الجزء العاشر

31 5 2
                                    

في الكوكب ذو القباب الزجاجية جلس مراد مواجهاً لرجل آخر وهما يتهامسان ينظران بين حين وآخر إلى باسل النائم على فراش أرضي في غرفة تضم بضع رجال  كل رجل منهم ينام على فراش خاص به
ومراد يقول
-: عادل؟! ماذا برأيك حصل في الكوكب الأخضر؟  فأنا على يقين بأن النائم هنا هو الأمير باسل
ليقول الأخر وهو ينظر له
-: انتظر حتى تأتي القافلة التجارية الخاصة بهم، ستصل غدا لدي معارف فيها وسأعرف ما حصل.

في الصباح وصلت التجار الى البوابة، فانزوى عادل مع رجل من التجار وتبادلا حديثاً طويلاً
وبعد رحيل الجميع وعودة الفلاحين إلى مهجعهم قال عادل لمراد
-: يبدو أن كارثة حلت بمملكة الكوكب الأخضر
ليسمعا صوت باسل يصرخ بتوسل
-:ماذا حصل؟ ماالذي حصل في المملكة ؟ اخبرني ياسيد عادل ارجوك
فقال له بطيبة
-:اهدأ ياباسل لم يحصل شيء، لكن أريدك أن تكون صادقا معي هل أنت الأمير باسل ابن ولي العهد زين؟

صمت باسل واسدل ذراعيه وأشاح بوجهه  فقال مراد
-:اصغي يا باسل نعدك بأن سرك بأمان، انا كنت اشك بذلك لأني رأيتك مرة مع الأمير زين في الموكب الملكي لكن كيف وصلت الى هنا ولماذا؟
عندها اغرورقت عيني الصغير بالدموع وجلس أرضا
-:هل أرسلكما احد لقتلي؟
نزل ناحيته عادل وضمه وقال
-:ماذا تقول يا صغيري؟ لن يقتلك أحد،  تبا لك يا مراد دع الصغير وشأنه
جلس مراد بجوارهما وقال
-:انا اسف يا باسل اعتراني الفضول

هدأ باسل و مسح دموعه وأخبرهما كل ماحصل معه وكيف أنه تم ابعاده عن جوريلين اخته الصغرى وهو الآن لايعرف مصيرها ثم قال بنبرة توسل
-:اخبرني يا عادل ماذا حصل بالمملكة ؟

تلبك وتلعثم ثم قال له
-:لاشيء ؛ انها الأخبار العادية المعارضة اشعلت حربا جديدة  هذا كل شيء
نهض ونفض ثيابه وهو يقول
-:لا أعرف لم عاملنا جدي هكذا انا وجوريلين لاأفهم لم ذلك
ثم صمت قليلا وقال بعزم
-: لكن حين اكبر
واشار نحو مراد بيده
-:حين اصبح بعمرك، سأعود الى الكوكب وسأفهم كل شيء وسأستعيد جوريلين
.............. ........ ..................

مرت سنوات ثمان سريعاً وجوريلين تنعم بين عائلتها الجديدة بالأمان والسعادة لا تذكر من ماضيها شيء وتظن أن اسمها ريناد ومع ذلك لم تكن تشعر بالراحة لأن لقب مجهولة النسب يسبب لها مضايقات بين حين وآخر
باسل في كوكب القبب الزجاجية لم يترك يوما لم يتدرب فيه لم يغب عن باله للحظة واحدة أنه أمير ظلم ونفي ظلماً وهو عاقد العزم على العودة وإيجاد أخته الصغرى يسانده في ذلك مراد وعادل
مراد يلقنه يوميا وبالخفاء دروسا كيف يتصرف الأمير كيف يجلس وكيف يتكلم وكيف يقابل الآخرين
فسأله باسل ذات يوم وقد أصبح شابا في السابعة عشر من عمره
-:كيف تعرف كل ذلك يامراد؟! كأنك أحد النبلاء
ابتسم مراد ونهض من جواره وقال له
-: يوما ما سأخبرك، لكن ليس هنا وليس اليوم، في اليوم الذي سنبدأ فيه باستعادة حقك سأخبرك

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن