الجزء السابع عشر

34 6 12
                                    

لمح صابر ظل شخص يقف خلف العامود فقال يخاطب ذلك الظل الذي غطى بيديه وجهه يمنع صوت نشيج بكائه من الظهور
-:أعرف انكِ هناك؛ تعالي 
خرجت من خلف العامود ودمعها قد استباح خديها، وتتنهد من كثرة بكائها
فقال لها وهو يجلس على الكرسي يطرق رأسه أرضا
-:ما الذي أتى بك إلى هنا؟

رفع رأسه لأنها مدت يدها له، لمح بيدها بطاقة صغيرة تحمل صورة غيث، تقول وحروفها تقطعها الدموع
-:لقد،أوقع  غيث بطاقته المدرسية أتيت أعيدها له
خفض صابر رأسه وقال
-:هل سمعتي كل حديثنا ؟
هزت رأسها بموافقةوقالت وهي ما تزال تبكي
-:لم أقصد التنصت
أجابها بهدوء وشبح بسمة لاح على شفتيه 
-: أعرف، أنك لم تتقصدي ذلك
اسمعيني يا ريناد، أنا لا أكرهك يا ابنتي، ولا أكره وجودك معه ولا تزعجني صداقتكما ، الامر ومافيه... .
قاطعته سريعا قبل أن يتم كلماته تقول بألم
-:لأني مجهولة النسب، أليس كذلك؟ تخشى أن أكون ابنة أحد القراصنة
ثم احتدت حروفها وهي تبعد نفسها تريد المضي
-:حتى ولو كنت ابنة أحدهم لن اسمح لشيء أن يمس غيث، أو أي أحد في هذه القاعدة ولا حتى أنت يا سيدي

وقف قبالتها وقال
-: أنت تعلمين كل شيء،إذا فأنت تعرفين ماعليك فعله، إن علمت القاعدة بتطور الأمر بينكما ستدمره سيدمرون مستقبله كله .

أسدلت يديها وهي تقول ودمعها يجري أسرع من مطر بلل الأرض
-:لا تقلق ياسيدي

وضعت بيده البطاقة وراحت تجري، تضع يديها على أذنيها تصرخ في داخلها للكلمات التي قيلت قبل قليل
اصمتي ارجوك دعيني اهرب اليوم من وقع الحقيقة
..... ..... .....
الساعة تتكتك فوق منضدتها تشير إلى الثانية صباحاً استيقظت على صوت جهاز الألعاب، فقد أتتها  رسالة عبر بريد اللعبة
جلست في ظلام المكان وضعت نظارةاللعبة وفتحتها دخلت لعالمها الذي رسمته بيديها ارتدت ملابس الاميرة وتلون شعرها بالاشقر سحبت سيفها واستقبلت الطلب والذي ما كان إلا الفارس الاسود
-:هل نلعب جولة؟
سألته متعجبة
-:لم أنت هنا في هذه الساعة المتأخرة؟!
أجابها بصوت خفيض
-:جافاني النوم، فقلت دعنا نهزم شريراً جديداً اليوم
أسدلت يدها والسيف فيها وقالت بحزن
-:لا رغبة لي باللعب، مللت هذه اللعبة وسأحذفها، لذا هذا آخر لقاء لنا أيها الفارس الأسود وشكرا لمجهودك.
أجابها بتعجب
-:هكذا اذاً!
لم تجبه بل ظلت صامتة أرادت نزع نظارات العبة فأتاها صوته
-:ألا تريدين أن تعرفي من هو الفارس الأسود ؟!
قالت بهدوء وبعدم اهتمام
-:إن كان يفضل البقاء مجهولا لن أجبره.
لكنه أجابها بحزن
-:أراك فقدت شغفك

-:الحياة تجبرنا على ما لانريد

-:أعلم ذلك، وهذا قاسٍ لكن إن كنت حقا تريدين أن تعرفي الفارس الأسود تعالي غدا الى مدينة الملاهي ستجديني قرب لعبة الدولاب الدوار الضخم،  سأنتظرك حتى العاشرة ليلاً وإن لم تأتي سأرحل تصبحين على خير

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن