السابع والأربعون

38 6 9
                                    

         محاولة متمردة

هب كارلوس واقفا بعد أن كان مستغرقا في التفكير وقال
-:أجل، هي ستساعدني

اسرع يضغط فوق جهاز الاتصالات يبحث بين الاسماء فعثر على اسمها وقد سجله عنده باسم (سيرينا الأنسة قرصانة)

تلقت اتصاله والشمس في كبد السماء فقد كانت تتمشى مع شاب وفتاة في الكوكب الثالث
-:اهلا كارلوس هل اشتقت إلي
اجابها بسرعة
-:ماهذا؟!من الذي سيشتاق للقراصنة، لكن أحتاجك في أمر ما هل تستطيعين القدوم الى الأرض
تبرمت من جوابه الجاف وقالت
-: لا
ليجيبها من فوره
-:كم سيكلف الأمر؟
استغربت منه قائلة
-:ماالذي تقصده؟
أجابها بهدوء يضع ساق فوق ساق يسند ظهره الى مسند أريكته
-:كم تريدين مقابل لقائك بي؟ احتاجك في خدمة
لمعت عينها فقد استشعرت بأن كارلوس مستعد لدفع مبلغ جيد مقابل  لقائهما فقط، ابتسمت بسرها
فاجفلها صوته الحاد
-:لم تجيبي، كم تريدين؟ 
قالت بهدوء
-:بعدأن أعرف خدمتك سأحدد مايليق بها.

ودعته على أنها ستأتيه من فورها فقد ألح أن يكون لقائهما سريعا، هو يريد أن يتدارك الوقت، وهي لديها رغبة كبيرة لتعرف ماذا سيوكل اليها، وتطمع بمبلغ جيد من المال.

وصل جاسر الى كوخ قديم ومهترئ تداعت معظم أركانه برفقة الرجل الذي معه فقال له الرجل
-: انتظره هنا سيأتي قريبا
استدار يريد المضي ليوقفه جاسر
-:أنت، إلى أين تذهب ؟!
-:لست ذاهب الى أي مكان سأنتظره معك
استغرب جاسر لتغير نبرة صوت الرجل فجأة وفتح عينيه بصدمة.

وصلت سيرينا إلى منزل كارلوس وهي بشوق لمعرفة الأمر الملّح الذي طلبها لأجله
كان منزل فخما مبني على الطراز القديم على عهد ماري انطوانيت واثرياء تلك الحقبة الزمنية
نظرت له بإعجاب شديد وبرقت عينيها وهي تتأمله بدهشه
بعد أن أدخلها رئيس الخدم راحت تتفحص كل مكان تمر به بإعجاب ودهشة حتى أنها شعرت وكأنها في قصر ملكي صغير

جلست تنقر بأظافرها الوردية فوق طاولة على الشرفة تنتظر بتوتر واضح
كان الوقت مساءً والجو دافء ولطيف، راحت تزفر حينا وتنقر حيناً آخر، حتى أطل كارلوس ببذلته المرتبة وأناقته
شعره الاشقر تحرك مع الريح فانبهرت وهي تقول له
-:كم تبدو أنيقا، تختلف عن آخر مرةرأيتك فيها
ضحك وهو يشير لها لتجلس
وجلس مواجهً لها يقول
-:لقد رأيتي سجين بين يدي والدك وانت الآن ترين ابن الأثرياء بأفضل  حالاته 
بداية وضعت يديها على شفتيها ثم راحت تضحك بقوة
-:يبدو أن ابن الأثرياء يعجبه لقبه
ابتسم وقال وهو ينظر بوجهها
-: لقبي جميل مقارنة بلقبك يا انسة قرصانة
زادت ضحكتها حتى دمعت عينيها
ثم أطرقت قليلا وبدأت ملامحها تتحول من المرح إلى الحزن وهي تقول
-:حسنا، انت محق، ابن الاثرياء لقب جيد ورنان،  بينما سأظل دائما الآنسة قرصانة، لقب ينمي عن الشخص السيء، حتى بعد أن تركت القرصنة ووجدت عملا محترما، مازال لقب قرصانة يطاردني كلما رأني شخص يعرف خلفيتي يخاف مني ويهرب

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن