الجزء الرابع عشر

30 5 10
                                    

كانت تتجنبه كلما مر من جوارها أثناء دخولهم للمدرسة
توقفت عن الذهاب مع رويدكي لا تراه
أصبحت تذهب مع هانا صديقتها حتى لا تلتقيه
استغرب لهذه التصرفات وفي يوم من الأيام  رأته قادما من بعيد فأطرقت رأسها وأسرعت خطاها قبل أن يصل

فاجأها بأن وجدته يقطع طريقها وهو يقول بغضب
-:ماهذه التصرفات ياريناد؟!
أشاحت بوجهها للبعيد وهي تجيبه باستنكار
-:اي تصرفات، عن ماذا تتحدث ياغيث؟
جذبها من ذراعها حتى وصلا حديقة المدرسة وقال بحنق
-:أنت تتجنبينني باستمرار، لِمَ ذلك ؟.

لم تجبه فأصر على معرفة السبب فأجبرها على النظر بوجهه يضع يده على ذقنها يرفع رأسها لتلتقي عينيه بعينيها
-:قولي، هل طلب منك أحد ذلك ؟

ثم هدأ وقال يضع يديه على كتفيها
-: ريناد، نحن صديقان منذ الطفولة بامكانك إخباري كل شيء من يطلب منك أن تتحاشيني
فقالت بعصبية
-:لا أحد، وأنا لا أتحاشاك يا غيث الأمر ومافيه أني لم أعد طفلة ربما حان الوقت لأتصرف كالكبيرات .

تركته حائرا من كلماتها وهي تضم حقيبتها راكضة في ممرات المدرسة
وجدت هانا أمامها فألقت نفسها بين ذراعي صديقتها لتأتي ذات الشعر الاشقر ريتشل إليهما تضمان معا صديقتهما المتوجعة
في كافيتريا المدسة قالت هانا
-:لمْ أسالك سابقا يا ريناد مابك، لكن أعتقد بانه حان الوقت لتخبريني بكل شيء
جلستا في الملعب بعيداً عن أي طالب آخر وهي تقول
-:لاشيء يا هانا صدقاً، ليس بي شيء، انما هو قانون مجهولي النسب هذا يزعجني، لا استطيع أن أكون مجندة في النجم الساهر  اشعر بأني منبوذة
ابتسمت صديقتها الهادئة بحنان وهي تطالع وجهها تمسك بخدي ريناد ثم تضع رأسها على جبهتاها

-:لست كذلك يا عزيزتي، لديك صفات لا أجدها في كثير من الناس انت بشكل ما تجعلين الشخص يتعلق بك، ربما هي لطافتك أو ابتسامتك، انظري أكثر طالبات صفنا يحببنك وحتى هناك طلبة في قسم الاكبر سنا معجبن بك
كلي يقين بأنك ستكونين شخصية رائعة، فليس أن تكوني مجندة في القاعدة هو كل شيء، هناك أشياء أجمل خارجاً في العالم خلف جدران هذه الأكاديمية،  هناك المحامي والقاضي ورجل الاعمال، الى آخره من مِهَن جميلة ومفيدة للبشرية،  فأنا مثلا أستطيع أن أكون مجندة أوحتى قائد، لكن اخترت أن أكون ممرضة اتدرين لم؟
لأن  الممرض والطبيب يداويان الجراح وينقذون الحياة
ثم لا أظنك ستكونين مجندة جيدة فأنت لطيفة جدا لن تتمكني من قتل أحد
ثم راحت تضحك وتتخيل منظر ريناد تحاول قتل أحد ما فتصرخ وتهرب وتختبئ خلف رويد ورائف.
 
تفكرت ريناد قليلا ثم قالت
-:هذا كلام عميق يا هانا، انه بحق كما تقولين المجند يحارب ويجرح لكن الطبيب والممرض يعالجان

لمعت عيناها بسعادة وكأن غيوم كثيفة انزاحت عن قرص الشمس وابتسمت لصديقتها وغيث يستمع لكل تلك الكلمات يراقب كل تلك التقلبات التي طرأت على وجه ريناد نظراته لها  كانت حزينة مليئة بغصات لا يبوح بها
ليجد كارلوس يصدمه عامدا بكتفه يقطع الطريق كمن يقول لقد رأيتك
يلوح لريناد مناديها بصوت جهير
-:ريناد أنت هنا وأنا كنت ابحث عنك
..........
في ظهيرة يوم مشرق
كانت تجلس أرضا تضع على عينيها نظارات ملونة تبسم ابتسامة تحدي وهي تقول
-:إنها عطلة نهاية الاسبوع حان وقت الألعاب
أسلاك موصولة من ذراعيها الى جهاز موضوع على مكتبها تلوح بيديها في عالم افتراضي مرسوم برسومات ثلاثية الأبعاد

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن