الخامس والخمسون

37 7 7
                                    

في غرفة كبيرة معدة خصيصا للمرضى  من الأشخاص المهمين داخل القصر الملكي، استلقى بحر مغمض العينين فوق سرير واسع،  يتصل بذراعه محلول الوريد السريري ومنفسة لضخ الأكسجين
بجوار سريره جلس الجميع جوريلين الباكية، وغيث الذي بدى عليه انه حزين جداً، باسل الذي أكتف ذراعيه يداري حزنه هو أيضاً ورائف ورويد وهانا
فقالت جوريلين لرائف تتوسل بحروفها
-:أنه لايتحسن، أرجوك افعل شيئا
يا أخي.
ليقول رائف بطيبة لها يضع يديه حول كتفيها ويقربها نحو صدره
-:لقد بذلنا كل ما بوسعنا، الباقي يتوقف على إصراره للبقاء معنا.

نهض الجميع يريد كلٌّ الذهاب الى عمله، التفت غيث إلى جوريلين الجالسة بجوار بحر تطالع وجهه بحزن
-:هل ستبقين؟
هزت رأسها والحزن يلون ملامحها ثم نظرت بعينيها الرماديتين الحزينتين نحوغيث وقالت
-:أرجوك، اسمح لي بملازمته يا غيث
طبع قبلة على جبينها
-:ابقي معه حتى يتحسن إنه يستحق ذلك.
ثم اقترب من بحر وهمس في أذنه
-:أيها الجناح الايسر  أنت ستتعافى، هل تفهم ذلك، هذا أمر من قائدك 

كان بحر في دنيا أخرى بعيد جداً عنهم، كان يرى جوريلين تبكي راكضة تخفي وجهها بيديها آتيةً باتجاهه وكأن شيء قد أوجع قلبها من جديد، أمسكها سريعا يجذبها إليه ويربت على حزنها
-:آنستي!، لاشيء يستحق كل هذه الدموع
أما هي فقد كانت تقول له تقترب منه وتمسح عرق جبينه 
-:تعافى يابحر ارجوك، أنت منذ اسبوع هكذا، غيث حزين جدا لاجلك، لم ينم منذ ثلاثة أيام وهو يلازمك الجميع يريدك ان تعود  يا بحر
أما هو فقد كان يسير نحو المجهول،  وظلام دامس غطى كل شيء، ثم فجأة سار بين الحقول والبساتين، حتى وصل الى شاطئ البحر سمع صوت جده يناديه
-: هييه يابحر، أيها الفتى، هل ستبقى نائما؟
تلفت حوله فوجد نفسه في منزله وعلى سريره في غرفته بين أحضان قريته
مالبث أن وجد نفسه خلف طاولة صغيرة معدة لشخصين فقط، وأمامه طعام بسيط أعده له جده وهو يقول له
-:هيا كُل يا بحر، سترحل غدا الى النجم الساهر، تم تعينك جناحاً أيسراً لتلك الرائعة، ستكون قبطان مذهل يوماًما،كلي يقين من ذلك.

أصوات نوارس البحر استرعت انتباهه فرفع رأسه الى السماء الزرقاء،بضع غيمات شديدة البياض تسبح فيها، داعبت أنفاسه رائحة البحر، ونسيم الصباح حرك شعره الأسود، التفت على أصوات أطفال تركض فوق الرمال الذهبية، ابتسم لهم وهو يلاحق خطواتهم بعينيه حتى غابوا عن ناظريه، وجد أمه وأباه يقتربان منه يسيران بهدوء وسكينة مبتسمين له، توسعت عيناه فرحا وراح يجري نحوهما اقترب فاتحا ذراعيه لأمه كاد ان يأخذها بين أحضانه فسمع غيث يناديه بصوت مرتفع فجفل واستدار 
-:بحر، هل سترحل؟ هل ستتركنا يا أخي.
فتح عينيه باستغراب وتفاجىءٍ يعيد الكلمة الأخيرة
-:أخي؟!.

طُرِق باب غرفة المكتب الخاصة بباسل والذي كان يعقد اجتماعا مع غيث ومراد وصابر وكاثرين، يناقش معهم امورا صغيرة تتعلق بالمملكة وأمنها
فتح الحاجب الباب لان الاجتماع لم يكن ذا أهمية ضخمة.
دخل الغرفة أحد رجال النجم الساهر،قدم التحية للجميع وهو يقول لغيث 
-:طلبت مني أن أخبرك إن لزمنا شيء بخصوص امتعتكم، تم تنزيل كل الأمتعة الى الغرف التي أُعدت لكم ياسيدي، لكن، هناك امتعة الشاب بحر، هو لم يأتي لأخذها، ولا نعرف ماذا نفعل بها
وقف غيث واستدار ناحية الرجل يقول
-:ضعوها في غرفتي حاليا، حتى يتم إعداد غرفة خاصة به

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن