الثامن والثلاثين

42 7 14
                                    

و لأن كارلوس وأبيه لديهما أفضلية دبلوماسية في الكوكب الأخضر فهما التاجرين الأهم بين الكواكب الثلاث ويعتبران من أهم الوافدين إليه وصل بسفينته بكل أريحية ودون أي تعقيدات
التقى مع نائل بداية والذي رحب به ترحاباً حاراً وتمنى له إقامة طيبة في كوكبهم آملاً مزيدا من الإمدادات التكنلوجية من الأرض وإليها وعلاقة ودية طيبة مع الأرض.
هذا جعله يفشل بمعرفة مكان غيث منه، حيث لاحظ جهله لمكانه وجهله بأن أغيد قد سجنه أصلا
التقى مع جاسر وحاول استدراجه فعلم الآخر مراده بدهائه وفطنته

ابتسم وهو يستند الى مسند أريكته يلف ساق على ساق يقول بطريقة تشبه السخرية
-:أنت تلف وتدور منذ ساعة يا سيد كارلوس بهذه الأسئلة المبطنة وأظنني أعرف دافعك، أنت تريد أن تعرف مكان غيث أليس كذلك ؟
تلبك قليلا كارل ثم قال بحدة

-:أجل أريد ذلك، هل تعرف مكانه؟

أجابه جاسر بسخريةتامة هذه المرة
-:حتى وإن كنت أعرف فلن أخبرك، لذا أرحني من تحقيقك المبطن هذا، وإن انتهيت من ادعائك بمحبتنا سأغادر، فلدي عمل أقوم به.

نهض وراح يمشي بخطوات واسعة فاستوقفه كارلوس يمسكه من ذراعه ويلفه إليه
-:أريد إخراجه يا جاسر، أنا مستعد ان أدفع ما تريد، فقط ساعدني، أو أرشدني لمن يساعدني
فأجابه بتهكم وغضب ممتزجين
وهو ينفض يده من يد كارل بعصبية بالغة
-:وهل أصبحتما صديقين الآن!؟ ؛ لطالما كنت تكره ابن زوج أمك، فأنا أعرفك وأعرف أباك منذ نعومة أظافرك ، فوالدك يعتبر صديق القلعة، لتعاملنا الدائم معكما
أجابه كارلوس بحدة تشبه حدته
-: أنا لم أكرهه يوما،نحن لم نكن نتفق في بعض الأمور وفقط.

لم يجبه جاسر بل تركه ورحل ليشتمه كارلوس بينه وبين نفسه

"تبا لك ياجاسر أنت وغد حقيقي"
عاد أدراجه خائبا إلى النجم الساهر يعتذر لجوريلين والبقية
-:لم أستطع حتى أن أجد أي من القادة لمساعدتي، يبدو أن جميع من في القصر يخافون من بطش نائل حتى الخادمات، نبهني صديق أبي أن بين صفوفهن مخبرات وجاسوسات تعملن لصالح أغيد وأبيه،ولم ينصحني بأن أرشو أي واحدة منهن خوفا عليَّ، وأنا لا أريد أن ازيد الطين بَلةً بعمل أحمق
أجابه رويد بهدوء
-:لا،لا نريد أن تعتقل أنت أيضا يكفينا أن غيث عندهم

ابتلعت غصتها جوريلين، تتظاهر بالهدوء بينما أعماقها يغلي

جلست فوق سريرها حزينة شاردة وراحت تفكر بالذهاب الى أغيد ومبادلة نفسها بغيث، لكنها تراجعت عن ذلك فقد تخيلت موقف غيث وباسل وكيف ستكون ردة فعلهما لو فعلتها

في غرفة أخرى باسل ومراد يفكران بعمق بكل هدوء حينها نهض باسل وقال
-:اجل الممر
ثم ابتسم فرحا كمن عثر على حل لمعضلته يوجه كلامه لمراد
-:هل لديك شخص تثق به ثقة مطلقة في القصر؟
ليجيبه بكل ثقة
-:أجل، إحدى سيدات القصر إنها وصيفة الملكة وصديقة أمي نحن نثق بها ،وهناك البستاني كان يعمل مع أبي والأمير زين صحيح أنه عجوز لكنه مازال مخلص لنا؛ ما الأمر؟ ما قصة الممر أيها الأمير؟
جلس من جديد وهو يقول لمراد الذي يستمع له باهتمام كبير
-:هناك ممر في أحد سراديب القصر،عندما كنت صغيراً اكتشفته صدفة وانا ألعب، وأذكر أن أبي قال حين أخبرته عنه، أنه بُنيَّ من قِبَلِ حاكم الكوكب الأول وأنه معبر للنجاة، في زمن الحرب الكبيرة بين الأرض وبين كوكبنا تم بناء القصر، فبنى الملك هذا الممر ليهرب مع عائلته لو حصل شيء ما، لكن الحرب اندثرت وتوقفت رحاها وتم توقيع معاهدة سلام بيننا، ولم يستعمل الممر أبدا، لو مازال هذا السرداب موجودا سنصبح في القلعة في قلب القصر الملكي، فهو ينتهي في مطبخ القلعة وسط القصر تماما
سيساعدنا هذا للدخول الى القصر ومعرفة مكان غيث
وقف مراد وهب بقوة وقال
-:بل سيمكننا من احتلال القصر وسيساعدنا في معركتنا
أجلسه باسل وهو يقول له
-:الممر غريب في تصميمه فبوابته الإلكترونية لا تفتح إلا من الداخل فقط وذلك للحفاظ على امن القصر لو اكتشف احد المارة البوابة الخارجية له
على أحد ما أن ينزل إليه ليفتح بوابته الأولى التي في قبو مطبخ القصر والثانية التي تنتهي إلى السهل القريب من القلعة
ثم نحن لا نريد أن نزيد الوضع سوءً بإدخال جنود الى هناك سنكتفي بعدد قليل من الرجال، ليكون تحركنا أسرع وبسرية وهدوء تامان، هل تريد حرباً الآن يا مراد؟ نحن غير جاهزون بعد لتلك الخطوة فعددنا مايزال قليل وموقفي ضعيفٌ بعد
جلس مراد بهدوء بعد ان سمع ذلك منه وقال وهو يبتسم ابتسامة رضا وسعادة

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن