قلاع بين النجوم (مكتملة)

السابع والخمسون

في الحفل الذي اقيم بعد التتويج حيث كان الجميع سعداء يرقصون ويمرحون  كان كارلوس مع سيرينا التي بدأت تتأقلم مع حياة الثراء وتتعلم من جوريلين كيف تتصرف الفتيات الثريات بعد ان طلبت منها  تعليمها ذلك وهي تتذكر حوارهما
-:اريد أن اكون مناسبة لكارل لأرافقه لا أريده أن يخجل بوجودي جانبه لأني لا أعرف كيف يجب أن أتصرف.
لتقول لها جوريلين بكل طيبة
-:تصرفي على طبيعتك يا سيرينا فأنت فتاة راقية لا حاجة لي لتعليمك شيئاً ابداً، انت لديك تلقائيا تصرفات النبيلة

كانا يرقصان معا لكنه وجدها شاردة فنقر رأسها باصبعه
-:أين ذهبت يا فتاة!؟
-:اخ، أوجعتني يا ابن الأثرياء
كلمتها استرعت انتباه من حولها من الطبقة الثرية، فبدأ الجمع يضحك لتلك الكلمة، فشعرت بإحراج شديد وتركت الحفل وغادرته حزينة
كانت تبكي بالخفاء بعيدا عن المكان كي لايراها أحدا، شعرت بيدين تلمسانها ولفها باتجاهه -:كارلوس!؟
-:ما ذا حدث يا سيرينا؟، أتبكين؟ ماالذي حصل ؟
اجابته تمسح دموعها بعصبية
-:كارلوس، لن يكون من الجيد ان نكون معا بعد اليوم، سأرحل غدا.

تفاجئ من كلماتها فقربها اليه وقال بتسائل
-:ماذا؟ ما اللذي تقولينه ياسيرينا؟
لم تقولين هكذا فجأة؟ افهميني ماذا حصل؟
حاولت ان تبعد نفسها عنه وهي تجيبه
-:انا اسبب لك الإحراج يا كارلوس ألم ترى ما ذا حصل منذ قليل

تلفت حوله وهو يقول باستغراب
-:وماذا حصل؟! ألأنك قلت لي يا ابن الأثرياء بصوت عالٍ
اطرقت رأسها بحزن وقالت
-:أجل، ألم تر كيف ضحك الجميع عليّ، ولابد أن هذا سبب لك إحراجا بينهم

ابتسم بلطف لها ومسح دمعتها
-: أيتها القرصانة الغبية، لم يحصل شيء يا عزيزتي ولا يهمني رأي الآخرين بك أو بي، ثم هل تظنين حقا بأني سأسمح لك بالرحيل ؟
ضمها بقوة وهو يقول
-:ان لم تصلك مشاعري حقا خلال كل هذه المدة، سأخبرك بها، أنا أحبك يا سيرينا، أحبك جدا
وضع رأسها على صدره  يضمها وهي تقول بيأس
-:كارل، لا تزيد الامر صعوبة عليّ ارجوك دعني ارحل 
ابعدها قليلا وقال بحزن
-:لماذا ترحلين؟،ألا تباديلني المشاعر يا سيرينا؟! انت لا تحبينني أليس كذلك؟
فقالت على عجل تدافع عن مشاعرها
-:ليس هكذا أبدا، لكن انا دون مستواكم الاجتماعي، وأحيانا أتصرف بغباء، و..
عندها وضع يديه فوق فمها يمنعها من أن تتابع،ألصق جبهته على خاصتها وقال بهمس وهدوء
-:توقفي، لا تقولي المزيد، توقفي  عن النظر لنفسك هكذا، أنت اروع امرأة رأيتها في حياتي، إلا إن كنت تقولين ذلك لأنك لا تحبينني ولا تريدين ان تجرحي مشاعري.
-: لا، انا احبك، احبك كثيرا لكن..
ضمها من جديد إليه
-:اذا ارجوك يا سيرينا،  انسي كل مايشغل عقلك الصغير بأنك غير مناسبة لي، ازيلي هذا الحاجز بيني وبينك،  أنت أكثر امرأة تناسبني
-:أحقا!؟
-:أقسم لك
أدرك  كارلوس مؤخرا بأن سيرينا هي الفتاة التي تناسبه من بين جميع الفتيات الاتي يعرفهن، هي الفتاة التي حقا يريدها معه و إلى الأبد برغم من حبه لجوريلين إلا أن هناك دوما فراغاً لا تشغله، أما مع سيرينا فحتى هذا الفراغ قد امتلئ بوجودها،ابتسم لها يطالع وجهها الذي تغيرت ملامحه من الحزن الى السعادة رفع يده لتتأبط هي ذراعه بدورها وعادا الى الحفل وكأن شيء لم يحدث، اسرعت باتجاه جوريلين وهانا اللتان اصبحتا صديقتيها وزفت إليهما خبر سعادتها وسرها لتقول لها جوريلين
-: كنت اشك بمشاعره نحوك، لكن كنت أنتظر أن يخبرني بذلك، اسمعيني سيرينا كارل فتى جيد ولو ان...
فقاطعتها سيرينا سريعا
-: ولو انه مغرور ومتعجرف، وله تصرفات مزعجة أحيانا 
ضحكت جوريلين بقوة
-: يا الهي سيرينا، كنت أظن بأني الوحيدة التي تقول عنه ذلك، لتنعما بالسعادة الأبدية يا عزيزتي