التاسع والابعون

36 6 2
                                    

كانت جوريلين تسير بجوار كارلوس والجميع برفقتهما بعد ان تركتهما سيرينا لبعض شأنها،
كانت تستمع باهتمام كيف عارضت القاعدة قدومه إليهم، وكيف تمكن من الحصول على مساعدة ابنة القرصان، بعد ان انتهى من سرد كل ذلك همس لغيث الذي وصل بعد رحيل سيرينا فلم يقابلها

-:أعلم أنك تكره القراصنة لكن، لقد تغيرت تصرفاتهم، طبعا لا أقصد الجميع فمازال منهم كما كان، ثم إن السفينة جيدة جداً، واتفقت مع قائدها على الانخراط معك ضد نائل أرجوك تحمّلهم حتى تنتهي هذه الحرب
فقال غيث بتبرم
-:وبم أطمعته حتى وافق
أجابه ضاحكاً بخفوت
-:صدقني هو من طلب الإنخراط في الحرب، حجته أنه لم يحارب منذ مدة، وانت تعرف أن القراصنة تهوى الحروب، والقتال يسري في دمها
-:لست موافقا، سأخذ الحمولة لانها منك، أما هؤلاء فلا أريد أي علاقة معهم
-:لكن ياغيث..
-:كارل، ارجوك كفى
لكزت جوريلين كارلوس وهي تضم حاجبيها وقالت له بهمس
-:دعه يا كارل،يكفيه الضغوط التي عليه
صمت كارل وتابعوا جميعا سيرهم

نزلوا جميعا الى مستودع البضائع ليجد غيث كمية هائلة من الصناديق، بِدأً من الادوية الطبية انتهائاً بالمعدات اللازمة لإصلاح السفن، حتى الاطعمة والاغذية التي باتوا يحتاجونها فقال
-:كيف سنعطيك ثمن كل هذا!؟
عقد حاجبيه كارل وقال
-:وهل طالبت بثمنهم ؟ثم لا تقلق ليست مني جميعها، الكثير من اصدقائي واصدقاء أبي ساهموا في ثمنها

أتاهم صوت سيرينا يرحب بهم على سفينتها
التفت كل من غيث وجوريلين اليها
فقال كارلوس يشير إليها
-:الآنسة سيرينا، ساعدتني كثيراً.

رحبا بها وهمَّ غيث ليصافحها فتابع كارلوس كلامه
-:إنها ابنة قائد القراصنةالتي أخبرتك عنها.

تراجع غيث عن مصافحتها ونظر شزرا ناحية كارلوس ثم ترك المكان ورحل دون ان يقول شيئا، اقتربت منها جوريلين وقالت لها
-: لا تنزعجي من القائد، انه..
قاطعتها سريعا
-:لا تقلقي أيتها الأميرة، أخبرني سابقا كارلوس بأن هذا قد يحدث، لكن، أقسم بأني لم أكن على علم بما فعله أبي، ولم أكن أعرف أن جنودنا كانت تقتل الناس، كنت أظن انه يخيف الآخرين وفقط، هذا ما كان يخبرني به حين أسأله عن عمله
ابتسمت لها بطيبةجوريلين ثم غادرت واتبعها بحر والمجندَين الآخرَين وبقي العمال ينقلون الصناديق نظر كارل في وجه سيرينا وقال
-:ماذا حصل يا آنسة قرصانة؟ لم تضايقك تصرفات غيث أليس كذلك!؟
ابتسمت بضيق ثم صرخت به
-:لا تناديني آنسة قرصانة يا ابن الاثرياء، لقد أخبرتك ذلك سابقا.

ضحك ولم يجبها ولوح لها مودعا ومضى، فعادت هي لتشرف على نقل بقية البضائع.

جلس كارلوس مواجها لغيث لف ساق على ساق واتكأ بكله على مسند ظهر الاريكة
-:غيث، الآنسة سيرينا لم تكن تعرف كل ذلك، انها في الثامنة عشر من عمرها، كانت طفلة حين جرى ما جرى.

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن