لم يكن بطلاً..
هي من عظمته وأنزلته منزلَ الأبطال
هو فقط كان الشرير الذي لم يرد أن يصبح جزءًا من الحكاية.. بل الحكاية بأكملها.******
...
يجب أن تعترف أن صباحها اليوم كان مشرقًا بما فيه الكفاية ليقضي على سنواتها البائسة السابقةبدأ كل شيء قبل أن تفتح عينيها حينما تهادت رائحة الفانيللا لتداعب أنفها بخفة فتتقوس ملامح وجهها في ارتباك لتلك الرائحة المفاجئة مع ابتسامة صغيرة تزين شفتيها، لكن سرعان ما يتهاوى هذا التهليل إلى حفرة القلق حالما أفرجت عن مُقلتيها تحت سدائل جفنيها وأبصرته يقف أمامه ممسكًا بصينية وقد أدركَ عقلها-شبه الواعي- ما يحدث
-م ماهذا؟ ما الذي تفعله؟
كان استنكارًا أقرب منه للسؤال، أجابها سلطان بابتسامة وهو يقترب ليضع الصينية التي أجابت على تساؤل مكان الرائحة وهي ترى المخبوزات المختلفة،الحلوة بشكلها الشهي ورائحتها الأشهى وكوب لبن مع طبق بيض تقليدي و قطع من جُبن المثلثات
-أعددت الإفطار لنأكل سويًا...
راقبت عيناها جلوسه أمامها على الجانب الأخر من الصينية وهي لاتزال غير مستوعبة ما يحدث
هي للتو أفاقت من النوم بشعر مشعث وأعين نائمة ووجه يحُاكي النوم الثقيل الذي حظيت به، أما هو فقد كان...
-رائع... لذيذ!
لا لم تكن هي من نطقت رغم أن هذا ما كان يدور في خلدها وهي تتفحصه بدقة بداية من
البلوفر-مينت جرين- والبنطال بدرجة أغمق قليلاً
كان يقضم من العيش المدهون بالجبن وينظر لها في عينها.. نعم.. كانت تلك اللحظة التي استعادت فيها رابحة وعيها وحدجت في عينيه بتحدٍ وهي تقوم من على الفراش
-ما الذي تظن نفسك تفعله؟ أتريد إيهامي أنني مجنونة؟..وبنفس الشراسة كانت ترد على نفسها بتحدٍ
-لن تنجح ولن تحصل على ما تريد.. بعينك يا سلطانأطلقت سهام شراستها العسلية لتصطدم بحجريه الأسودين، لم تخترقهما ولم تتحطم على صلابتهما أيضًا بل حفرت داخلهما نُقرة واستكانت
رفعَ يديه باستسلام واستقامَ ليقف مُقابلاً لها
-أنا لم أفعل شيئًا بل أحظى بإفطار مُسالم مع زوجتي.. أليست ردة فعلك مُبالغًا فيها بعض الشيء؟!
وبنفس الجنون كانت تقترب لتهدر أمام وجهه
وتُشيح بيدها في جميع الاتجاهات
-نعم.. كل ما حولي مبالغًا فيه شيئًا واثنين وثلاث... إن كان هذا ما تحيكه أنت وزوجتك الأخرى لتتهمني بالجنون وتطلقني لكي لا يكون لأبي عليك حُجة فها أنا ذا أخبرك ألا تفعل واقتصر الأمر وطلقني دون هذه الجلبة...استطاعت أن تلمح اختلاج عضلة فكه إثر كزّه على أسنانه بقوة، ورغم ذلك ملامحه لم توحي بشيء سوى التصلب.. وهذا لم يمنعها من الاقتراب أكثر حتى صارت شاهده الاستنكار الغاشم في عينيه وهمست بنبرة حادة ولا يزال وهج عسليتيها يرشقه بالذنب
أنت تقرأ
ما الهوى إلا لسلطان
Romanceأودعت إليك حبًا مُزخرفًا بالورود كلما أوشكت أوراقه على الذبول سقيتها من فيض مشاعري بينما مننت عليّ بنظرة بئس القلب الذي أحبك