الثالث والأربعون

41 6 12
                                    

هدأت جوريلين ومسحت دموعها وابتسمت لماوية
وهي تتنهد فأجلستها فوق الاريكة وقالت
-:سأحضر شيء لنأكله معا لقدحضرته بنفسي
ابتسمت وهي تقول لماوية بصوت مرتفع لتسمعها الأخرى وهي في المطبخ
-:هل عدت لصنع الطعام بنفسك؟ لقد أحضر لك أبي مساعدتين بدل الواحدة
بعد ان دخلت تحمل بيدها طبقين فيهما حلوة منزلية من صنع يديها أجابتها ببسمة على وجهها
-:لا تجيد مساعدَتَيَّ الطهو كما افعل، للأمانة هما تساعداني كثيرا لكن، أن أطبخ بنفسي هو أكثر شيء أحبه،ثم أنا سعيدة أنك أتيت لتشاركيني الحلوة التي صنعتها اليوم، بالمناسبة كامل متجه الى هنا، قد يصل اليوم أو غدا ستبيتان معي كليكما لا أعذار لن أقبل اي عذر منكما
راحت تضحك لتجعل جوريلين تبتسم تلقائيا، تنهدت وانقشع عنها حزنها وبدأت تأكل ما صنعت ماوية متلذذة به
-: انه ألذ شيء تناولته منذ أن خرجت من هنا
ابتسمت ماوية بسمة حزينة فأمسكت يدي جوريلين تضمهما وهي تقول
-: أخبرتك سابقا ذلك، وسأعيده على مسمعك اليوم، وكل يوم عثورك على أهلك، مكانتك كأميرة ووريثة عرش، لايعني انك لم تعودي ابنتي، انت كذلك مهما حصل يا ريناد، أسفة نسيت انك لم تعودي ريناد ولا تحبين ذلك الاسم، يا جوريلين
عانقت ماوية بقوة وقالت
-:منك فقط،أحبه منك فقط ياأمي،أنت الأم الوحيدة التي عرفتها فأنا لا أذكر والدتي تيا إلا كطيف بسيط بالكاد اذكر لون شعرها وعينيها، وحتى والدي زين مثلها

فوق النجم الساهر كان غيث غاضب بشدة يصرخ ببحر عبر الاتصال به
-:كيف تطاوعها أنت وتأخذها الى الأرض دون إذن مسبق سأعاقبك يابحر حين تعود سترى ذلك
لكن بحر أجابه بهدوء
-:اصغ إليّ يا قائدي، دعني اليوم اتحدث لك كصديق ليس كقائد ومساعده، أنت ستفقد الآنسة جوريلين من بين يديك دون ان تدري
استغرب غيث وقال له بتهكم
-:ما الذي تقوله يا بحر! أنا أقول سأعاقبك وانت تقول أني سأفقد جوريلين؟
-:اهدأ واسمعني ياسيدي، لابد وأنك لم تلحظ غيرة الانسة جوريلين من المدعوة ديانا فكلما ما أرادت رؤيتك تجد تلك اللاصقة المدعوة ديانا تتحدث معك.

غضب غيث لتلقيبه ديانا باللاصقة فصرخ به
-:بحر لا تلقب الطبيبة ديانا ...
لكنه قاطعه سريعاً
-:هل أزعجك تلقيبي لها بالاصقة ألم تلحظ أنها منذ وصولك إلينا وهي ملتصقة بك، لا تترك يوما دون أن تتصل بك فيه، حتى أني أراك تكلمها أكثر مما تكلم أمك أو آنستي جوريلين
-:ما الذي تثرثر به انت ؟
-: يبدو أن تلك الديانا باتت تنجح في خطتها لجذبك إليها، فأنت لا تلحظ حزن جوريلين، وصلت الى قريتي سأزور جدي وحين أعود ساتلقى عقابك الذي تراه مناسبا لي،فعلت ما أملاه علي ضميري وقلبي، فقد كانت الآنسة جوريلين بأمس الحاجة لرؤية السيدة ماوية، لكن لن أعود حتى تطلب مني آنسة جوريلين العودة و سأظل هنا لأحرسها وأحميها،فكر بما قلته لك، انت تخسرها حقا ياسيدي
-:وهل تعمل لدي أم لدى جوريلين يا بحر !؟
لكن بحر لم يجبه لانه قد اغلق الاتصال
جلس خلف طاولته يزفر بغضب
-:تبا؛ سأعاقبك بشدة يا بحر حين تعودا سترى ذلك
ثم هدأ وبدا يفكر بما قاله بحر عندها أدرك أنه فعلا كما قال، ديانا تتصل به يوميا وأحيانا تتصل مرتان في اليوم الواحد، وليس اتصالها لأي أمر هام بل فقط تقول أنها تريد إلقاء التحية، يتحدثان لفترة لا بأس بها، مواضيع جانبية ليست بذات أهمية وأنه يستمتع بالكلام معها،وأنه يكلمها أكثر مما يرى جوريلين فيه
وثم أدرك أن هذا بالتأكيد سيحزن جوريلين ويجعلها مضطربة وكأنه قد أعاد ميلندا بينهما من جديد، بل وأسوء، فقد كان سابقاً لايحب أن يتكلم مع ميلندا إلا بما هو مهم وضروري، بينما هو اليوم يستمتع بحديثه مع ديانا فزفر بقوة من جديد وقال
-:لكن ديانا لا تعنيني بشيء هي كأي فتاة أخرى، ألا تعلم جوريلين ذلك؟
وأدرك أيضا ما عناه بحر بأنه سيخسر جوريلين إن لم يوضح لها كل شيء
دخل مراد غاضبا هو الآخر ويصرخ
بوجهه
-:كيف تسمح لها بالذهاب يا غيث؟ كي...
لكنه وجد أن غيث قد نهض وركض دون أن يجيبه.

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن