الجزء التاسع عشر

33 5 5
                                    

صوت ارتطام جسدها بالأرض جعلت جميع الجالسين في غرفة المعيشة تركض إلى الأعلى
وجدوها ممددة أرضا ورأسهاوأنفها ينزفان بغزارة، أسرع رويد إليها يوقف النزيف بالضغط على جرح رأسها ورائف يعالج نزيف أنفها  وكامل يتصل بعربة الإسعاف السريع
دقائق قليلة وأصبحت في غرفة المستشفى  ومحلول الوريد يتصل بذراعها
-: حرارة مرتفعة مجهولة السبب جعلتها طريحة الفراش لأيام
كان مدبر المنزل سامح يخبر غيث عما جرى يتابع كلامه
-:لم يعرف رائف ولا أستاذه سبب هذه الآلام ولا هذه الحرارة .
لكنها الآن أحسن حالاً
بدأت عيناه ترقص قلقاً ونبضات قلبه أوجعته ومشاعره اضطربت  برغم عنه شعر بوخزات في قلبه خوفاً عليها

في سفينتهم يسأل مراد باسل بتعجب
-: تريد الذهاب إلى الكوكب الأخضر ؟!
ليقول عادل يقاطع الجميع بحدة
-:سنذهب إلى الكوكب الثالث أولاً كما اتفقنا أريد لقاء أحدهم ثم سنذهب معك حيث تريد
تأفأف باسل وبدى عليه الانزعاج فترك قمرة القيادة وذهب إلى غرفة أخرى فيها أربعة أسرة استلقى على أحدها مد يده إلى جيبه وأخرج سيفه الصغير وراح يتأمله ويتذكر ولي العهد زين وهو يدربه عليه بسعادة

كان وقتها في السادسة من عمره يحاول جاهداً مجارة أبيه في التدريب ويفشل فتهجم وجهه في ذلك الوقت وعلته أمارات الانزعاج، ليضحك زين يحمله ويرفعه للأعلى وهو يقول
-:لا بأس يا باسل،عندما تكبرستتقن فنون القتال كلها، انظر هاهي أمك قادمة وهي تحمل جوريلين 

باقة ورود حمراء أطل حاملها يلقي تحياته اللبقة عليها كارلوس الأنيق يدخل وهو يقول
-:مساء الخير، كيف حالك أعتذر لم أزرك مسبقا لأني كنت في رحلة عمل
-:لابأس، أعرف ظروفك وأعتذر على اقلاقك يا كارل.
جلس يلف ساق على ساق مواجه لها وهو يبتسم لها ابتسامة لطيفة
-:حسنا ،لقد قلقت لا أنكر ذلك، لكن انا أعرف أن ريناد أقوى من أن تهزمها حرارة مرتفعة وألم في الرأس.

دقائق مرت وإذ بطرقات خفيفة على الباب وحين سمحت للطارق بالدخول ورأته نبض قلبها بقوة وعيناها توسعتا دهشةً وفرحاً
اضطربت مشاعرها حين أطل غيث يحمل باقة ورد ملونة بديعة الجمال، يلقي تحية المساء وعينيه ترنو لها ثم تطالع كارلوس فقال باستياء واضح
-:لم أكن أعرف أن عندك زائر، سأعود لاحقا

لكن كارلوس نهض وقال لها 
-:سأعود لزيارتك غدا، انتبهي لنفسك جيدا
وضع يديه بجيب بنطاله وسار بهدوء ثم صدم كتف غيث عامدا وسار دون أن يلتفت
مما جعل ريناد تضحك
-:أنتما لم تتغيرا 
جلس على الكرسي المواجه لها وقدم لها الباقة استقبلتها بفرح وسعادة فقلبها مايزال كما هو، لكنها استسلمت لمصيرهما المجبران عليه بأن يكونا صديقين وفقط
-:سعيد أنك بخير ،لم أعرف ماجرى حتى الأمس
-:لا بأس، أعرف بأنه لديك مايشغلك، سمعت أن تخرجكم بات قريبا وسيتم إقامة مسابقة للحصول على الرتب العسكرية
-:صحيح إنها الشهر المقبل، وأنتم مدعون لحضور المسابقة صح؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تلمس الازهار التي مازالت بيدها تحتضنها كشيء غالي وثمين
فقال لها بعد ان ابتسم
-: سأغادر غدا لدي مهام موكلة إليَّ في القاعدة الفضائية
-:مازلت تريد النجم الساهر
-:لن أقبل إلا بها، لكن أولاً علي أن أصبح الجناح الأيمن للقائدالأعلى للنجم، ومن ثم ارتقي في رتبي حتى أصبح القائد قد يطول ذلك وقد يكون سريعاً بحسب ترقياتي

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن