الجزء السابع

34 7 14
                                    

         أنا أريد هذه الطفلة

أخذ أحد الجنود من يد كامل الصندوق ووضعه في غرفة كتب على بابها
《ممنوع الاقتراب 》
أراد إغلاق البوابة لكن ريناد الصغيرة استفاقت وتحركت وبدأت بالبكاء تحاول جاهدة أن لايصدر منها صوت نجيش، تضغط بقوة على شفتيها  لتمنع خروج صوتها.

صوت بكائها المكتوم استرعى انتباه الجندي
فعاد أدراجه سريعاًوهو يقول
-:هذا ليس صوت حيوان، إنه صوت طفل صغير يبكي بخفوت .

فتح الصندوق ليظهر له طفلة في غاية الجمال  في الخامسة من عمرها  بشعر خمري قصير أملس ناعم كالحرير  وعينان واسعتان  رماديتا اللون،   تحمل حقيبة صغيرة بيضاء على ظهرها، ما أن رأت الرجل حتى توسعت حدقتا عينيها ذعرا و خافت،
بدأت تصرخ وتبكي وتحاول الفرار، راح الجندي يهدئها بكلماته بعد أن حملها 
-:لاتخافي ياصغيرة، لا بأس عليك

لكنها خدشته بأظافرها فوضعها أرضاً
رفع يديه باستسلام للأعلى ليظهر لها أنه لا يريد أن يؤذيها، فهربت منه واختبئت تحت الطاولة.

تم استدعاء صابر وكامل للمكان
دخلا ليجدا طفلة  يسيطرالخوف  على مشاعرها تلصق نفسها بالحائط المعدني، ترتعش فرائصهاو الجندي وزميله  يحاولان تهدأتها وترفض أن يقترب منها أي أحد
من بين دموع عينيها رأت كامل يحاول الاقتراب منها  فتهيأ لها أنه والدها (ولي عهد المملكة زين الذي أختفى منذ عام ونصف) وهو  يكلمها بصوته الدافء  ينظر إليهابعينيه الرمادية التي تشبه عيونها  بشعره الأسود اللامع  الذي وصل قبل منتصف ظهره بقليل يرفع نصفاً ونصفه الأخر يتدلى لأنه ينحني باتجاهها، مد يده أكثر نحوها يطالع وجهها بحنان
وصوت كامل يقول
-:تعالي ياصغيرتي لاتخافي 

هرعت بسرعة تتخطى الجميع تلقي بنفسها بين ذراعي كامل ترتجف بقوة وتبكي دون أن تتكلم
لكنها كانت تنادي بسرها
"بابا "
ضمَّها كامل وحملها  بين يديه يعدل من وقفته بعد أن كان منحياً اتجاهها، مسح شعرها وهو يقول بحنان
-:لا بأس ياصغيرتي، إهدأي، اهدأي لن يؤذيك أحد هنا.

فهدأت الصغيرة واستكانت بين يديه.
بدت شاحبة ومتعبة والدموع ملئت وجنتيها،  رق قلبه لها فمسح بكفه تلك الدموع والجميع مستغرب مما جرى .

كانت تنام بهدوء على سرير أبيض في غرفة الطبيب
وكامل في غرفة أخرى  يحادث صابر
-:كيف يضعون طفلة في صندوق معد للحيوانات.
ليجيبه الآخر 
-:أولئك الأوغاد، ربما كانوا يحاولون تمريرها لبيعها ،  القراصنة الأوغاد لقد تمادوا جدا هذه المرة.
ليجيبه وهو يضرب بيده مسند كرسيه ضربة خفيفة
-:هل تطورت تجاراتهم للمتجارة بالبشر والأطفال؟

هبطت بهم سفينتهم في مكانها المخصص ترجل الجميع منها والجنود تنقل الجثث ليتم دفنها

استقل صابر وكامل سيارة تقلهم الى المركز  وفي طريقهم الى هناك قال كامل بحزن
-:سيتم وضع هذه الطفلة في دار للأيتام والرعاية، طفلة كهذه تستحق حياة أفضل من حياة الملاجئ ياصابر
أما صابر لم تتحرك بداخله المشاعر كما حدث مع صديقه بل قال
-:هذا طبيعي، الطفلة مجهولة النسب يا كامل، حتى يتم المطالبة بها ستبقى في دار الأيتام، أو يتم اعطائها لعائلة من العامة  لتتبناها 
كانت مشاعر الأبوة في قلب كامل اتجاه الطفلة قوية جداً  لكنه ظل صامتًا
بدأ البحث عن والدي الصغيرة ليعود الباحث خالي الوِفاض صُفر اليدين
وتحاليل إثبات النسب بائت بالفشل ولم يتم اثبات أن الصغيرة تنتمي لأي أحد على تلك السفينة التي كانت تحملها
عاد الى منزله فاستقبتله زوجته وابنه رويد
ثم مالبث ان دخل شاب في الثالثة عشر  من عمره شعره عسلي اللون وعينان بندقيتان مربوع القامة بالنسبة لسنه يرتدي ملابس المدرسة العسكرية يحمل على ذراعه شعار الطب
صافحه بقوة وحيّاه
-:أبي، كيف حالك، حمدا لله على سلامتك سمعنا أنكم واجهتم القراصنة هذا الشهر
قال والجميع يجلس حول مائدة الطعام
-:هربوا قبل أن نصل إليهم، أرسلنا خلفهم دوريات صغيرة

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن