قلاع بين النجوم (مكتملة)

الجزء الرابع

مر شهر على مقتل تيا ولم يُعرف قاتلها، تغيرت مجرى الأحداث و تتالت كما حِيكَ لها فظهرت "تيا" كخائنة لزوجها ببراهين وأدلة باطلة تم دسها وتزويرها من قبل الرجل الغامض وقائد الجند جاسر

وإعلان خبر أن ولي العهد في عتاد الأموات ساند الأحداث المحاكة وأصابع الإتهام تتوجه لتيا بأن لها عشيق غاضب قتلها وانتقم من زوجها بمقتله

راحت الشكوك والشائعات تدور في القصر وبين منازل حاشية البلاط هل جوريلين وباسل هما ابنا زين حقا؟
وبذلك نفي وَلَدَاها الى القلعة القديمة فلم يعد لهم أي حق بالعرش ولا بالمملكة حتى يتم اثبات نسبهما لزين وصنفا كابني الخائنة.
دخل جاسر بيده أوراق وملفات وجهاز آيباد
اعطاه للرجل المتخفي حتى هذه اللحظة وجلس مواجه له
وقال
-:تم ذلك، جوريلين وباسل نفيا الى القلعة المهجورةولن يتم التأكيد من نسبهما أبدا، فكل يوم سنخرج بحجة ما.
كان الرجل يقرأ بسعادة الاوراق ويطالع اللوح الالكتروني بفرح وضعهم وصفق بقوة وقهقه بصوت عالي جعلت جاسر يشمئز منه
-: أنت داهية يا جاسر، داهية وماكر؛ كيف تم ذلك كيف استطعت اقناع الملك بنفيهما؟
تركه دون أن يجيبه وغادر

والرجل الذي يحيك كل تلك المؤامرة يقول بينه وبين نفسه بخبث دون ان يظهر وجهه
"هناك سيتم قتلهما ببطئ بالسم ويتم تزوير التحقيق عن موتهما بأن مرض قاتل ألّم بهما كما تم تزوير كل شيء آخر، وهكذا ستغلق صفحة زين للأبد، وأخيرا تخلصت منك يازين ومن كل مايمت لك بصلة "
ثم ضحك بصخب يجلجل صوته في ارجاء الغرفة الواسعة
هدأ وقال بنوع من التعاطف
"هكذا حيكت المؤامرة، وهكذا يجب ان تنفذ، لا ذنب للطفلان اعلم، لكنه صراع القلاع والعروش
البقاء للأقوى والأدهى "

كان يطالع مغيب الشمس من قلعته دون ان يظهر وجهه ثم أطلق ضحكةجديدة قوية وخبيثة كخباثة قلبه وأفكاره

في قلعة سوداء الحجارة رمادية القِباب تبدو من البعيد وكأنها قلعة مهجورة متسخة الحوائط هذه القلعة كانت للملك الأكبر يوما ما لكنه هجرها لبعدها عن قلب المدينة

وفي ساحتها الداخلية جوريلين تتشبث بأخيها لأنها كانت خائفة ترتعد أطرافها، وهو يحيط بها بكلتا يديه
امرأة ممتلئة الجسد سمراء البشرة تسلقت التجاعيد وجهها ويديها انتزعتها من بين يديه بالقوة وهي تصرخ بها
-:تعالي إلى هنا أيتها المدللة اللعينة
حاول ان يتمسك بها وهو يجذبها والمرأة تشدها لتأخذها منه.

صرخ بمدبرة القلعة بقوةوعزم أمير صغير
-:اتركِ اختي أيتها اللعينة، أمرك بترك الأميرة أيتها الخادمة

رجل ضخم الجثة ذو عضلات كبيرة أتى من خلف ظهره وجذبه من ياقة قميصه الخلفية بقوة جعلت الياقة تترك آثاراً حمراء فوق بشرة عنقه وأوجعه ذلك، فتفلتت من بين يديه جوريلين ثم اقتاده كما يُقتاد حمل صغير للمذبح
جره بتلك الوضعية من ياقة قميصه إلى غرفة صغيرة يعلو أثاثها الغبار، والعناكب نسجت بيوتها فوقها وفي زوايا الجدران.