الخامس والعشرون

38 6 19
                                    

أشرقت الشمس فوق سطح الكوكب الأخضر وبدأت أشعتها تجلي ظلام الليل وتنير السهول والغابات
الرجل الذي ناداه مرة مراد ب( صفوان) مجتمع مع بضع رجال في قبو منزل قديم وهويقول
-:إن عاد الأمير، ربما تنصلح حال المملكة
ليقول له الآخر بنوع من الشك
-: وكيف نتأكد بانه هو
الأمير باسل مات مع اخته الصغرى منذ سنين طويلة
أجابه رجل ثالث بهدوء
-: كل ما رأيناه جثتان مشوهتا الوجه، حتى أني لم أكن متأكدا أنها لهما، بما أني من دفن الفتى شككت بذلك، لكن لم أتجرأ على البوح.

ابتلع ريقه قليلا ثم بنوع من التردد والخوف قال همساً
-:فطول الصبي لم يتناسب مع طول الأمير باسل، الفتاة الصغيرة كانت بشعر أحمر لكن لا أعرف
بدا وكأنه صباغ وليس لونه الحقيقي، هذا جعلني بنوع من الشك، لم أتجرئ على قول ذلك، فأنا مجرد دافن لموتى الاسرة المالكة، منذ تلك الحادثة استقلت من من مقبرة العائلة
قال رجل رابع بتساؤل
-:هل لفقوا موت الامير وأخته الصغرى؟!
فقال صفوان
-:هناك أيدي عبثت من خلف الستار، أيدي أرادت للملك الحالي أن يصل للعرش، الملك السابق نُحِيَّ عن منصبه بسبب مرضه وحال الكوكب لايسر أبداً، والملك الحالي الذي تولى الحكم منذ ثلاث سنوات لم يقم بأي فعل مرضي غير انه يقتل المعارضين ويسجن كل من يمت لهم بصلة ، وسائل الحياة تنهار ومقومات العيش أصبحت منخفضة،قتلى من كل الأطراف يوميا،اعتقالات تعسفية، الجيش صار أضعاف مضاعفة عن السابق وحراس القلعة الأليين اُستُهلِكَ لأجلهم ربع ميزانية الدولة
كنا كوكب مزدهر، الآن نحن أضعف الكواكب وأكثرها تراجعا إن مهدنا للامير بالعودة فقد ينقذنا مما نحن فيه، ربما يوحد صفوفنا، حاليا هو لايعلم شيء عنا،فقد عاش بعيدا
ابتسم قليلا وقال من جديد
-: ثم إني رأيته إنه يشبه جده الملك السابق  كثيراً

مالبث أن صمت الجميع لسماعهم صوت حركة من خلف الأبواب المغلقة
ليعاود شخص خامس الكلام بهمس
-:لماذا عاد السيد مراد بعد كل هذه المدة؟ ثم أين كان؟
أجابه صفوان بخفوت
-:كان يحمي الأمير باسل طوال هذه الفترة ويعده ليصبح وريث العرش وملك جديد، ثقوا بي إن القادمان هما ابني ولي العهد زين،وهما لم يموتا، من يدري ربما نكتشف مع الايام أن ولي العهد زين لم يمت أيضا فهم لم يعثروا على جثته أبداً
...... .........

كانت تتحرك ببطئ شديد  محاولةً العودة إلى وعيها والجميع حولها ينتظرون بقلق فتحت عينيها ببطىء ووهن ورؤيتها مشوشة لم تكن تبان لها ملامح الأشخاص الواقفين قبالة لها
مدت يدها وهي تقول بخفوت تنادي
-: بيتو
أمسك يدها باسل بقوة ثم إنحنى نحوها وهمس في أذنها دون أن يسمعه أحد
-:أنا هنا.
ابتسمت له بسمة ضعيفة وواهنة ونظرت إلى وجهه فرأت باسل الصغير بعينيه الزرقاء وشعره الأسود يبتسم لها ويقول
-:هيا انهضي هيا.
استعادت وعيها بالكامل وبدأت الرؤية لديها تتوضح وجدت الجميع حولها قلقون
كان باسل يقف بجوار غيث فنظرت تنقل بصرها بينهما فابتسمت بضعف بسمة صغيرة ومريضة

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن