-لم تريدين أن تعملي؟ هل ينقصك شيء؟
قالها بجدية يحاورها لتقول هي الأخرى بحسم
-نعم .. ينقصني ذاتي
رفعَ حاجبه بدهشة ثم أردف
-ماهذه الكلمات الغريبة؟ من أين لكِ هذه الأفكارزفرت بضيق وهي تراه يستهزيء بها لتهتف وهي تطبق ذراعيه لصدرها
-أرأيت!!! أنت تسخر من كلامي لأنني لست متعلمة مثلكرقت نظراته نحوها وبدأ يستشعر الموقف، هي تشعر بالنقص لأنها لم تنل التعليم كفاية لذا تريد أن تحس بأهميتها في شيء، أنها ليست مجرد زوجة وابنة.. تريد أن تتذوق حلاوة الانتصار
التقطَ يدها بين كفيه ولثمه قبل أن يحاوط وجنتيها ويقوم بالمثل، وعند شفتيها لم تنل قُبلة بل همسة أذابت قلبها الذي هو أساسًا منصهر من حرارة عشقه لها
-إذا أردتِ العمل فلكِ ذلك.. لكن رأيي هو أنكِ قائمة بذاتك يا رابحة... أنا أحبك وأنتِ هكذا... بدور تبحث عن القوة فيكِ، والدتك تتمنى لو أنها مثلك، خنساء كانت تغار منكِ، حتى أعتى الرجال لم يقوُ على مقاومة عقلك... وجدتك
ارتجت شفتيه عند هذه الجملة وهو يرى الدموع تلتمع في عينيها
-جدتك كانت لتكون فخورة بحفيدتها... كل هذا وتبحثين عن ذاتك في أشياء أخرى انتِ حققتي أفضل منها!هذا الرجل لا ينطق بكلمات بل يعزف الألحان بشفتيه!
هذا الرجل يعرف كيف يخمد نيرانها المشتعلة، فبعد حديثه الهادئ شعرت بالفخر والأنوثة لحديثه، نعم يكفيها نظرة هؤلاء... لكن ماذا عن نظرته هو!... ماذا يفكر فيها؟... كيف!!
ومهما تحلّت من ثقة تبقى نظرة رجلها لها هي ما تحرك شعورها كأنثى
شعرَ بالظفر داخله وهو يرى تبدل ملامحها لتنزوي في ركن التفكير، كان على وشك أن يختطف قبلته التي فصلها الحديث لكن ضيّق عليه رنين الهاتف الذي صدحَ برسالة
التقطه وياليته ما فعل!
فقد كانت قريبة للحد الذي جعلها تقرأ الرسالة التي كانت من ياسمين... لا هذه ليست المعضلة الأنكى هو فحواها الذي أطارَ بعقل رابحة
"حسنًا يا سلطان أنتظرك في الرابعة"
ليتها كانت تلك القاضية، لأن هذه الرسالة لم تأتي من العدم هكذا! بل كانت ردًا على رسالة سلطان الذي كتب سلفًا
"أريد مقابلتك غدًا...."——————————————-
هي التي لم تهتم بالاستيقاظ باكرًا إلا لتناول الفطور مع جدها أصبحَ شغلها الشاغل هو أن تفتح عينيها وتمد يدها للدرج بجانبها وتُخرج الرسائل تفتحها بلهفة ثم تتذوق عيناها الحروف بنهم...ورغم أن التجربة الأولى كانت مُخيبة للآمال.. قليلاً إلا أن للرسالة الثانية نغمة حانية تراقص قلبها في تهادٍ
"محظوظ من يملك حرارة الروح لتذوب لأجله عيناكِ..."
أنت تقرأ
ما الهوى إلا لسلطان
Romansaأودعت إليك حبًا مُزخرفًا بالورود كلما أوشكت أوراقه على الذبول سقيتها من فيض مشاعري بينما مننت عليّ بنظرة بئس القلب الذي أحبك