قلاع بين النجوم (مكتملة)

الجزء التاسع والعشرين

وصلت سفينة صابر وكامل في الوقت المناسب تضرب سفينة القراصنة لكن مركبة جوريلين كانت قد دخلت لها بعد أن فقدها غيث ورويد
أسرعت جنود القراصنة تحيط بالمركبة وهي داخل بطن السفينة الضخمة، وصل قائد القراصنة يجر بيده كارلوس جرا وباليد الأخرى يضع سكينا على عنقه
نادها بصوت عالي
-:تعالي ياذات الشعر الخمري أو قسما سابدأ بتقطيع هذا الوغد

في غرفة القيادة كانت ابنة القرصان تضع يدها على خدها وآثار حمراء جراء صفعة تلقتها تبان من بين أصابعها المنفرجة قليلاً
وذلك لأن أبيها قد صفعها بقوة حين وقفت بوجهه تطالب بترك هذا الانتقام والنجاة بأرواح من بقي
تقضم بأسناها أظافر يدها الأخرى حزنا وغضباً بذات الوقت
رأت سفينة صابر تبث لهم رسالة
استقبلت الرسالة فكان كامل يقول
-:سنتوقف عن اطلاق النار عليكم مقابل ترك من أخذوتهم من رهائن
أجابته بعزم
-:أنا موافقة سأعيد لك الفتاة والشاب، لكن أرجوك أمهلني القليل من الوقت، كي اقنع القائد، انا ابنته لكن ابي جن تماما، لم يكن هكذا يوما اقسم لك، كان فقط يهاجم السفن المحملة بالمتاع لنأخذ الغنائم نحن بنظركم مجرمون أعرف، لكننا نفعل ذلك لان قاعدتكم حرمتنا حتى من الحصول على الغذاء
نحن نفعل ذلك للبقاء على قيد الحياة، سنتفاوض معكم ربما ليس اليوم فسفينتكم وسفينتنا تضررتا كثيراً
ليقول لها صابر
-:أوقفوا النار وسنفعل المثل

أمرت جنود أبيها الموجودون في غرفة القيادة، بالتوقف عن اطلاق القذائف نحو النجم الساهر لأن مزيدا من القصف لن يكون لصالحهم فالنجم الساهر وصلته الإمدادات وهم سيدفعون الثمن.

في قاع السفينة نزلت جوريلين من مركبتها ترتجف لكنها كابرت على مشاعرهاومشت بهدوء تتظاهر به قائلة
-:هاقد أتيت، أترك كارل سيعيده السائق إلى النجم الساهر، وها أنا هنا

اقترب منها قائد القراصنة يصك على أسنانه يجر كارلوس بيده ما أن وصل ناحيتها حتى أفلت كارل من يده وقبض على شعرها يجر رأسها إليه ألصق وجهه بوجهها وقال بحنق
-:سأجعلك تتمنين الموت يا حمراء الرأس
رفعت رأسها بتحدي وألصقت عيناها بعينه وقالت
-: وأنا مستعدة لقدري، لكن اسمي هو جوريلين وليس حمراء الرأس ليكن هذا بحسبانك وتلك الندبة على عينك ستظل تذكرك بي إلى الأبد وحتى بعد موتي

صفعها ملئ يده دون أن يفلتها وبدأ بجرها
حاول بحر التدخل لكنها منعته قائلة
-:بحر ؛ خذ كارل وارحل
أمسك بحر كارل من تحت ذراعه والآخر يعانده يحاول البقاء،
همس له بحر وهو ينظر بعين قائد القراصنة
-:اذهب كارل اذهب، والا ستفسد كل شيء
استجاب له كارلوس وركب المركبة الصغيرة لأنه لاحظ بأن أحد من الجند لم يمنعه
أخرج بحر من جيبه حلقة ذهبية دائرية الشكل وبدأ بتحريكها وهو يتمتم كلمات غير مفهومة، وبدأ النعاس يخامر عقل قائد القراصنة ويدغدغ عينه، فاقترب ببطئ وهو يقول
-:ستعطيني الآنسة الآن،و بكل هدوء أيها القائد
بدأت يدي القرصان ترتخيان عن جوريلين وبدأت تتفلت منه، وقبل أن يمسك بيدها بحر أتى صوت ابنة القائد
-:أبي، أبي أوقف هذا
فتحرر قائد القراصنة من كلمات بحر واستيقظ حاول إمساك جوريلين من جديد، لكنه وجدَ يد أحدهم تسبقه إليها، ثم جذبها ووضعها خلف ظهره، و مسدساً يُرفَعُ بوجهه وماكان إلا غيث الذي قد وصل لتوه يرفع مسدسه وهو يقول
-:هاقد تقابلنا أيها القائد
كانت ثورة الانتقام تثور في داخل غيث وهو يرى من قتل أخيه أمام عينيه، لم يتوانى قائد القراصنة عن شهر سلاحه هو الأخر
وبدأا بالاستعداد لاطلاق النار
صرخ غيث يوجه كلامه لجناحه الأيسر بحر
-:خذ جوريلين وكارلوس من هنا، أسرع طالما لديكم فرصة
أمسك بحر جوريلين وجذبها سريعا وركب معها ومع كارلوس لترى باسل يندفع بمركبته الصغيرة ويقفز منها يساند غيث وهو يأمرها وبحر بالإسراع بالفرار
تلتها مركبات كثيرة يستقلها جند غيث ومراد وعادل بينهم يدخلون سفينة القراصنة
كان باسل يقتل كل من يحاول الوصول إلى غيث،و أحدهما يحمي ظهر الآخر،وقائد القراصنة يحاول الإحتماء من طلقات الرصاص الكثيفة، فقد أصبحت قاع سفينته ساحة معركة
رأى مركبة جوريلين التي يقودها بحر ومعهم كارلوس تغادر سفينته فاشتد به الغضب والغيظ حاول الوصول إلى إحدى المركبات ليتبعهم فواجهه غيث وجها لوجه يرفع مسدسه بوجهه
-:إلى أين أيها القائد؟
شد شفته قائد القراصنة بتهكم
ولم يجبه وبلمح البصر أخرج مدية من جنبه وهجم باتجاهه
ضربه باسل بسيفه الذهبي بيده فجرحها جرح بليغ فطارت منها بقي أعزلا يواجه مسلحا ولايبدوأنه سينهي القتال اليوم
راحت السفينة ترتج بقوة
وبدأت النجم الساهر بأمر من رويد بضرب أماكن منها لتخويف من بقي وهو لايعلم بعد أن غيث مازال في داخلها مع باسل
وصلت لغرفة القيادة جوريلين راكضة وبحر يوكئ كارلوس الجريح يسيران خلفها
أمسكت برويد وهي تصرخ
-:أوقفوا القصف؛توقف يا رويد غيث وباسل في السفينة