الثالث والعشرين

36 6 8
                                    

كانت تحمل بيديها أدواتٌ طبية تسير بهدوء في ممرات قسم الطب المخصص والنجم الساهر يبحر بين النجوم في رحلة معتادة لحماية أمن سفينة تجارية تحمل معها بضائع ثمينة من الأرض إلى الكوكب الثاني
كانت ميلندا في دوريتها  بين الأقسام تتفقد الأوضاع
مرت متقصدة من جانبها لتصدمها عامدة وتوقع من بين يديها الادوات الطبية  التي كانت تحملهم، فتكسرت بضع زجاجات وانسكب منها الدواء

فصاحت بها تعنفها
-:أيتها الخرقاء، أنتبهي فهذه المواد ليست مجانية كما تعلمين
ثم صرخت أكثر
-:سيتم خصم ثمنهامن راتبك وفي المرة القادمة كوني على حذر أكثر
أنت حقاً خرقاء، غير مفيدة بشيء
أمازلت تتعثرين أثناء سيرك؟!

لم تجبها ريناد وهي تلملم ما سلم من القارورات الطبية ليأتي باسل ويساعدها وعينيه تقدح شررا يطالع بها ميلندا

حمل باسل الصندوق وهو غاضب وعقله يفكر بكثير من الأشياء فقالت ريناد بترجي بعد ذهاب ميلندا
-:باسل، لا تخبر أحد بذلك،.
قاطعها غاضبا
-:لكن يجب أن يعرف قائدها بتصرفاتها، فهذه ليست المرة الأولى التي تتهجم عليك بها، تبا لموقفي الضعيف في هذه السفينة وإلا كنت سأرد لها الصاع صاعين
أجابته بهدوء حزين
-: إن علم أحد بذلك، كل ماسيفعلونه هو نقلي لمكان جديد، ولا أريد ذلك، لا أريد أن ابتعد عن الجميع ،لذا أرجوك يا باسل لا تخبر أحد بذلك
أجابها على مضض ومشاعره تغلي
-:إن كانت هذه رغبتك ،حسنا

وفي يوم أخر تم استداع ريناد بأن هناك اصابة خفيفة بين العاملين وهم بحاجة لممرضة
ذهبت لتعاين الشخص الجريح
و بعد علاجه وعودته لعمله، وجدت مليندا تنظر لها بطريقة لم تعجبها واقتربت منها وهي تقول بخبث وحقد 
-:اسمعي ياريناد، أعرف لم أتيت إلى النجم الساهر، تريدين البقاء بجانبه
ثم همست بأذنها  بحقد وسخرية
-:اعرفي مكانتك يا مجهولة النسب

لكن ريناد وقفت بوجهها ونظرت في عينيها بتحد وقالت
-:انا هنا لأقوم بواجباتي كممرضة إن كنت تشكين بإخلاص غيث لك فلست الملامة هنا

تركتها مصدومة منغاظة وعادت إلى قسم الطبابة
وميلندا تعصر يديها غضبا تقول في نفسها
"لقد تماديت هذه المرة كثيرا ياريناد لولا رويد وغيث، لن أبقيك في هذه السفينة لحظة واحدة

كلما سمحت الفرصة لمينلدا كانت تزعج ريناد حتى مر شهر عليها وهي تنال منها مضايقات لم تخبر أحد لانها إن فعلت سيتم اعادتها إلى الأرض وفقط
في غرفتها ميلندا منغاظة منزعجة تحادث نفسها
"تلك الوضيعة،ظننت أني بمضايقاتي هذه ستطلب نقلها."

وضعت يدها تحت ذقنها وهي تفكر فضحكت بسخرية
-:يا لها من فتاة عديمة الفائدة حقاً، حتى إنهاتخاف من الأماكن المغلقة أذكر حين انغلق عليها باب المستودع في المدرسة خرجت صفراء مكفهرة الوجه، وتغيبت ليومين بسبب  تلك الحادثة التي وصفتها بالمخيفة فقد مرضت.

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن