الواحد والخمسون

42 6 12
                                    

-:غيث؟، أنت هنا!؟
رفع رأسه غيث من بين الأوراق التي كان يطالعها
ثم وضع خده يسنده على كفه بعد أن رفع مرفقه على الطاولة يقول لرويد الذي وصل الى جوار الطاولة ووقف بجانبها
-:وهل تراني في مكان آخر؟
ثم ضحك حتى أضحك معه رويد الذي ظل واقفا
-:لقد أصبح مزاجك جيدا منذ الأمس وأنت منشرح الصدر
انحنى حتى واجهه وتابع كلامه بخبث مصطنع
-: ما السبب ياترى؟
تراجع قليلا غيث للوراء يرفع يديه باستسلام قرب صدره
-:لاشيء محدد، الأخبار التي حملها رائف كانت جيدة
-:اممم، هكذا اذا!؟، الأخبار فقط!!

وضع رأسه مجددا بين الاوراق يقرأها بتمعن زائف يخفي فيها احراجه
-: وماذا سيكون غير ذلك
-:حسنا، لكني أتسائل عن سبب إحمرار خديك
ازداد احمرار خديه وقال بعصبية
-:توقف يارويد
ضحك رويد بقوة ثم قال له
-:هيا انهض، تعال، هناك اجتماع في المطعم، لقد دعتنا السيدة كاثرين
ثم رفع يده على رأسه وهو يتابع
-:أرجو ان يكون خيرا هذه المرة لقد تعبت من الأخبار السيئة
نهض بسرعة غيث وهو يقول
-:اشاركك الرأي أتمنى ان يكون شيئا جيدا

وصلا الى المطعم حيث كان الجميع هناك حتى صابر وكارلوس وكامل وماجد قد تواجدوا، دقائق ودخلت الفتيات هانا وسيرينا ثم اتبعتهن جوريلين
لاحقتها عينيه حتى جلست بجوار جدتها جلس خلف الطاولة مواجها لها وبدأت الأطعمة توضع فوقها واشربة وفواكه
فقالت كاثرين
-: نحن نستحق إجازة ولو قصيرة أليس كذلك؟
وافقهاالجميع مبتسمون تغمرهم سعادة اللحظة، صدحت موسيقى هادئة فنهض رويد يدعو خطيبته لرقصة صغيرة
تبعه كارلوس يدعو سيرينا لكنها قالت معتذرة
-: أنا لا أجيد الرقص
لم يصغي إليها بل جذبها بهدوء وقال
-:سأعلمك فقط سايري حركاتي وستجدين نفسك تجيدينه انت فتاة ذكية
فقالت له بشك تضيق عينيها
-:هل هذا إطراء أم إهانة ؟
-:إنه إطراء يافتاة
ابتسمت له وسايرته في رقصهما
داست قدمه مرات عدة وهو يحاول تعليمها ومع ذلك لم يغضب بل كان سعيدا
همس غيث لجورلين بعد ان انتقل يجلس بجوارها وهما ينظران لكارلوس وسيرينا
-: كارلوس يتصرف على غير عادته ألا تلاحظين ذلك
قالت له  تتابع حركاتهما في الرقص وهو يبتسم وبدت عليه السعادة
-:انت محق ترى هل بدأت تعجبه سيرينا؟ سأسأله حين ألتقيه بمفردنا
-لا؛لا تفعلي دعيه حاليا، صدقيني ستكونين اول إنسانة يخبرها بذلك
مد يدها يجذبها لترقص معه
حين رأى الجميع ان غيث وجوريلين أصبحا في ساحة الرقص ابتعدوا عنهما حتى باتا لوحدهما استغربا من ردة فعل الجميع
فقالت له بتعجب
-:هل يخيل إليَّ، أم أن الجميع ابتعد ؟
ابتسم وهو ينظر في عينيها الجميلتين وقال لها
-:ليفعلوا مايحلوا لهم.
هزت رأسها موافقة وابتسمت بسمة خجولة وتابعت الرقص حتى انتهت الاغنية
بعد العشاء وقبل ان ينصرف الجميع قال صابر لابنه وكامل يحادثهما بصوت منخفض يقف ثلاثتهم بعيدا قليلا عن الآخرين
-: سأطلب من السيدة كاثرين و باسل، يد ابنتهم جوريلين لإبني غيث.
كانت كلماته صدمة صغيرة لكليهما فقال غيث باحراج
-:ابي؟
وضع يده صابر حول عنق غيث وشده ناحيته وهمس له
-: أنت تحبها ويوما قلت لي بأنك ستتزوجها أليس كذلك؛ إلى متى ستظل بعيداً، ستكون خطوبة فقط، وحين تهدأ الأوضاع سنقيم لكم حفل زفاف لم تشهد له كل الكواكب
أجابه غيث بهمس يشبه همسه
-:لكن يا أبي، أنا لم أسأل جوريلين هذا السؤال بعد، ولا أعرف رأيها، لم نتحدث بهذاالموضوع سابقا
استغرب الأب من ذلك وكلمه بنفس الهمس
-:حقا؟! لم أكن أعرف أن إبني خجول لهذه الدرجة
-: ليس سببه الخجل ألم ترى ماذا كان يحدث
فقال كامل
-:دع الفتى وشأنه ياصابر، إنه محق هناك أحداث كثيرة قد جرت ومازالت....
ليجيبهما مقاطعا كامل
-: لو واكبنا الأحداث فلن يتزوج هذان الاثنان البتة، فالأحداث لا تنتهي، لاعليكما سأسألها أنا
اقتربت منهم باسمة الوجه فقال لها صابر بصوت خفيض
-:هل توافقين يا جوريلين على أن تكوني زوجة ابني غيث؟
تفاجأت من هذا السؤال وبذات الوقت احمرت وجنتيها بقوة
اسرع غيث ناحية ابيه وأمسكه من ذراعه يقول بهدوء له
-: أبي توقف، انت تحرجها
احمرت وجنتاها بقوة أكثر وهي تطالع وجوه كامل المبتسم الذي كان يرمقها بنظرات الاب الحنونة وبذات الوقت مترقبٌ لجوابها
نظرت ناحية غيث المنحرج ايضا وقالت بخجل
-:لكن؛ يبدو ان غيث غير موافق
-:ماذا؟ لا،لا يا جوريلين
اقترب منها يقول
-:السبب أننا لم نتحدث بهذا سابقا أبدا ولا مرة
فقالت تشيح وجهها المحمر عنه تداري خجلها
-:وماذا في ذلك؟ وان لم نتحدث هل تجدها مشكلة كبيرة؟
-:أبدا حتى هي ليست بمشكلة صغيرة

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن