الرابع والأربعون

37 6 7
                                    

وصل كامل إلى سفينته الشهاب عائدا من الأرض، التقى مع صابر وأخبره بكل ما جرى وعرض عليه الشريحة التي وجدها داخل السيدبوبو
حاول أحد رجالهما فك الشيفرة التي تغلق الشريحة، لكن دون جدوى، فهي على ما بدا أنها كلمة سر غريبة
كان الشاب يقول له بتأسف جلي
-:لقد حاولت جاهدا ياسيدي، لكن لم افلح بفتحها، يبدو أنها من نوع غريب غير معروف لدي، فعادة لاتصعب عليَّ أي كلمة سر، ولديَّ عدة طرق وبرامج للإختراق، لكن هذه الشريحة تصميمها غريب،برغم بساطة مظهرها العادي

علمت جوريلين بوصل كامل للشهاب فأرادت الاعتذارله عن تصرفها الأخير والجلبة التي أحدثتها في منزله فاستأذنت باسل ومراد للقاء كامل، سمحا لها بذلك بشرط أن لا تطيل البقاء هناك

أسرعت تركض لغرفة قيادة الشهاب بعد أن وصلت إليها عن طريق الممر الذي تتصل به الشهاب بالنجم الساهر، حيث تطفو السفينتان بقرب  بعضهما البعض وتتصلان بممر معدني عبر فتحات خاصة وهذا الممر يكون جزء من أحد السفينتين مزود بالأكسجين والجاذبية المناسبين للعبور بين السفينتين.
لم يسمح لها الطاقم في غرفة القيادة وبكل أدب واحترام بالدخول للمكتب، لأن كامل كان لديه اجتماع هاماً مع القاعدة الأرضية عبر اتصال مباشر بهم.

بقيت جالسة فوق أحد المقاعد الموجودة في غرفة القيادة،
جالت بناظريها المكان ورأت كل واحد في عمله، ذاك يراقب الرادار
والأخر منشغل مع لوحة تضيء باللوني الاحمر والازرق يراقب عمل الآلات، وشخص آخر يراقب حركات العاملين لديهم
وثالث يراقب عمل محركات السفينة عبر لوحة مضاءة أمامه
دخلت ميلندا لتتفاجأ إحداهما بالأخرى، ومع ذلك قدمت كلا منهما التحية للثانية بإيماءة خاطفة وبسمة صغيرة وفقط ، فمازالت كلتيهما تعاني آثار ما حدث سابقاً.

استأذنت ميلندا سريعاً وخرجت وفي داخلها غصة تحملها سببها فقدانها لغيث لصالح جوريلين.

الشاب الذي أعطاه كامل الشريحة ليفك شيفرتها، مازال يحاول فتحها، يطبع عدة كلمات وأحرف ثم يمسحها ليعاود كتابة رموز أخرى، زفر بيأس وإحباط وتوقف عن محاولته يدلك عنقه وأصابع يديه، اتكىء على مسند كرسيه  يزفر بيأس

جوريلين ماتزال جالسة تنتظر كامل أن ينتهي من اجتماعه، شعرت بالملل فبدأت تدندن أغنية علمتها لها تيا يوما ما حين كانت طفلة
كانت الأغنية تقول
عصفور صغير في العشِ
ينام بأمان فوق القشِ
طار يوما بالجناحِ
في سرعة الرياحِ
كانت تدندنها بنغمة خاصة بها ولحن لطيف جذب صوتها الجميل العاملين فالتفتوا اليها، شعرت بخجل طفيف، لكن إحدى العاملات ترجتها أن تتابع فتلك الاغنية كانت تحمل كلمات لطيفة وبريئة تعيد المرئَ لأيام طفولته وبراءته

بدأت الكلمات الصادرة من فمها تظهر على حاسوب الشاب تلقائياً.
توقفت عن الغناء لأن كامل قد خرج لاستقبالها
أرادت الدخول معه لغرفته، لكن الشاب وقف بسرعة عن مقعده والتفت إليها وقال لها بلهفة

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن