10

41.9K 237 1
                                    

ارتدت لباس البحر الخاص بها .. يسمونه (مايوه شرعي) .. يغطي الجسم بالكامل حتى شعر الرأس.. لا يظهر منه سوى الكفين والقدمين..
اتصلت باستقبال الكامب لتخبرهم ان يبعثوا احدا لتصليح مكيف الهواء، وخرجت واغلقت باب الغرفة خلفها..

مشت في الطريق التي صارت تحفظها جيدا .. تسلقت الصخور، ودعت الله ألا يكون الغريب موجودا.. هي لا ترغب سوى في قضاء بعض الوقت في ماء البركة فقط..
عندما دخلت الكهف، سمعت صوته وهو يقول: كنت أعلم انك ستأتين

ارتج عليها .. لا تعرف ماذا تفعل .. هل تعود؟ .. تعود إلئ أين؟ .. مكيف الغرفة تالف، الشاطئ ممل بدون نزول المياه، حتى علا بالتأكيد ستكون في الحفل، او الأسوأ.. مع سليم..

نظرت للغريب وقالت له: اسمع .. انا اتيت فقط لان الشاطئ مغلق ولم اعرف انك هاهنا .. ولكن اقسم انك إن حاولت ان تفعل اي شيء ف... .. لم تجد ما تقول .. ولكن الغريب انقذها عندما قال: اطمئني.. انا آتي هنا للاستجمام وليس اكثر .. لا داعي للقلق..

نظرت له في شك .. ثم خلعت خفي وبحذر انزلت قدمي في الماء .. كانت المياه دافئة فتشجعت وانزلت باقي رجلي

قال في دهشة: هل ستنزلين بملابسك؟

تذكرت هنا انه ينزل البركة عاريا تماما .. فكرت ان اغادر، ولكن كلامه السابق طمأنني قليلا.. لم أجب على سؤاله ونزلت بكامل جسمي في البركة وجلست في ابعد مكان عنه واقرب مكان لفتحة الكهف.. وحاولت ابقاء بصري بعيدا عنه وعن جسمه العاري تحت المياه..

أردف: لن تستمتعين بهذه المياه وأنت بملابسك .. انها تختلف عن مياه البحر..

نظرت له في تهكم وقلت: هل تظن أن ألاعيبك هذه ستخدعني؟

رفع حاجبيه وضحك ثم قال: ألاعيبي؟! .. في كل الاحوال الخسارة خسارتك .. مياه هذه البركة غنية بالاملاح .. تجربة ملامستها للجسم بأكمله تجربة فريدة .. هل تعرفين ان جبال دهب غنية بالكالسيوم والسليكون؟

هززت رأسي أنني لم أعرف

استمر قائلا: الكالسيوم والسليكون مفيدان للبشرة .. بعض الشركات تنقب في هذه الجبال لاستخراج هذه المعادن ووضعها في كريمات للتجميل تباع بمئات الدولارات

قلت: بالفعل الكثير من كريمات التجاعيد تحتوي على عنصر السليكون.. .. ثم ابتسمت واردفت: يمكننا ان نقدم جلسات علاجية بعشر الثمن في هذه البركة

طقطق بلسانه وقال: لا .. هذه البركة مكاني الخاص .. لن ابيعه بأي ثمن .. كل يوم من الثامنة للعاشرة مساء آتي هنا واترك كل شئ في الخارج .. هذه البركة هي كوني الخاص .. أنا إلهه ومستوطنه الوحيد .. ليس لي أمنية في حياتي سوى ان يظل هذا المكان مجهولا، وان اعود لدهب العام القادم لأجده كما هو .. بعيد عن الاعين .. بعيد عن العالم..

سكت لحظات ثم سألته: ولكنك اتيت بي هنا.. ألا يكشف ذلك سر المكان؟

أجاب: ربما .. ولكني شعرت انك تحتاجين إليه مثلي.. مكان خاص بعيدا عن جنون العالم..

نظرت ناحيته فوجدته يبتسم .. فلتت من لساني كلمة شكرا، فأومأ برأسه أن العفو..

بدون قصد نظرت عيني لاسفل عند وسطه العاري، رفعت عيني بسرعة .. حمدت الله انني لم ار شيئا .. الضوء خافت والرؤية عسيرة على اية حال .. ولكن هذا لم يمنع وجنتاي من ان تتوردا وكأنني رأيت شيئا..
قررت ان هذا يكفي.. جسدي لمس الماء وحققت هدفي .. غدا سوف انزل البحر ولن احتاج لهذا المكان مرة أخرى.. في كل الاحوال لم اشعر ان هذا الماء مختلفا في اي شيء كما يدعي الغريب..
نهضت فجأة وانا اتحاشى النظر إليه، خرجت من الماء وارتديت خفي وقلت له: وداعا يا موتورولا

ضحك ضحكته المميزة واجاب في بساطة: وداعا يا اوبو.. اقصد يا هند..

تسلقت الصخور نازلة .. مشيت ببطء للكامب .. ادركت انها اول مرة لا اعود راكضة .. اول مرة لا يملأني الرعب من الغريب واحاول الابتعاد عنه بقدر الامكان..
دخلت الغرفة .. المكيف يعمل الان .. دخلت للاستحمام وخرجت لاستلقي على الفراش.. جال سؤال في عقلي، هل لاحظ الغريب ان عيني وقعت عليه بدون قصد؟ .. وهل ادرك انني لم أر شيئا وانني ادرت عيني بأسرع ما امكنني؟ .. هل ظن انني فتاة لعوب؟ .. لا اظن .. اي فتاة لعوب ترتدي مايوه شرعي؟! .. ثم ماذا يهمني فيما يظنه الغريب؟ فأنا لن أراه ثانية علئ كل حال..

ولكنها كانت مخطئة في هذه الجملة الأخيرة..

أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن