الجزء السادس عشر

44 6 14
                                    

على خشبة المسرح اقترب كارلوس من ريناد وهمس لها وهي بين يديه
-: لا تقلقي، لن أقبّلك حقاً، سأقترب فقط، وستتكفل المؤثرات المرئية بالباقي
وهو يقترب منها أكثر ورويد منغاظ جداً
أما غيث لم ينظر لذلك المشهد بل تظاهر بانشغاله بحهاز الاتصال الخاص به لأن ذلك ضرب نياط قلبه بقوة.

صفق الجمهور بقوة وأسدل الستار وبعد عدة مشاهد أخرى
رفع الستار من جديد كانت ترتدي ثوب حداد أسود اللون ومشهد لمقبرة من خلفها، تجلس قرب أحد القبور باكية مستسلمة لموت البطل

بدأت موسيقى حزينة تعبث بالمشاعر التي استجابت لها فعم الهدوء القاعة لتجد القائمة على المسرحية أن الأغنية قد اختفت فصعقها ذلك
فخاطبتها جزعة
-:ريناد، هناك مشكلة، الأغنية التي يجب أن تبث اختفت هل حفظت كلماتها
مثلت بأنها بقمة حزنها للجمهور بينماهي تخاطب بهمس الفتاة
-: لا، كنت أعتمد عليك ببث اغنية مسجلة مسبقا
لتقول المعلمة
-:نحن بورطة إنها المشهد الأهم إنه مشهد الختام
عندها وقفت ببطئ شديد وقالت تهمس للفتاة والمعلمة وهي متوترة

-: ماذا أفعل؟ بدأت اتعرق وتوترت،
فكرت قليلا وهي تغمض عينيها فسمعت صوت تيا وكأنها تغني فقالت بحزم للمعلمة
-: سأرتجل شيئاً، اطلبي من مهندس الصوت أن يجعل موسيقاه تتناغم مع كلماتي أحفظ مطلع اغنية قديمة وسأرتجل الباقي، ساعدوني فقط أرجوكما
أومأت برأسها الفتاة ونفذت ما قالته.
فبدأت هي تستجمع قواها تنهض بثوبها الطويل، ثوب مكلل بالحزن والسواد، والألم لم يكن تمثيلا بل كان ماعايشته في ماضيها ونسيته

نظرت للجميع فإذ بعينيها ترياه يجلس في الصف الأول مع رويد يرمقها باهتمام.
ابتسم لها بسمة لطيفة ورمشت عينيه قليلا
تذكرت بأنه سيسافر للفضاء ولن تراه لمدة طويلة جدا
جاشت فيها عواطف غريبة وفاض حزن حقيقي في قلبها اغرورقت عينيها بدمع قلبها وهي تتذكر بأنه راحل بعد اسبوع واحد فقط من الآن
وراحت دمعاتها تتساقط الواحدة تلو الاخرى كقطرات مطر تبلل ملابسها.

وبدأت تدندن بصوت حنون ونَديّ
كانت صور الذكريات مع رويد وغيث تتراقص مع كل كلمة تقولها الأغنية

-:أسيرُ دوماً في شوارع قديمة
كنتُ أسيرُ بترنحٍ حزينة
يوميا ودوماً، حتى وصلّتُ لقاع المدينة
وهناك، رأيتُ نجوماً كثيرة
وكنتَ أنت تلمعُ، أكثر من المدينة
أُسِرّتُ ندمتُ حلِمتُ أملتُ
وقلبي متعبٌ وروحي حزينة.

أدرك غيث بأن عيني ريناد لا تفارق عيناه وأنه كان يتأملها أكثر مما ينبغي
وهي تغني بكلمات موجوعة وكأنه سمع قلبها يصرخ ألماً
فلم يعد يحتمل البقاء  نهض وهو يقول لرويد بهمس
-:سأذهب الآن.
حين رأته ينهض قلقت وتوترت وأحزنها رحيله قبل نهاية العرض فاستدارت للخلف كي لا تراه وهو يبتعد

تعطي ظهرها للجمهور دون تنظر إليه راحلاً
وصل للممر بين الصفوف ظهره  للمسرح ووجهة للبوابة يسيرمغادراً  يسمعها تتابع شطرا جديدا من الأغنية حتى هي نفسها لا تعرف من أين أتتها تلك الكلمات

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن