الفصل الخامس والعشرون

1.8K 85 8
                                    


" أرجو الدعاء لخالتي بالرحمة والمغفرة"
ضللت الطريق بحثًا عن الهوى
وكل الأمر أنني لم أبحث في عينيكِ أولًا

*********
أعظم النعم التي يجب أن يستقبلها العبد بالشكر هي الثبات النفسي حتى لا تنهار أمام أحدهم أراد كسرك، والثبات الجسدي حتى لا تسبه بكلمات لن يجد وقتًا كافيًا ليعرف معناها أو أن تلكمه مسببًا عاهة مستديمة

وكمثال لهذا العبد ... رابحة

ألجمتها الصدمة من اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه، تبتلع ريقها عندما انحدرت حدقتيه المشتعلتين على عسليتيها المتفاجئة، في أسوأ كوابيسها هذا السيناريو الذي سيحدث؛ سيجرها سلطان من ذراعها  إلى الخارج وسيعتذر من أخ نهاد وهي ستصرخ، ثم سيلقيها في السيارة ويغلق الباب حتى لا تتمرد وتخرج وهي ستصرخ، ثم سيبادلها بدوره بصوتٍ أعلى ويخرسها، لكنها لن تكتفي بهذا وستحاول خمشه بأظافرها لكن في النهاية سينتهي الأمر بها معه ولن تأخذ منه حقًا أو باطلًا....

كان اليأس ليتملك منها في اللحظة التي سقطَ الاشتعال من عينيه، وتجمدت ملامحه مُبتعدة عن خاصتها فهو لم يجرها بل تحدث مع أخ نهاد بصوت لم تسمعه في حين الأخيرة مالت هي عليها وهي جاحظة العينين

-زوجته المطيعة؟ منذ متى والطاعة واسمك يجتمعان في جملة واحدة يا رابحة؟!!!
أخذت كل طاقة العالم في الالتفات ناحية نهاد وترك ذاك المتجاهل يتحدث بما لا تستطيع سماعه وهذا يستفزها..
تحفزَ جسدها ورمقتها بحنق وأجابت لاوية شفتيها

-إنه يقول هذا ليخزي العين هل لو أنا مطيعة كنت جئت لهنا دون معرفته!!!
قطبت نهاد حاجبيها وأردفت بتساؤل
-صحيح كيف أتيتِ إلى هنا وحدك؟
ارتبكت ملامحها و تلعثمت حروفها وهي تقول
-لا تدخليني في تفاصيل لا فائدة منها المهم هو كيف وجدني بهذه الـســ....

قطعت حديثها مُجبرة تحت تأثير انحدار عينيه نحوها فيما يُشبه الترقب وربما وعيد محفوف بعقاب لم تستشف ماهيته بعد، بادلته نظراته بواحدة من أشعتها المنتصرة وانتظرته يتحدث ويطلب مجيئها معه وهي بكل أنفة وعزة نفس.... سترفض

رفعت رأسها عاليًا، وبتحدٍ نضح بشمسيها مقابلاً لصخرية مُقلتيه في اللحظة التي فتحَ فيها فمه
-أريد زوجة أخي في كلمتين بحضورك وسأرحل بعدها هل تأذن لي؟

رمشت عدة مرات قبل أن يضربها الإدراك بمقصد كلماته التي لم تصدمها هي فقط بل جذبت انتباه نهاد التي حوّلت بصرها نحوه لتجده قد تجاهلت عيناه رابحة وتوجهت إليها بينما ينتظر إجابة أخيها

-نعم تفضل
أشارَ أمير ناحية صالة مفتوحة في الجانب الأخر من تلك التي يقفون فيها، تبعه سلطان فيما انتظرت نهاد عدة ثوانٍ قل أن تهمس لرابحة بحذر
-ماذا يريد زوجك مني؟ ألم يأتِ  لأجلك؟!!
هزت رابحة رأسها في إنكار

ما الهوى إلا لسلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن