الجزء الواحد والعشرين

34 6 5
                                    

اشرقت الشمس وريناد تستعد لنزهة جديدة مع العائلة شعرت ماوية بوعكة صحية خفيفة مما ألزمها البقاء في الفندق فبقي معها كامل ورائف.
أصرت ماوية  على ريناد على الذهاب مع رويد وغيث وهانا فهي هدية حفل ميلادها الثامن عشر
كانت تسير شاردة الذهن تفكر بالكثير من الأشياء منها أن أمها اليوم مريضة، حتى تنتبهت أنها أضاعت الجميع وبقيت بمفردها
-:لقد أضعتهم تبا
انتبه غيث بأنها لم تلحق بهم فاستدار يبحث عنها مع رويد وهانا
اتصل رويد مع رائف
-:هل عادت ريناد، يارائف؟
انزعج رائف قليلا وقال
-:هل أضعتموها في هذا الكوكب  سآتي للبحث عنها معكم
دخل كامل يحمل بيده طعاما ليجد أن رائف يهم بالرحيل فأخبره أنهم فقدوا أثر ريناد منذ ساعة ونصف ولم يعثروا عليها بعد فخرج معه للبحث عنهاورائف يقول لأبيه
-:هذه الفتاة تتوه حتى في كوكبنا فكيف بها بكوكب تزوره للمرة الأولى  
كانت تسير وهي تسأل عن طريق البواية حيث أشار لهم كامل سابقا بأن من يتوه عن الآخرين فليتوجه الى بوابة الكوكب
هانا تنتظر مع رويد في ذلك المكان لعلها تأتي وغيث يبحث في كل مكان وكذا رائف وكامل
ماوية مستغرقة في النوم لا تدري مايجري فهم لم يخبروها بما حصل
لفتت انتباه رجلين بلون شعرها النادر  وجمال عينيها الرمادية  وهي تسألهما عن البوابة
فقال أحدهم لها
-:يا بُنية يجب أن لا تذهبي بمفردك ففتاة جميلة وحيدة ستكون محط طمع الكثيرين، سنرافقك للبوابة تعالي

سارا بها في شوارع عريضة وزحام كثير 
لمحها باسل من بعيد تسير بينهما فاستغرب وشعر بقلق غامض
-:ليسوا من كانوا معها بالأمس، ثم هذان الاثنان لايبدو بأنهما سائحان بل أشبه بمتسولان
تبعهما فسمعها تقول
-: هل مازالت بوابة الكوكب بعيدة؟
لكن زحام المارة جعله يفقدهم
فأمسك جهاز اتصاله وطلب رمز مراد وعادل

توعك أحد الرجلين وشعر بدوار امسكه الأخر سريعا يقول له بقلق
-:هل أنت بخير ياصديقي؟
اقتربت منه لتطمئن عليه
-:هل أنت بخير؟، أنا ممرضة دعني أعاينك
لتقول للأخر مشيرة إلى فيء منزل 
-:أجلسه هناك في الظل، لابد وأن الشمس أذته
فقال  لها الأول
-:منزل ابنتي قريب ساعديني لنوصله أرجوك
وافقت بكل سرور وأمسكته من ذراعه توكئه عليها
دخلا في زقاق ضيق لتجد أن الرجل يقف بكل قوة وكأنه لم يعد مريضا فجأة
والأخر يقول لشخص يقف في الظل
-:أتيناك بشيء ياسيدي

خرج من الظلال رجل ضخم الجسد قوي البنية ملامح الشر بادية على وجهه يقول بصوت خشن وحروف خبيثة
-:فتاة؟! أوه جميلة جداً يا لهذا اللون النادر
كانت منصعقة لما جرى لا تصدق بأنها سقطت في لعبة حقيرة من هذين الرجلين
"كيف لم أنتبه لنوايهما "
  

كان الرجال الثلاثة يحيطون بها
والأضخم بينهم  يقترب منها  بطريقة أزعجتها فهي تذكرت تلك الحادثة التي حصلت منذ ثلاث سنوات
حاول أحدهم إمساكها لكنها لكمته في وجهه بكوعها لكمة أوجعته وهي تقول بينها وبين نفسها
"لقد تدربنا في كليةالتمريض على تقنيات الدفاع عن النفس وعن الاستعداد الدائم لمثل هذه الظروف"
انحنت وأخرجت من حذائها طويل العنق سكينا رفيعا وقصيرا  وهي تنظر الى الرجال بنظرات تحدي تقول في نفسها
"لم أعد تلك الصغيرة الجبانة"
رفعت سكينها تهدد بها
-:دعوني أرحل بهدوء أو سأقتل أحدكم
ضحك الثلاثة بسخرية ومالبثوا أن أصبحوا خمس رجال لخروج اثنين أخرين من الباب في الحي القديم

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن