ارتطم بوجهه شعاع شمسٍ أهوج أفاقه من نومٍ متقطع يهرب به من الألم لا حاجة له، أفرجَ عن حجرين أسودين مُعتقين بالصبر يشوبهما وخزات من الخيبة التي اقترنت بقلبه الخامل...
لقد مرَّ أسبوعان على ذلك اليوم الذي افتعلت به رابحة فضيحة الملاءة أمام والدته وجده وتلك الخنساء!
حتى لو كانت عائلته فقط من عرف لكنـه كرجل سوي لم يشتري زوجته كبضاعة ويتحقق ما إن كانت ستنفعه أم لا آلمه الأمر... وبشدة!رابحة لا تدرك ما اقترفته في حقه مرتين متتاليتين وترى أن باعتذارها سيطيب وجعه منها!
فهي خذلته أمام خنساء حين أخبرتها أن تحدي وبإمكانها جعله كخاتم في اصبعها
والمرة الأخرى عندما أخجلته أمام نفسه لمّا وضعت الملاءة ذات دماء العذرية الكاذبة!!!وفي المرتين كانت تكيد وتنحر خنساء!
كل هذا على حساب رجلٍ مُغفل لم يذق من السعادة سوى أطرافها حتى يُفاجئ بقلبها المحروق!زفرَ بضيق نافضًا الذكرى من رأسه ولكن ما كاد يتحرك حتى وقعَ نظره عليها وهي نائمة بجانبة ليعود مشهد من ذلك اليوم يؤرق صحوته ويدج بالنصال داخل روحه وكأنها تنقص ألمًا!
..........ما إن دخلَ من الخيمة حتى وجدها تقف بشموخ لا يليق
سوى بها!، بالتأكيد رابحة لن تجلس على عقبيها وتبكي من صفعة أو ستخاصمه ولن تُحدثه لأنه أهدرَ كبرياءها وجعلها تشفق على نفسها لوهله لم تدم أكثر من دقائق معدودة
رابحة ستقف وتواجهه وتُثبت له أن مُجرد ما فعلته لم يكن سوى شظية في تلك الحرب المشتعلة التي لن تخمد إلا باستسلام أحدهما
وكيف!والاثنان جبلين شامخين التقما خشونة الصحراء وطرقها الوعرة كأول حليب يدخل جوفهما
تبًا المنافسة ليست سهلة بل أبية ترفض الخضوع
"علينا أن نتحدث يا سلطان بهدوء وكأي زوجين ناضجين"والأمر لم يكن يحتمل أي كوميديا لكن ضحكته الساخرة شقت سمعها فجعلتها تقف متحفزة أكثر وبشموخٍ أكثر!
"كان عليك أن تفكري كزوجة ناضجة قبل ان تفعلي ما فعلتيه في الخارج، هل تعلمين إلى أي مدى وصل مغزى تلك القماشة الملطخة بالدماء والتي هي بالتأكيد ليست لعذريتك؟....."رفعَ حاجبه باستنكار قبل أن يترجم ما شعر به لكن بهدوء يُشبه العاصفة، ناهيك عن صراحته المفرطة في أمر القماشة التي جلبَ الدماء لوجنتيها خجلاً منه لا مما فعلته!!
أضافَ وهو يقترب منها تكاد تشعر بجسده التي يرتج مشتعلاً بغضبه المكتوم"هل وضعتِ في عقلك أن إظهارك لتلك الدماء وتباهيك بها هو عادة جاهلية كافرة مُحرّمة على المسلمين أمثالنا؟"
يتحدث دون مواراة لكلماته، بينما يقف في مُنتصف الطريق على بُعد خطوات قليلة تفصل بينهما وقد أظهرَ رغبةً في اعطاءها ما تُريد من مناقشة يكون هو سيدها الأوحد ....
ابتلعت ريقها مُكرهة ليتغضن وجهها بالاشمئزاز ويهتز جسدها تحت وطأة سياط كلماته
تُدرك الآن خطأها العمد الذي لا يُغتفر مُقرنة ذلك بقليلٌ من الندم الذي يتسرب إليها جرّاء نفحات كلماته
أنت تقرأ
ما الهوى إلا لسلطان
Romanceأودعت إليك حبًا مُزخرفًا بالورود كلما أوشكت أوراقه على الذبول سقيتها من فيض مشاعري بينما مننت عليّ بنظرة بئس القلب الذي أحبك