الحلقه 28
سلسلة #القائد ( الجزء التانى )
بقلم / اسماء جمال جمعه Soma Ahmed
••••••
انا عارفه انكم مش هتخذلونى و هترفعوا الحلقه من غير تحدى لانى حقيقى تعبانه
•••••
رحاب فتحت الكاميرا و بتفتح فيديو ورا فيديو ورا فيديوهات كتير لأدم مع هديه ! صور كتير ! و هما بلبس غريب ف منطقه عشوائيه ! و هما بلبس حلو ف مستشفى ! و هما ف مكان غريب فيه بخور و نار ! فتحت الفيديوهات واحد ورا واحد و عينيها بتتخنق بقهر !
وقفت عند فيديو لادم مع هديه بشكل غريب .. لابس جلابيه و مغطى وشه ! اخدت لحظات لحد ما اتعرفت على شكله و شكلها !
وقفت بصدمه و الكاميرا ف ايدها بتتفرج ع الفيديو و كلامهم و هزارهم و ضحكهم لحد ما وقفت عند لحظه مجنونه اثارت جنونها ! ادم بيبوسها ! بيضمها ! برغم بُعد المشهد شافت بريق عينيه ! شافت حتى قلبه اللى نوّر ! إتهيألها انها سامعه حتى دقات قلبه ! ادم بيخونها ! كان بيخونها حتى قبل اى حاجه تعملها !
بصت بعيد لنفسها قصادها ف المرايه و كزت على سنانها بغل : ماشى يا ست هديه .. لو انتى صحفيه و بتذيعى الاخبار ف و حياة امى لا اخليكى حديث الاخبار .. قابلى بقارفعت إيدها بغضب و قبل ما تحدف الكاميرا ف المرايه قصادها ضمت الكاميرا بعنف بقبضتها و نزلت إيدها ..
بصتلها شويه بتفكير و اتحركت بسرعه حوالين نفسها لحد ما لقطت موبايلها .. خرّجت الميمورى من الكاميرا و حطته ف الموبايل و نسخت كل اللى عليها نزّلته عندها .. بعدها خرّجت الميمورى رجعته للكاميرا تانى بعد ما اتأكدت ان كل حاجه بقى موجود عندها نسخه منها ع الفون !
بصت للكاميرا بغضب و قبل ما تتحرك بيها وقفت بحيره .. رجعتها لدولاب ادم تانى و رجعت كل حاجه مكانها .. للحظه وقفت بتفكيرها عند نقطه معرفتش تحسبها .. انهى اصح !
تواجه ادم باللى معاها و لا هديه ! تهدد مين و تضغط على مين فيهم ! هديه هتخاف على نفسها اكتر و لا ادم هيخاف عليها اكتر !
فجأه جرس الباب رن و جريت عليه بلهفه .. قربت من الباب و قبل ما تفتح رجعت جرى قدام المرايه جربت شكلها و عدلت شعرها و الميكاب بإيدها و فتحت !
#سوووووماادم بص لأنس اللى بصّله بتآكيد على سؤاله : و مراتك بعد كل ده مبتصلحش ؟ مبتحاولش حتى !
ادم افتكر محاولتها فضحك بتهكم : معندهاش ثقافة الوقت .. عمرى ما انسى خوفى من ضعفى قدام هديه و انا رايحلها بحط كل ضعفى ده ف حضنها و هى اتغابت و مفهمتش .. مفاقتش غير اما شافت هديه صوت و صوره قدامها.. عادى بقا فى ناس مبتحسش بقيمتك غير لما تعرف إن حد تانى عرف قيمتك و ده اللى مخلينى رفضت اى نَفس منها
انس بصّله بذهول و ادم هز راسه بلامبالاه : الحكايه كلها تراكمات يا انس صدقنى مش موقف واحد اللى بيزعل .. كل علاقه و لها رصيد من التحمل و التقدير و الاهتمام اذا خلص بقا صعب تكمل مهما اتحطت اعذار
منير : و ده الفرق اللى بينها و بين هديه .. واحده خلصت رصيدها ف الوقت اللى التانيه عملت لنفسها رصيد كويس
ادم : لاء .. الفرق بينهم زى الفرق بين إن حد عايزك علشان شايفك فرصه كويسه و بين حد مختارك إنت تحديداً وسط ألف فرصة كويسة تانيه
انس : انا كنت فاكرها مشكلتكم مع بعض عيوبها .. لكن ده مش عيب ده طبع و الطبع مبيتصلحش
ادم اخد نَفس طويل : انا كمان غلطان يا انس .. يمكن اكتر منها
انس رد بدفاع : لا معلش غلطاتكم تفرق ، ماهو لو كل راجل قل بأصله مع مراته لما تغلط هنلاقى المحاكم اتملت .. انت عملت بأصلك معاها للاخر
ادم رد بتعب : و انا غلطى مكنش ف الاخر .. كان ف الاول يا انس .. الاولىجه غلط ف كل اللى اتحط عليه بقا غلط .. بس للاسف مفهمتش ده الا ف الاخر .. و يمكن ده جزء من طاقتى معاها و صبرى عليها .. فهمت انى مشكلتى معاها كانت انى سابقها في لعبة الحياه بكتير .. و ده مش غلطتها اد ماهى غلطتى ..يعنى مابقاش انا ف ليفل الوحش و هى لسه بادئه اللعبه و اطالبها تجارينى و تجارى دماغى .. هتعب و هى هتتعب .. مقصدش ب الليفل انى وصلت او بقى معايا فلوس اكتر او اترقيت ف شغلى... الليفل اللى اقصده هو تجاربى و خبراتى ف الحياه انا شوفت كتير و اتخبطت و اتالمت و اتهزمت كتير.. و هى لسه يادوب بتكتشفها ف مهما احكي أو اشرح عمرها ما هتفهمنى او تحس حتى لو بتحبنى ! مهما كانت الحرب بتاعتى هتفضل هى شايفاها بعينها و خبرتها هى اللى على قدها و مهمها سامحتنى او ادتنى اعذار عن انشغالى مثلا هبقى في عينها مقصر ..
ممكن اكون ف البدايه حاولت احبها و ممكن اكون لو هديه مظهرتش كنت حبيتها هى فعلا بس اتجاهلت عن ان الحب مهم لكن مش كفايه .. الخبره والتجارب و وجهات النظر والحرب المشتركه تكسب .. كان لازم لما اجى ادور علي حد يشاركنى مشوار حياتى ابص علي تراك حياته ..ادور على اللى اختار تراك و جرى عليه و سف التراب فيه و يكون تراك قريب و شبه تراك حياتى .. لكن ماخدش واحده لسه بتبدأ عشان ساعتها كان لازم يا هجى عليها و اسحلها ورايا و انا بجرى علشان تجريه معايا على سرعه اعلى من قدراتها بكتير و هعورها بشكل أو بآخر زى ما عملت .. أو الحل المقابل انى اجى على نفسى و اتبط جنبها و اتنازل عن كل حاجه انا في يوم حاربت فيها و من أجلها علشان خايف عليها من سرعتى .. ف الحالتين كان لازم حد فينا هيخسر و كانت مشكلتنا ان لا انا و لا هى عرفنا نتقابل ف نقطه .. لا هى عرفت تتعب شويه عشان توصلى و لا انا عرفت اتنازل
انس بجديه : خلاص يبقى متبقاش شمعه بتحترق علشان تنور لواحد أعمى .. دى مش تضحيه ده غباء
ادم ابتسم لمجرد انهم اتقابلوا ف نفس النقطه اكتر من اقناعه .. يعنى هو مش غلط !
منير شاورله بهزار : يعنى لم يخذلك أحد انت اللى مبتستنضفش يا ريس
انس بجديه : بيقولوا الغلطه التانيه مع نفس الشخص كانت ذنبك انك سامحت و عديت مش ذنبه انه كررها
ادم اتنهد براحه اما شاف الحدوته بعيون تانيه : يعنى ايه ؟
انس : يعنى متديش حد فرصه تانيه .. الفرصه التانيه إديها لنفسك مع حد جديد
منير رفع حاجبه بمرح : يعنى يا صاحبى طول ما إنت شارى هيتلعب بيك أتارى
انس ابتسم لأدم بتفهّم اما حس الحكايه اكتر ما من مجرد سمعها : و انت زعلان ليه دلوقت ؟ ازعل على حاجه مستاهله متبقاش مكتئب و اهبل يا اهبل
ادم ضحك غصب عنه و انس ابتسمله : اخلص الاول من تعبك بعد كده دوّر على راحتك .. و متنساش كل يوم تفكر نفسك إنك من حقك تقول لأ على أي حاجة مش مريحاك
ادم اتنهد بتعب : و هديه ؟
انس : النصيب اللى مش هتحارب علشانه مش هيجيلك
ادم وقف قدام الشباك و حط إيديه ف جيوبه بحزن و اداهم ضهره : هديه من يوم ما افترقنا و احنا عيال و طول ما هى بعيد كانت حياتى ماشيه .. ناقصه اه بس ماشيه .. لكن من يوم ما رجعت و انا حاسسها اخدت كل الاماكن الفاضيه جوايا لها .. اللى بتاعتها بقا و اللى مش بتاعتها .. و اما سابتنى تانى مقدرتش اعمل اللى عملته قبل كده و اتعود ع الحياه من غيرها .. مقدرتش و محاولتش حتى لحظه اعمل ده ..بيقولوا لما الناس بتموت الحياه بتستمر و لما الناس بتبعد الحياه بتقف .. غريب إن الموت أرحم من البعد ف الوجع .. يمكن لأن الموت حاسم إنما البُعد فيه احتمالات