استيقظت في اليوم التالي على هزة من يد علا
علا تحثها على النهوض
لماذا؟
تجيبها: اليوم هو يوم السفاريفركت هند عيناها، ثم ذهبت للحمام لتغسل وجهها وتفرش أسنانها.. خرجت من الحمام وارتدت ملابس الخروج، ثم التفتت إلى علا وسألتها: بالمناسبة، أين كنتِ ليلة أمس؟ .. لم أركِ في الحفل وأنا عائدة ولم تكوني في الغرفة أيضا!
لدهشتها، ارتبكت علا وقالت في تعجل: كنت بالخارج، هيا نذهب الآن حتى لا يذهبوا بدوننا..
دراجات السفاري النارية تشبه الدراجات النارية العادية ولكن بأربع عجلات.. يقولون أنها أسهل في القيادة من العادية.. لا اعرف
عندما وصل أعضاء الرحلة لمكان الدراجات، انقسموا لثنائيات .. كل فتى يظن نفسه أحمد السقا، وكل فتاة تظن نفسها منى زكي، وتركب خلف سقاها وتلصق صدرها بظهره وتلف ذراعاها حول بطنه حتى لا تقع..
بالطبع تبقت دراجة واحدة للشخص الوحيد في الرحلة .. أناكان الأمر بمثابة تحدي .. لم أقد دراجة نارية من قبل ولا حتى سيارة، ولكني استمعت لشرح الدليل عن كيفية تشغيل وقيادة الدراجة .. حسنا .. ربما كنت وحيدة ولكنني لست كسيحة ..
بدأ البعض في الانطلاق بدراجاتهم فضغطت أنا ايضا ذراع التشغيل .. هيه إنها تدور ..
حركت ذراع السرعات .. مرحى انها تتحرك أيضا..
تحركت بالدراجة وتبعت من سبقوا، ولفرحتي كان البعض لايزالوا يحاولون تشغيها ولم يتحركوا بعد..كان الأمر في رحلة السفاري أسهل مما تخيلت..
عدنا وبي قدر من السعادة.. ربما كنت الوحيدة الوحيدة، ولكنني كنت قديرة وربما أكثر من بعض من لم يكونوا وحيدين..عدنا للغرفة بعد المغرب بقليل، دخلت رأسا للحمام لأزيل طبقات التراب والرمال التي امتلأت بها ملابسي وجلدي..
دَخَلت علا من بعدي، وبعد قليل سمعت صوتها وهي تسألني: هل ستأتين للحفلة اليوم؟
أجبتها: لا اليوم ولا أي يوم
بعد دقيقة سألت مرة أخرى: ماذا ستفعلين؟ .. ستبقين في الغرفة وتقرأين كعادتك؟
هل تتهكم عليّ؟ أم هو سؤال عادي ولكن صوت مياه الدش يجعله غريبا؟
لم أرد أن ابدو المعقدة التي تحبس نفسها بينما الاخرون يستمتعون بالخارج
أجبتها: لا .. سأمشي على الشاطئ قليلا
سألت مرة أخرى: ومتى ستعودين؟
سعدت قليلا باهتمامها .. ولكنني رغبت أن أظهر ان عدم اختلاطي بهم لا ينقصني شيئا
أجبتها: نعم.. ربما .. ألا يمكن أن نؤجل الحديث حتى تخرجين من الحمام؟
ضحكت من الداخل وأجابت: حسناخرجنا أنا وهي، هي اتجهت لمكان الحفل وأنا للشاطئ
بدأ صخب الحفل في الارتفاع .. وضعت أنا سماعات الأذن .. باخ وكفى
سرت دون تركيز حتى وجدت أن رجلاي قادتني إلى مكان أمس..كان الغريب مستلقيا على ظهره ساكنا تماما .. تساءلت في داخلي، هل هو ميت؟ .. هل أغمي عليه؟
اقتربت في حذر وأنا أمسك سلسلة مفاتيحي في يدي وأبرز مفتاحا من بين كل أصبعين .. إن كان حيا وحاول الاقتراب مني سيندم..
كان يتنفس وعيناه مفتوحتان .. قلت لنفسي حسنا يكفينا انه حي، هيا لنعود
هنا قال الغريب بإنجليزيته الغريبة: مرحبا يا هند
فلتذهب إلى الجحيم أيها البلوتوث
التفت له وقلت: مرحبا يا موتورولا موتو چي ثمانية
عقد حاجبيه ولم يفهم في البداية، ثم التقط الدعابة فأخذ يضحك بشكل شبه هستيري .. ضحكته مختلفة عن اي ضحكة سمعتها من قبل..
قال غامزا بإحدى عينيه: اسم البلوتوث الخاص بي .. حسنا .. حس دعابة فائق .. أعترف لكِ بهذا..
ثم أضاف: ما الذي أتى بك لهنا الليلة؟
لم أعرف ماذا اقول.. هل اقول انني جئت هربا من الحغل الماجن؟ ام انني جئت حتى لا يعتقد باقي افراد الرحلة انني فتاة ليس لديها ما تفعله؟ .. ثم تذكرت الصورة
- جئت لأشكرك على الصورة
فأجاب: العفو .. شعرت أنك ستقتلينني البارحة
أجبت مبتسمة: حسنا.. كنت افكر في ذلك بالفعلقهقه مرة أخرى بطريقته المميزة، ثم أشار لي بالجلوس بجانبه .. وقبل أن يرى إن كنت سأجلس ام لا، كان يشير للسماء ويسألني: أتعرفين الدب الكبر؟
أجبت: بالطبع .. اتعرفه أنت؟
لم يلحظ دعابتي هذه المرة، يبدو أنه كان مستغرقا في النظر للسماء.. جلست مبتعدة عنه قليلا، ويزي لاتزال تقبض على المفاتيح المعدنية
سأل مرة أخرى: هل تعرفين من أول من أسماها هكذا؟
أجبت في سرعة وكأنني أريد أن أثبت انني مثقفة: بالتأكيد .. انه بطليموس
صاح: خطأ شائع .. بطليموس أدرجها في جداوله، ولكن تسميتها تعود لعصور ما قبل التاريخ.
شعرت بالغيظ.. إنه يتفلسف ويدعي العلم.. فتحت هاتفي لأبحث عن المعلومة، ولكن لم يكن هناك شبكة في هذا المكان..
نظر لي وابتسم.. قال: لا تصدقينني وتحاولين ايجاد مصدر يوافق رأيك.. هذا جيد.. يعجبونني الاشخاص الذين لا يظنون انهم على حق لمجرد انهم هم
ثم أشار لأعلى، وسألني: هل ترين هذا النجم اللامع هنا؟
نظرت حيث يشير، وقبل أن أجيب، هز رأسه وقال: يجب أن تستلقي لتريه جيدا..
فكرت لثوان، ثم قررت أنه لا بأس.. ميدالية المفاتيح في يدي إن حاول أي شئ معي
استلقيت على مسافة مأمونة منه، ونظرت حيث أشار، وجدت نجما يلمع بالفعل أكثر مما حوله.. لم أعرفه بالطبع
قلت بسخرية: هل هو (براد بيت)؟
كالعادة لم ينتبه لسخريتي، وأجاب: بل هو كوكب الزهرة.. هذه الليلة من الليالي النادرة التي يظهر فيها بهذا الوضوح.
قلت له: أنت تمزح.. اليس كذلك؟ .. هذا نجم واضح وليس كوكبا
قال: الاشياء ليست كما تبدو دائما .. هل القمر يضئ؟
انتبهت للفخ في السؤال، فأجبت: لا، انه يستمد ضوءه من الشمس
قال: أرأيتِ.. الأشياء ليست كما تبدو دائما
ثم ضيق عينيه وقال: تعالِ سأريك شيئاثم قام فجأة وأمسك بمعصمي واقامني وشدني وراءه واخذ يركض.. كل هذا في ربع الثانية لا اكثر .. فلم انتبه إلا وهو يجرني من يدي خلفه نحو الجبال القابعة هناك..
إلى أين يأخذني هذا الكائن العجيب؟
أنت تقرأ
أنثى وسمكة +١٨ {نصف مليون مشاهدة}
Romanceفتاة وحيدة وشاب أجنبي يستكشفان سويا الطريق لعالم الرغبة والمتعة