الثامن والخمسون والأخير

76 6 22
                                    

تم تعيين مراد حاكما للقلعة، واعتزم على تجديدها وجعلها بيضاء من الآن فصاعدا، وبهذه المناسبة أقام حفلا صغيرا دعى إليه حاكم القبب الزجاجية والملك باسل، مع الجميع ومن بين الجمع الذين دعاهم كانا والدي لارا وهي ترافقهما وقبل الحفل بأيام قليلة

دخلت لقلعته لارا وراحت تنبهر بكل شيء تراه، حتى أطل مراد فاسرع والديها يستقبلانه بفرح ليرد لهما استقبالهما بحفاوة وسرور
-:هنيئا لك يا ولدي لاستعادتكم حق عائلتكم، سمعت ان ملككم الجديد شاب لطيف
-: ملكنا فتىً محبوب، كابدنا كثيرا لاعادته لعرشه، ألا تظنين ذلك يا لارا
لم تجبه بل ظلت صامتة تشيح بوجهها ليقول لها بعد ان رحل والديها الى غرفتهما
-: لارا، باسل لم يتخلى عنك لانه ملك، أعرف ان هذا ماقفز لعقلك، بل تركك لانه خشي عليك وعلى والديك، من كل ماقد يحصل لنا

كانت جوريلين تجذب باسل وغيث يدفعه من خلف ظهره في ممرات القلعة السوداء وهي تقول
-:تعال ياباسل أريدك أن ترى شيئا
كان يقول لهما باستغراب واندهاش
-:ماذا جرى لكما انتما الاثنان!؟، يا جوريلين اهدأي قليلا يا اختي، لم تجريني خلفك هكذا؟

وجد مراد ينتظرهم وهو يقول -:لدي هدية صغيرة لك أيها الملك
ابتعد عن الدرب قليلا ليرى لارا تطل من خلفه
-:لارا؟!
لكنه وجدها صامتة حزينة العينين تطرق راسها أرضا وبالكاد نظرت إليه
غمزه مراد ورحل وحين وصل بجواره همس له
-: لا تدعها ترحل من جديد زواجها كان كذبة صغيرة لتبتعد عنك، هي لم تتزوج يا باسل
رحل مراد فجذب غيث جوريلين رغم أنها أرادت البقاء لكن غيث جذبها يقطب حاجبيه
-: جوريلين،لندعهما بمفردهما
جلس باسل بجوار لارا صامتا لدقائق ثم همّ يريد قول شيء فوجدها تنهض وهي تقول
-:كان بإمكانك قول كل شيء، ألم تكن تثق بنا ايها الملك
-:لارا، ليس كذلك، ليس الأمر أني لا أثق بكم، بل خفت عليكم،خضنا الكثير من الصعاب وصلنا لحافة الموت مرات كثيرة، لم أكن اريدك ان تعاني هكذا، ثم
-:ثم ماذا؟
-:ثم انت قلت انك انخطبت لشاب من الارض
-:وأنت صدقت فورا، وفورا ابعدتني عنك
-:لم أكن أريد
انحنت تحييه تحية فتاة عامية لملك
-:لتنعم بحياة رغيدة أيها الملك أعتذر لك، انا متعبة سأذهب لأرتاح
-:لارا،
وجدته يقطع دربها بسرعة وقف مواجها له
-:لارا، انا لم أنساك للحظة واحدة، ان كان هذا يعني لك شيئا، اعلم أني آذيتك بتصرفي لكن، كان كل ما افكر به وقتها، أريد ان أعثر على اختي ، اريد الانتقام لأمي، اريد عودة حقي لي، هكذا كنت، لكن مع ذلك، كنت دوما حاضرة في قلبي.

تركته ورحلت مسرعة لغرفتها التي اعدت من اجلهاوتركته دون اي جواب.
استأذنتها جوريلين للدخول فسمحت لها بذلك، تعرفتا على بعضهما وقالت لها تمسك بيدها
-:آنسة لارا، ان كنت مازلتي تحبين أخي، أرجوك سامحيه، باسل قاسى وعانى الكثير، وكلي يقين بأن بعدك عنه كان يزيد وحدته وعذابه
اياك ان تظني انه ليس بحاجة لك لانه أصبح ملك، بل على العكس هو الآن بأمس الحاجة لإنسانة يثق بها لتجلس بجواره على كرسي الملكة
-:آنستي الأميرة، إنه ليس مكاني، ثقي بي يا آنستي، مكاني ليس بجواره، لو كان أحبني بصدق لما تركني خلفه، ولو أحببته بقوةلما استطعت ان أتابع حياتي بعده، انا تابعت حياتي وهو استمر في حياته، صدقيني سيجد من تناسب مكانته وقلبه، باسل يتمسك بصورة قديمة لنا حين كنا صغاراً، أما أنا فلا يا سيدتي، أنا تلك الصورة مزقتها منذ زمن، انا سعيدة بين تلاميذي اليوم، بعد الحفل سأعود الى عملي ولتلاميذي الصغار
حين اطلعت غيث ومراد وعادل ما قالته لارا قال غيث
-:هكذا اذا، هذا كان جوابها
ليقول عادل
-:انها فتاة مذهلة، واحدة مكانها كانت ستبقى ملتصقة به فقط لأجل انه ملك وستصبح ملكة، ستغريها المكانة والمال
أجابهم مراد
-:ليس لارا، تلك الفتاة بسيطة وهي محقة جدا، لن تناسبها الحياة هنا ابدا فالملكة يجب ان تبقى مقيدة بعادات وتقاليد تنشأ عليها منذ طفولتها، وفتاة كلارا لايمكن لها أن تتكيف مع هذه الحياة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 06, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن