الجزء الرابع والثلاثين

44 7 42
                                    

وهكذا حصل باسل على تأييد المعارضة ومؤازرتهم له وتوحدت صفوفها بجانبه

كانوا جميعا يقفون على الشرفة في المساء والليل قد استولى على الافق بكله
غيث ينظر للسماء قائلا ببسمة على وجهه تعكس انشراحه وسروره
-:لديكم ثلاثة أقمار، لقد درسنا ذلك لكني لم أره من قبل عياناً
قالت جوريلين بتعجب
-:هذا رائع ، بالرغم من أنَّ للأرض قمر واحد إلا أنه  جميل جدا، أما هؤلاء الثلاث معاً يبدون في غاية الجمال
انظروا أحدهم هلال والأخر محاق والثالث بدر كامل هذا رائع
أجابهما باسل وهو يدخل اليهما عبر الباب الفاصل بين الغرفة والشرفة
-: عليكم أن تروا كوكب القبب الزجاجية يكاد يكون له عشرين قمرا
قالت بتعجب وسعادة
-: لابد وأن هذا رائع جداً،  قد نزوره يوما ما، أليس كذلك يا غيث
ضحك مراد وقال لها
-:ذلك الكوكب ليس للسياحة يا جوريلين،  إنه أشبه بسجن من يدخله لن يخرج منه بسهولة
تغيرت ملامح وجهها الطفولية من السعادة إلى التكدر وأمسكت بيدي أخيها وقالت بحزن
-:هل عانيت كثيرا هناك ؟
وضع يده حول كتفيها وقربها منه وقال وهو يطالع الحديقة التي بالكاد تبان من تحت الأنوار الخافتة
-:لنكن منصفين،  لم يكن الحاكم سيئاً، لم يعاملنا بسوء قط، لم يظلم عماله، لم يضرب أحداًمنّانهائياً حتى رجاله كانوا لطفاء معنا أحيانا، أذكر مرة أحد الجنود حمل عني كيس القمح لانه كان ثقيلا
ربما في كنت العاشرة من عمري وقتها ، لكن ومع ذلك لم يكن أحد يتجرأ على التعاقص في عمله لأنه سيرى الوجه الآخر للجنود وحاكمهم

قال مراد يقاطع  الحديث
-: كفانا حديث عن الماضي لقد تأخر الوقت، ما رأيكم أن نذهب للنوم، فغدا ستقابلان بضع قادة

رافق غيث جوريلين حتى باب غرفتها
-:تصبحين على خير
نظر في وجهها وهي شاردة في شيء ما اقترب بضع خطوات منها وقال بصوت ملئه الاهتمام
-:ما الأمر يا جوريلين؟ هل هناك ما يقلقك؟
هزت رأسها نافية ثم قالت بحزن
-:أريد أن ينتهي هذا سريعا أنا خائفة عليكم من تبعيات هذا الأمر
اقترب منها وربت على كتفيها
-:عليكِ أن لا تقلقي هكذا سينتهي كل ذلك

احمرت خجلا وعلت نبضات قلبها  ابتسم لها وقد أثر بقلبه احمرار وجهها فنبض قلبه بقوة
ودعها ومضى في طريقه لغرفته
" وأنا أيضاأريد أن ينتهي كل ذلك حتى يتسنى لنا البقاء معاً، بالكاد  أراك في خضم كل هذه الأحداث"

في غرفته المظلمةالملك السابق للكوكب ينام على سريره 
مد يده المتعرقة المليئة بالتجاعيد يأن وينادي بحزن
-:زين، زين
امسكت يده كاثرين بقوة وهمست له
-:لو أصغيت إلى زين، لربما كان هنا اليوم، لو اعتنيت بالصغيران لربما كانا حيّان معنا الآن يجلسان بقربك، لم قسوت هكذا، لم أبعدتهم عنك، لم لم تتنازل ولو قليلاً، ظللت متعنتاً لرأيك بأن لا حق لطائفة من شعبك بالتدخل في الحكم
وهاهو حفيدي أغيد يعيد ذات السيناريو والحال لايسر ،يظنوني لا أعرف شيئا خارج هذه الأسوار،لكن اعرف كل شيء الحال أصبح لايطاق

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن