. مارست الجنس .. بإرادتي وليس قسرا .. واستمتعت ..احمر وجهي من الخجل .. حمدت الله ان الكل مشغول وأحد لم يلاحظ ..
أدركت انني ارتدي نفس الملابس .. ذات الملابس التي خلعتها امام بول أمس .. نفس الصدرية والسروال.. هذه الفكرة وحدها اشعرني بالدوار..
وصلنا للمكان ..
قال المشرف ان هذا المكان يسمى "البحيرة المسحورة" ..
البعض يراها مسحورة لانهم يقولون انها تعالج مرضى الروماتيزم .. اليعض يراها مسحورة لان لون مياهها يتغير سبع مرات يوميا .. البعض يراها مسحورة لانهم يقولون انها تحقق الامنيات..بالنسبة لي اليوم هي مسحورة لانها ستمنحني وقتا لاكون بمفردي .. بدون علا .. بدون بول .. وقتا ارتب فيه افكاري .. اشعر بدوامات عنيفة في عقلي .. اريد ان اختلي بنفسي والا سأجن..
ارتديت ثوب السباحة .. عرضوا علي معدات الغوص فرفضت .. لم اجد ان المكان يختلف كثيرا عن (البلوهول) .. الاثنان بحر والاثنان بهما شعب مرجانية .. اخذت كفايتي من مشاهدة اعماق البحر، وانا الان في حاجة لتنظيم اعماقي انا..
قفزت من القارب وسبحت لاحد الشواطئ الخالية المحيطة بالبحيرة .. جلست على الشاطئ انظر الى اللا مكان..
حسنا يا هند .. دعينا نفكر بدون فزع..
بشكل اساسي كان هناك شعوران يتصارعان في داخلي .. الذنب والسعادة ..الذنب لإنني مارست الجنس .. فعلت المعصية الكبرى .. تركت رجل يراني عارية، يقبلني، يضع يده على جسدي، يدخلني .. حدث كل هذا ولم امنعه، بل ربما شجعته ايضا .. كنت ارغب فيه ولم اكبح رغبتي.. تركت نفسي انزلق لهوة الاثم
ولكن الامر كان جيدا .. في الحقيقة كان رائعا .. فهمت الان بشكل ما شعور علا، وشعور تلك الفتاة في الكهوف .. في الحقيقة لازال بداخلي بعض السعادة متبقيا من البارحة للآن..
ما الذي سأفعله الان؟
من الممكن ان اتصل ببول عندما اعود، اعتذر له عما حدث .. اخبره ان ما حدث بيننا كان خطأ لا يمكننا تكراره..
يمكنني ان اغلق هاتفي او اضع رقمه علئ قائمة الحظر .. اطلب تغيير الغرفة حتى لا يستطيع الوصول الي.. اقطع كل الخيوط..
يمكنني ان انتظر مجيئه .. اقف على الباب ولا اسمح له بالدخول .. اخبره بانتهاء العلاقة ولا انتظر رده، ثم اغلق الباب .. بشكل حرفي ومجازي..
كنت اتمنى لو أظل هنا .. اكمل باقي حياتي هنا .. لن اضطر للتعامل مع موضوع بول .. لن اتذكر كذبي عندما ارى علا .. لن احتاج لاخفاء شيء عن امي عندما اعود ..
نظرت للبحيرة وقلت: ألست أنت البحيرة المسحورة؟ .. ألا يمكن أن تحوليني إلئ سمكة؟ .. سأتمتع بذاكرة لا تزيد عن دقائق .. سأتمتع بحياة بلا هموم، بلا مخاوف، بلا ندم ...
تجاهلتني البحيرة ..
شخص يشير لي من فوق القارب البعيد .. انها علا .. يبدو ان ميعاد العودة حان..
مططت شفتي وقلت للبحيرة: صدقيني كنت سأكون سمكة طيبة..
سبحت عائدة للقارب .. علا تقول لي انهم لم يطيلوا هنا اليوم .. غدا صباحا سنذهب لمحمية تسمى ابو جالوم .. سنقضي اليوم ونخيم مساء حتئ اليوم الذي يليه..
كنت اتمنى ان نخيم اليوم .. عندها سيكون لي حجة لعدم الحديث مع بول .. هاتفي لايزال في الغرفة فارغا من شحنه ولم اخذه وعلا تسحبني من يدي..
عندما وصلنا الكامب، قالت علا انهن ذاهبين في المساء للتجول والتسوق في مكان يسمئ (المشاية) إن كنت أرغب في المجئ..
قلت: ارغب جدا
نظرت لي في تعجب من حماسي المفاجئ..
ثم اضافت: حسنا .. لا تنسي شحن هاتفك .. المرة القادمة سأكسر الباب..أرعبتني جملتها برغم انني اعرف انها تمزح.. قلت لها انني انا التي سآتي لغرفتها في الميعاد، ثم ودعتها مؤقتا..
حسنا .. وجدت لي مخرجا اليوم .. سأخرج معهم حتى وقت متأخر .. ان اتى بول لن يجدني بالغرفة .. وسأترك هاتفي دون شحن حتى ان اتصل بي يجده مغلقا.. خطة بارعة لن تفشل..
هناك احتمال واحد للفشل.. ماذا لو ان بول لم يخرج من الغرفة اصلا؟ .. ماذا لو ظل فيها حتى الان؟ذهبت للغرفة .. فتحت الباب .. ناديت: بول، هل انت هنا؟ .. لم يجب أحد ..
دخلت لابحث في الحمام .. لا احد ايضا .. حمدا لله..لم احد بول ولكنني وجدت شيئا اخر..
رتب بول الغرفة قبل مغادرته.. و .. ووضع هاتفي في شاحنه..
لا مفر.. لم اعرف هل اسعد بالحركة ان اغضب منها ..
فتحت هاتفي .. كانت هناك رسالة من بول .. رسالة مقتضبة كالعادة ..
(اوبو .. كانت ليلة رائعة .. سأكون في مكاننا على الشاطئ من السابعة .. سأنتظرك)
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة