قلاع بين النجوم (مكتملة)

الأربعون

وصلها صوته الخافت يقول "جدتي كاثرين" فنبض قلبها نبضات قوية فتحت عيناها  بقوة بعد أن كانت شبه نائمة وتحركت كل مشاعرها
فلا أحد يدعوها (جدتي كاثرين) إلا باسل الشقي الصغير
هبطت عن سريرها بمنامتها وأسرعت تفتح الباب تنظر من فرجته بذهول الى الشاب الواقف خلفه كلص تسلل في جنح الظلام.

انسل  باسل  ما أن فُتح  الباب وتبعه مراد سريعا لداخل الغرفة من خلال فرجة الباب التي زادت فتحتها كاثرين  لتسمح لهذان الشابان بالدخول فقد عرفت مراد حق المعرفة اما الشاب الأصغر سنا فهي تشك وتظن نفسها بأنها تحلم مع أنها رأته في صورة ذات يوم اطلعتها عليها لمياء
بقي رجال السيد اسحاق في الخارج يراقبون الممر بحذر شديد مختبئين خلف الأعمدة في الرواق

اشتعلت أضواء غرفتها بأمر منها ليستيقظ غيث جفلاً على وقع النور القوي
سرعان ما هب واقفا يسحب سلاحه من على جنبه قبل أن يدرك أن الواقف أمامه باسل ومراد  فقال
وهو يتقدم نحوهما بسعادة واندهاش
-:باسل!؟ مراد؟! كيف وصلتماإلى هنا
اقتربت كاثرين من باسل تكرر اسمه مرات ومرات بصوت خافت
-:باسل، باسل ياولدي
وضعت يديها فوق خديه  وهو ينظر إليها بعينيه الزرقاء بشوق دفين
يحضن بيديه خديها الأجعدين ينظر إلى آثار السنين فوق ملامحها وكأنها كبرت كثيرا بعدآخر مرة رأها فيها لكنها ما تزال تمتلك تلك النظرات الحنونة نظرات الجدة الطيبة
-:جدتي كاثرين
ضمها بقوة وهي تبكي
-:إنه أنت، باسل حفيدي العزيز ، عرفتك فورا، يا إلهي كم أصبحت تشبه جدك

قال مراد بتوتر
-: لااريد مقاطعة لقائكم لكن يجب أن نرحل بسرعة، باسل، لن يستطيع بحر أن يعطل كاميرات المراقبة أكثرمن ذلك من مكانه في النجم الساهر.
مسحت دمعها بعجل كاثرين وقالت -:مراد محق، هيا اذهبوا بسرعة
ودعها طابعا قبلة قوية على يدها وهو يقول
-:سأعود يا جدتي، سأعود لأعيد ملك أبي وجدي، وليس مجرد متسلل، بل سأعود مع جنودي، اليوم فقط أتيت لإخراج غيث من هنا، فأنا أعلم أنك تمرين بوقت عصيب مع الوغد نائل وابنه

قَبَّلَ غيث يدها ورأسها وقال
-:لن أنسى صنيعك يا سيدة كاثرين ما حييت، فلولاك لكنت ربما ميتا الآن  أو أتعفن في سجون نائل وأغيد،وداعا يا سيدتي
ألصقت جبهتها بجبهته وتسللت دموع عينيها من جديد
-:وداعا يا ولدي الطيب، اعتني بنفسك
ثم همست له في اذنه
-: اعتني بجوريلين جيدا يا غيث
تبسم لها بسمة خجولة  ومضى خلف البقية
خرجوا من الغرفة بالطريقة التي دخلوها بخفة تحت جنح الظلام
وصل بهم هروبهم إلى قرب غرفة زين وتيا، توقف باسل قليلا بقربها ينظر بحزن الى بابها الموصد

جذبه أحد من خلف ظهره بقوة أجفلته وأجفلت جميع من معه
طرحه ذلك الشخص بقوة أرضا يضع سلاحا في منتصف جبهته

نظر بصدمة للرجل الذي جذبه ولم يكن إلا نائل وهو يقول
-:هل تظنون أني لم أركم تتسللون كالجرذان إلى قصري؟
نظروا حولهم فإذا بهم محاطون من كل جانب بالجنود المدججة بالسلاح