التاسع والثلاثين

31 7 13
                                    

كان متعباً يتصبب عرقا وكاثرين تمسح جبينه مرتعبة على هذا الشاب الذي قابلته لتوها ومحتارة بأمرها ماذا تفعل
فتح عينيه الزرقاوتين  بوهن  لينعكس نور السماء فيهما ففتحت عينيها كاثرين عجبا لجمالهما وكثافة أهدابه وشدة سواد شعره الامع 
رمقته بنظرات أم حنون وهو يحاول النهوض لتتقدم منه تمنعه من ذلك
-:ابقى مستلق يا غيث أنت محموم بسبب جروحك.
تبسم لها وهو يمسك بيدها فقد رأى أمه ولم يرى كاثرين
-: حسنا، أمي، أنا أشعر بعطش شديد
سقته بيديها الماء وهي تمسح شعره تخاطب نفسها
"لابد وأن هذا الشاب يفتقدأمه، تحسن يا غيث لتعود لها "

دخلت وصيفتها التي تثق بها تهدئ من روعها وتساعدها بالاعتناء به راحت تدخل خفية طعام ودواء لأجله بين حين وآخر وفي داخلها دعاء كبير أن يستعيد غيث عافيته بسرعة ليتمكن من الخروج من القصر

عادت لمياء الى منزلها وسألت ابنها مروان
-:هل اتصل مراد بك اليوم ؟
نفى بحركة من رأسه ذلك ثم راح يحرك عينه مشيرا بهما الى الخارج  نظرت  من خلال زجاج  النافذة المغلقة  إلى حيث أشار ابنها لها بعينيه فلمحت رجلاً يختبئ بين الشجيرات يداري نفسه كي لا تراه قالت بهمس لابنها
-:تبا لنائل بات يراقبنا على مدار أربع وعشرين ساعة، يراقب كل تحركاتنا، بدأت أشعر بالاختناق

كتب لها ابنها على جهازه اللوحي
-{بدأت أشك بأن هناك أجهزة تنصت في المنزل أيضا }
زفرت بحزن وجلست على الأريكة مواجهة ابنها  وأشارت برأسها تهزه بإيجاب تقصد بها وأنا أيضا أشك بذلك

في صباح اليوم التالي اتصل مع أخيه مراد الذي رحب به سعيدا باتصاله
فقال مروان وهو يسير في حديقة منزلهم يلمس بين يديه أوراق وردة جورية بيضاء 
-: تبا لهذه الديدان إنها تزحف في كل مكان وبدأت تأكل بتلات الزهور وأوراقها
ضحك مراد بمرح وقال
-: أريد أن أحدثك بأمر هام وتحدثني عن دود يأكل أوراق الورد؟
أجابه مروان بهدوء
-: أو، أجل، لكن هذه الديدان في كل مكان من النبتة أرجو أن نجد لها حل فأمي متدايقة منها ومنزعجة
وكلما أراد ان يبدأ معه حديثا بشأن غيث يخبره بأمر عن ديدان تزحف فوق ساق الوردة تارة، وتارة يقول لقد أكلت البتلات الصغيرة
عندها غضب مراد
-:توقف عن المزاح يا مروان واصغ إليّ.
فقال له عادل الذي كان يستمع للمحادثة فقد كانت محادثة ببث مباشر بينهما
-:مراد، أظن أن اخاك يرسل لك رسالة مشفرة
قال عادل يوجه كلامه لمروان
-: ما لون تلك الديدان، ومتى ظهرت؟
فعرف مروان بأن الشخص الذي يكلمه فهم عليه
-: لونها؟أو نعم إنها بيضاء ولها رقوش خضراء تتسلل على الاوراق والساق ظهرت بعد ايام من سقوط المطر الذي أدى الى رحيل الطير من حديقتنا 
-:هل يوجد منها في نباتات المنزل أيضا؟
-:لست متأكد إن تأكدت سأعلمك لكني مع ذلك أشك بوجود شيء منها هناك 
انهى الاتصال مراد وهو يستفسر عم كان يجري فقال له عادل

-:منزلكم مراقب، وأخيك يشك بوجود أجهزة تنصت داخل منزلكم أيضا، وحدث ذلك بعد رحيلك عن المنزل 
-: وكيف عرفت كل ذلك؟
اجابه ببسمة على وجه
-:الدود والطفيليات لقب يطلق مجازا  على الاشياء المزعجة؛ وأطلقها أخيك على مراقبيهم

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن