السخونة التي تستفحل داخلها منافية تمامًا لهالة البرود والنظرة الجامدة كالجليد التي يرمقها بها، من أين أتى بكل هذا التبجح الذي يجعله واقفًا على قوائمه السفلية بكل هذا الاعتداد بينما ذراعيه يتشابكان عند صدره العريض بفرض الهيمنة والتحفز!أليس من المفترض أن تكون رأسها بدلاً من ذراعيه؟ تجلس في حجره بدلاً من الوقوف ندًا له!؟يُصالحها بقبلة لأنه انشغلَ عنها في هذا الليل وهي تتمنع موارية ابتسامتها؟! لم لم يحدث هذا معها؟... تجربة شيء دافء كاحتضان زوجها بعد يوم عملٍ مُتعب وتدليك كتفيه، أو التقاط نظرة ساحرة من عينيه كأنها جوهرة نادرة يخاف عليها... أن يُربت على كتفها ويحتوي ما ألمَّ بها من وجع جسدي أو نفسيتساعده في اتخاذ بعد القرارت ويُشاركها هو أفكارهاكل هذا لم يكن قريبًا حتى من التجربة... كان حلمًا ساذجًا آمنت أن تحققه يومًا لكنها هوت في هوة كوابيس متلاحقة لم تستطع التقاط أنفاسها منها لقد دمرَّ الشيء الوحيد الذي صدّقت عليه وأخذت تُعظمه كل يوم حتى أضحى بهذا الغرور ليزدريها .... لقد كان الحب اختيارها وهو من قتلها في النهاية!بئس الحب هو وبئس المالكة هي-أرى في عينيكِ نظرة لا أعرف ما وراءها لطالما فهمتك لكنني اليوم فاقد حواسي بك و أعلم هل لأنكِ تريدين قتلي في تلك اللحظة أم لأنني أشعر بالتخبط تجاهكنبرته الخشنة التي جاءت بغتة احتلت أذنها دون مقاومة لتتدافع مُسيّرة تيارًا داخلها أخلَّ بها لوهله، لكنها أمامه ثابتة... حازمة... لا تأبه لمشاعرها المتعثرة في حروفه فلتزل قدمها لكن لا تُكسر حتى لا تذوب داخل كلماتهتمتمت بعد وهلة وهي ترمقه بنظرة ثاقبة-لطالما جهلت قرائتي يا سلطان رغم أنني لست بتلك الصعوبة لقد سلّمتك عهدي و أنت فقط لم تجرّب أن تفتح صفحاتي الأولى التي لم يُخط فيها حروفًا سوى اسمك... لقد تجاهلت كتابي مراتٍ عديدة فلم تحاسبني الآن لأنني لن أعطيه لك مرة أخرىدلّك جبينه بارهاق لم يخجل في الظهور على ملامحه، ولولا الجفاء بينهما لكانت هرعت إليه قلقة، مُستفهمة، لامسه لوجهه.... لولا الجفاء-هل تظنين أنني سعيد بما يحدث بيننا؟ أن تكونين بعيدة عن ناظري ومضجعي هذا لا يحتمله رجل مطلقًا-لا تتحدث فقط وكأننا زوجين بالفعل.... أنت لم تلمسني من ... من أجلهااستدارت عن ناظرة بعدما بصقت كلماتها في وجهه ليزداد احمرارًا وغضبًا، في ثانية كان يقف أمامها يهدر ممسكًا كتفيها والشرار يتقد من مُقلتيه-لا عاش ولا كان من يُملي عليّ أفعالي... ما حدث أننا تشاجرنا بعد الزفاف ولم أستطع أن أقربك وبعدها ابتعدتِ أنت لكن هذا لا ينفي شوقي الدفين إليكِ في كل مرة أراكِ بها تهرعين أو تتهادين في مشيتك... حينما تبتسمين أو تعبسين... تستيقظين بنشاط أو ترتمي على الفراش بكسلكل حركاتك العفوية كانت تجعلني جمرة مُشتعلة تريد إحراق العالم... وأنتِ كنتِ قطرة الماء التي ستمتزج معها لتُحد من تأثيرها. لا لاهي لن ترتجف بين ذراعيه ليعرف مدى تأثيره عليها... تبًا هي ليست بهذا الضعف في حضرته... لو مال قلبها يا ويلها ... يا ويلك يا رابحة هذه المرة سيكون قلبك على مقصلة الكرامة ولن يتوانى سيف الحب عن الفتك بهاطراقها برأسها كان علامة إيجابية كونها تفكر، لكن عند رفعها لرأسها رأى نظرة تمرد قاسية تتماوج في عينيها... موج العسل أضحى لهبًا كشمس أغسطس الحارقة لا تغوص في بحر الليل خاصته إنما تطفو آبيه الغرق-هذا الكلام تضحك به على زوجتك الثانية، ستطير من الفرح بالتأكيد ... لكن أنا تعودت دائمًا أن الشيء الذي أحبه ولا يقبلني أتركه ولا أعود له ثانية ... قاطعَ حديثها مقتربًا هامسًا داخله يموج بعواصف وشفتيه ترفض الكلام إلا بما يوازن كبريائه-أنا لا أستطيع اخبارك بما وراء هذه الزيجة لكن... دعينا ننسى وأنا سأعمل على مسامحتك لي جيدًا.... أنا أحبك يا رابحة وأشتاق إليكِ كان يقترب في كل كلمة يتفوه بها وهي تبتعد بمقدار ما يفعل.... أغمضت عينيها ثانية ثم عاودت فتحهما ليختفي بريق الشمس ويحلّ مكانه قتامة الغروب -أنا أعرف كل شيء بالفعل... وهذه المرة أنا لا أقبلك عندي... أنا أفلتك يا سلطان بعدما وقفت أمام الجميع وتشبثت بك... لم تنتابني لحظة شك واحدة أنك ستقوم بالزواج عليّ مثلما فعل سالم مع بدور.. عهدتك مختلفًا لكنك فب النهاية رجل تدين لهذه القبيلة بالچينات المتوارثة التي لا تتزحزح عن خلاياك.... طلقني واذهب لزوجتك وانساني.. فأنا لم أكن في جُعبة اختياراتك الأولى من الأساسلقد قتلته باعترافها ومزقت روحه أشلاء، كل ما يعيث داخله هو الجنون والوجيعة، ما تردد إلى الخارج كان قبضة تشكلت بأصابع ضُمت بقوة، وأنفاس لاهثة مشتعلة وفراغ قاتم يُحدق به من عينيه -عندنا الرجل لا يعيبه إن تزوج أربعة طالما يقدر فلم أنتِ لا تفهمين وقد عرفتِ كل شيء بالفعل؟ أمالت برأسها مُطلقة ضحكة أنثوية بعيدة عن الفكاهة، ثم أشارت لنفسها باعتزاز رافعة رأسها بشموخ -لأنني أنثى لا تقبل المشاركة...... شرع الله لا أناقشك فيه لكن أنا متضررة منه ولا أريدك... هكذا ... أنت لا تستحقني يا سلطان... كثيرة أنا عليكتحفزَّ جسده لثوان ثم سكن ليُجيب متمتمًا بسخرية لاذعة-لم تكوني كذلك عندما طلبتني في المجلس... كنتِ متيمة غارقة في حبي لدرجة أنك احتملت الضرب من أجليعادت تلك الذكرى تجلدها بسياط الندم، ليتها ما فعلت... ليتها ما رأته ولا أحبته حتى لا تهن عليها كرامتها بهذا الشكل... ليت والدها قتلها هذا اليوم حتى لا تقف بكل هذا الخزي أمامهكتمت أنينها داخلها وأردفت بحشرجة يفوح منها خيبة الأمل عتابًا على ما مضى، زاهدةً فيما هو أتي-وأنت وقفت حينها ساكنًا دون حراك وتركتني... كما تركتني في كل مرة احتجت إليك فيهادمعة وحيدة انسلت من عينها اليمنى ليتردد صداها في جوفه، نظرتها الثابتة مقابل اعتداده بوقفته ولا يدري أي منهما حلّق في سماء الكبرياءلم الحب متعب؟يطرق أبواب المشتاقين ليهرعوا مستقبلين له بحفاوة.. يروون عطش ليل الطويل آملين فجرًا مشرقًا لكن الفجر لا يأتيوالعطشى لا يرتوونولم يزدهم تذوق الحب إلا ظمأً واشتياقًا -أنا لن أطلقك يا رابحة... ربما أدركت متأخرًا هذا لكنني لم أعرفك جيدًا كما تقولين... ربما بهرت بشكلك.. أعجبت بشخصيتك... لكن قلبي أحب قلبك وأنا لن أتنازل عنكِ مهما حدث... فانتظريني يا ابنة العم في جولة أخرى اقتربَ منها عنوة هذه المرة مقبلاً جبينها متتقلاً لشفتيها على غير توقع منها، أخذًا رشفات معدودة مرتويًا لظمأ الجفاء ليتها تغفروليته يتنازلولتبقى الشفاه المشتاقة في حالة استعداد لاجتياح آخرسلاحها الوحيد للمقاومة لم يكن يدها التي ضربت صدره فلم يأبه، ولا دفعها لكتفه لأنه لم يتحرك انشًاكانت دموعها التي تواترت هي من أوقفته وجعلته يبتعد لاهثًا، منتشيًا، غير نادم -أنا أكرهكصرختها المتألمة سمرته ليتأمل وجهها المختض وعينيها اللتين تنطقان بما أسفرت عن الشفاه للتوانتزع يدها التي تكبل فمها ليقربها مرة أخرى بعد ابتعاد لتنظر له بشراسة وقد كانت على بعد قول سبه لكنه همسَ بصرامة حُفت ببعض الحنو-سنعود مرة أخرى لنروى حكايات الليل الطويل الذي انتهى بمعجزة التلاقي.... سيكون الجفاء هذا هو بداية الحكاية خاصتنا وسأكتب أنا نهايه... فلن أمل عن اجتاذبك لي ولتتمنعي كما تشائين فنفسي طويل يا ابنة العم... فبدونك أنا أكبر خاسر
أنت تقرأ
ما الهوى إلا لسلطان
Romansaأودعت إليك حبًا مُزخرفًا بالورود كلما أوشكت أوراقه على الذبول سقيتها من فيض مشاعري بينما مننت عليّ بنظرة بئس القلب الذي أحبك