الجزء الثاني والعشرين

41 6 2
                                    

كان النجم الساهر يبحر بهدوء بين الكواكب ليتربع غيث فوق كرسي القائد بجانبه الأيمن رويد وبجانبه الايسر ميلندا
في أحد ممرات النجم كان يقول أحد الجنود للأخر وهما يسيران
-:لاأصدق كم هو محظوظ هذا الغيث، لقد أصبح قائد النجم الساهر بغضون ثلاثة أشهر فقط فقد مرض قائدنا واستقال
ليضحك الآخر وهو يقول
-:البعض لديه حظ رائع في هذه الحياة، ثم لا تنسى مهمة القائد ليست سهلة بخاصة سفينة كالنجم 
الساهر، ولانه فتى بارع حصل على موافقة القاعدة بقيادتها
ليقول الثالث
-:انه محارب شجاع هل تذكران التدريب الذي خضناه وكان علينا ان نبقى بالعراء لاطعام ولاماء لثلاثة أيام، وكان علينا  أن نبقى على قيد الحياة؟
في ذاك التدريب انهار معظم الشبان والشابات
و الذين بقوا متماسكين خمسة شبان وفتاة واحدة فقط
غيث ورويد وميلندا والتي كانت الفتاة الوحيدة
ليبدي رابعهم اعجابه بهم
-: ربما لهذا السبب تمت الموافقة عليه ليكون قائد النجم الساهر
فنجمنا هذا لم يقده حتى الآن إلا الأقوياء
وتابعوا مسيرهم حتى افترقوا وكل ذهب لعمله
كان غيث يلقي الأوامر ويتابع شؤون أخرى بين توقيع أوراق ومراقبة شاشات وبين جولات على الأقسام 
كل هذا جعله مرهق ذهب إلى غرفته وجلس فوق السرير وفي عقله كلام عادل يدور بأن القراصنة ستنتقم من ريناد فقال
-:باسل ومراد لن يكفى لحمايتها يجب أن أفعل شيء
 فكر طويلا ثم ابتسم واستلقى وغفى

قدم كامل لباسل غرفة ليبقى فيها بجوار ريناد  يحرسهاويراقبها
يرافقها حيث تذهب، يجلس غير بعيد عنها
وفي استراحاتها أحيانا يجلس معها
ويتكلمان

أثناء قيامها بعملها، في جولتها بين المرضى، بعد أن خرجت للباحة الأمامية للمستشفى
اقترب كارلوس من خلف ظهرها يمشي بخفة ليشاكسها،  فوجد سيفا رفيعا أمام عنقه يحمله باسل يقول
-:من أنت؟ ولم تسير خلف ريناد بهذه الطريقة المريبة 
التفتت ريناد واندهشت لهذا الموقف فتدخلت فورا
-:يا إلهي، باسل، اهدأ إنه صديقي كارلوس
جلسا في المقهى معا وباسل يقف غير بعيد عنهما وهي تقول باعتذار

-:اعتذر لك يا كارل هذا باسل حارسي الشخصي عينه أبي لي بعد ما حصل معي كما أخبرتك.
اما كارلوس ابتسم وقال
-:لا بأس، لابأس، لم يكن عليَّ أن أتسلل خلفك هكذا أردت أن أداعبك قليلا فقط.
نظر نحوه وقال في سره
"هذا الوجه ليس بغريب علي" 
ثم تفكر أكثر
وقال
"انه يشبه غيث بشكل ما؟، ثم طريقة حمايته لها تبدو غريبة قليلا إنه قلق أكثر من مجرد حارس ."
نفض عن تفكيره كل ذلك وقال لنفسه من جديد بتعجب
" هل يعقل أنه ...؟  "

جهاز الاستداع الخاص بريناد يعلمها أن رئيس الأطباء يريدها بأمر عاجل اعتذرت لكارلوس ونهضت
تركت المكان وراحت تركض يتبعها باسل كظلها
وهو يشيعها بناظريه يبتسم بخيبة أمل يقول
-:انت بعيدة جدا ريناد، بعيدة جدا

لمعت عينيه حزنا وسار بهدوئه المعتاد يغمض عينيه يخاطب نفسه
"حتى في بعدك هذا، حتى لو كان الوصول إليك مستحيل، لن أتخلى عنك مهما حصل لن أتخلى عن قربك، سمعت كثيرا أن حب من طرف واحد معذب جدا لكني أجده عذاب لذيذ،أحبك  يا ريناد "

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن