فيه مشاهد هضيفها للpdf وتقديرًا للناس اللي قرأت الرواية ومش هتقرأ من الpdf هنزلها هنا وهنوه قبلها إن ده مشهد مضاف بعد مشهد كذا. وهيكون مقترن بالصورة دي 😁
محدش يتريق عشان مبعرفش اصمم
—————-
المشهد ده بعد أول مشهد خالص في الرواية
——————
في السيارة
يقبض على المقود بقوة شديدة بدلاً من الإقدام على ردة فعل متهورة قد تتأذى منها رابحة
مشاعره تجاه ابنة عمه مؤرقة للغاية؛ فلا هي أرض صلبة ثابتة يستطيع أن يقول لو "يحبها" أو "يكرهها"
بل كانت على أمواج مُحيط عاتٍ
تتماوج مع عواصفه تارة شديدة الكُره
وتارة اعتيادية... جدًا
زفرَ بحنق وها هو ينسحب لفخها وينساب تفكيره ناحيتها بدلاً من كيف سيُدخلها المنزل دون أن يعرف من بالبيت
-يا إلهي
ابتهال خرج من شفتيه
بينما هي بجانبه متكتفة وعلى وجهها إمارات الغضب تحتل جزءًا كبيرًا من ملامحها الجميلة
لا تُنكر أن فعلتها متهورة ومهما كان سلطان محترمًا فهو في النهاية رجل، ما الذي كان سيحدث لو انجذبَ لشيطانه وهو يراها أمامه في ستار الليل الذي سيحجب الرؤية ولكن لا سلطة له على الآذان المتصنته
رمشت بعسليتيها وسخطها من نفسها يغلب سخطها من كلماته الجارحة
حركة رعناء
-غبيــة
-عفوًا
كانت هي التي التفتت عفويًا وعيناها تبرقان بالصدمة ما إن أتمَّ سبته لها، ليلوذ هو بالصمت ولسان حاله يزجره على انفلاته
-من تنعتها بالغبية يا سلطان
-أنتِ وهل يوجد غيرك هنا في أنصاص الليالي وبين تلك الجبال التي
رمشت بعينيها في حركة أنثوية وهي تردف بغنج متآصل في صوتها
-هل تغار عليّ يا سلطان
داعب حلقه ضحكة مُجلجلة لم تلبث تُسعدها وهلة إلا أن شعرت بمرارة في نفسها وهي ترى بقايا ضحكته ساخرة ومُستنكرة ومُزدريه
-يا رابحة أنتِ لو آخر نساء الأرض لن أغار عليك..
امتقعَ وجهها من الصدمة، وقلة الذوق المنعدمة في كلامه وربما هو شعرَ بذلك لذا تنحنحَ يُجمل الأمر
-في دمي عروق نخوة لفتيات العائلة لذا غيرتي هنا رجولة لا أكثر.. مثلك مثل بدور وخنساء لا فرق بينكم لديّ
تعمّدَ أن يشدد على حروف خنساء علّها تهتدي وتصمت، ونعم صمتت
تكز على فكيها ما إن نطق باسم خنساء
عدوتها اللدودة وأكبر منافسة لها
تدور بينهما معركة كلامية وتراشق بالعبارات كلما التقيتا في حوارٍ ينتهي في آخر الأمر بالحديث عن سلطان ورابحة تقتطع خصلات شعر خنساء في يدها
زفرت بقنوط تُدرك أن شعوره ناحيتها لم يكن سوى احترامًا خالصًا وقرابة مفروضة
وهي لا تريده مُحترمًا معها
ولا صلة القرابة هذه
رابحة تشتهي أن يكون لها نصيبًا من اقترانها بسلطان كزوجته
ربما عليها أن تلجأ للخطة الثانية التي مكثت في جعبتها طويلاً لوقت عوز
ابتسمت بشر وهي تُحيد أخيرًا بوجهها عنه وتنشغل مع الطرقات التي لا يقطع ظلامها إلا من مصباح السيارة ذي النور الشديد
تركته في حال سبيله لكنها لم تترك السيارة، فمدت يدها للمذياع تشغل أغنية كما لو أن الجو المشحون كان ينقص أي حديث
وبلحظه صدحَ صوت المغني الهادئ يقبس من النجوم نورًا وينثره على أرض روحها القاحلة إلا من بضع إنشات صلاحٍ بسيطة
بس عشانك
بنزِل لنجوم بنزلك سما
حاملك لغيوم ماسك كفك أنا
وبعتمة هالليل كوني انتِ السنا
انسابت الكلمات يتردد صداها داخلها وأوتار قلبها تنفعل وتتضخم مع كل حرفٍ منها
بدت مشدوهة من عُمق المعاني وهي تشعر أنه وياللسخرية أن هذا ما تتمنى فعله مع سلطان
والذي بدوره أغلق المذياع قبل أن تكتمل الأغنية وهو يتذمر من بين أسنانه ويبدو أن كان يكبت غضبًا جامحًا خرجَ في صراخه الفظ
- أنتِ!!... لا تلمسي شيئًا في سيارتي وليمر هذا اليوم على خير قبل أن أرتكب جناية
برقت شمسيها بوهجٍ شرس وردت بانفعال
-لا تتحدث معي بهذه الطريقة أنا لم أفعل شيئًا سوى أنني شغلّت أغنية...
ابتلعت ريقها وقد مرَّ بها الإدراك لاذعًا لتغمغم بحنق وملامحها لا تزال ترتدي الشراسة
-لم هذه الأغنية أصلاً في مذياع سيارتك تبدو رومانسية جدًا وذات كلمات حارة... هل هي لإحداهن؟؟؟ هل تغنيها لها؟ ... اااه لهذا انفعلت لأن الأغنية تخصكما معًا؟...
لوّح بيده قاطعًا حديثها المسترسل في نقطة ما لو انجرفت إليها لن يخلص، ولا يدري لم انقبض صدره إثر ذكرها حبيبة ربما لأن ما يهواه ليس في أي أنثى قابلها أبدًا
-توقفي .. يا إلهي ما هذا لم تكن أغنية كئيبة لا أعرفها أساسًا ... بالتأكيد هذا فراس فهو أخذَ سيارتي البارحة
نطقَ من بين أسنانه وقد بدأ صبره ينفذ ولن يتصالح مع فكره وجودها في حيزه أكثر
ليقول بعدها بقسوة
-ثم من أنتِ لأبرر لكِ ما أفعل ولا أفعل في سيارتي أنا.. لا تخصك في شيء لذا توقفي عن حشر أنفك بما لا
رمشت أمامه تكتم آلام قلبها حتى لا يرى ضعفها في هذه اللحظة، وتُهديه أروع ابتسامة قد تمنحها أي أنثى لرجل تعشقه، وقالت وشموسها تبرق بتوهج
-أنت لا تعرف يا سلطان.. لا تعرف أبدًا؛ فربما قريبًا يكون يخصّني
كان قد وصلا قبل المنزل بقليل أشارت إليه ليتوقف في زاوية قريبة من الباب الخلفي، لفّت وشاحها حول وجهها فلم يظهر منها إلا عسليتين متوهجتين.
-إلى أين أنتِ ذاهبة
لم ترد بل فتحت الباب ونزلت وقبل أن تغلقه أسبلت جفنيها لكن هذه المرة كانت بتحذير وصوتها الهادئ يصله، يُغلي الدم في عروقه
-لا تستفزني يا سلطان لأنك لم ترَ بعد ما عندي.. فأنا يمكنني فعل الكثير وبرمشة عين.. ولن تستطيع إدراك ما يحدث
وبدون انتظار لرده قامت بغلق الباب بقوة مما سببَ إجفاله هو شخصيًا حسبما لم يتوقع حركتها الجريء وكلامها الأجرأ!!
وكأن عدوى كلامها أصابته رمشَ بعينيه ليراها تسير بخيلاء ناحية المنزل، حتى أنها لا تتلفت حولها أو تنسل بهدوء.. بل واثقة مُعتدة كأنها كانت في مشوار للبقالة
-اللعنة عليكِ يا رابحة وعلى جنونك الأهوج الذي يطولني
قالها ثم تركَ البقعة غاضبًا حتى إطارات سيارته أصدرت احتكاكًا عنيفًا قبل فراره
من الاستفزاز
أو ربما مشاعره!
أنت تقرأ
ما الهوى إلا لسلطان
Romanceألا تفهمين قليلاً أن هناك بعض الأشياء لا أستطيع أن أبوح بها لأنها ليست ملكي وحدي؟... ألا ترين كم أحاول إسعادك وألا نعود لنقطة الصفر مرة أخرى؟... ألا تفهمين؟ ألا ترين؟ -لا أثق... تسربت الحروف من بين شفتيها في صرخة مُلتاعة والدموع تترك حدقتيها لتؤازر...
