الجزء الحادي عشر

37 6 11
                                    

مر عامين على وجود ريناد في المدرسة لم يرحب بها كل الطلاب بل كانت تعامل معاملة سيئة أحيانا من طالبات صفها
أما كارلوس فقد كان يقابلها كلما سمحت له الفرصة بذلك فأصبحا صديقين برغم غيظ غيث ورويد لهذا الأمر
كانا عامين صعبين عليها لكنها كوَّنت صداقة قوية مع هانا .

في ظهيرة يوم ماطر كلمات قاسية تخرج من أفواه فتيات تحلقن حول ريناد بكل خبث تخرج كسم أفعى توجهنه لها
-:فتاة يتيمة مجهولة النسب، أنت مجرد دخيلة لهذا لم يسمحوا لك ان تكوني بيننا نحن طلاب القاعدة كلي يقين بأنك ستكونين مجرد خادمةأو شيء آخر
لتقول الثانية ترفع سبابتها
-:لولا السيد كامل طبعا لكانت مجرد خادمة لكن بسببه قد تصبح طبيبة
ثالثة من بينهن قالت تضع يدها على صدرها بغرور وعجرفة
-: أما أنا وأختي الكبرى مليندا، نستطيع أن نكون حيث نريد.
لتعود الأولى وتقول
-: صحيح يا فيليسيا، سمعت أنه تم ترتيب أمرالفتى الذي ستكون معه من الآن فصاعدا
لتضحك الثانية المدعوة فيليسيا قائلة
-:لا أبدا، هذا ليس ترتيب موعد،أو ماشابه ذلك أختي تحب غيث، والجميع يعرف ذلك
أصابت كلماتها هذه ريناد بصدمة قوية وحزن وألم، كسكين غرز نصله في قلبها
لتقول الثالثة
-:لكن سمعت أن غيث
قاطعتهم فليسيا بغضب وصوتها محتد مليء بالعصبية تنظر إلى ريناد نظرة خبيثة
-:وهو يحبها، لكنه خجول بعض الشيء، أبي قال ذلك، الأمر ومافيه مليندا تعطيه بعض المساحة، لذا هو يرافق أناس من الطبقةالمتدنية
راحت تضحك لتضحك معها باقي الفتيات يسخرن من مكانة ريناد

كانت تتذكر قسوة تلك الفتيات وهن يقلن لها هذه الكلمات القاسية
تحمل حقيبتها الصغيرة تضمها الى صدرها، تسير الهوينة مبللة بالمطر
ودمعها المنساب من عينيها يندفع بقوة اختلط مع ماء المطر يحرق أحداقها وخدها
تسير على غير هدىً في زحام المدينة تنظر للسماء الغائمة الماطرة وتحدث نفسها
"وأنا أيضا أحب غيث ، أحبه كثيرا، حتى أني لا أعرف متى وكيف، متى أصبح مهماً جداً لدي ، متى أصبح أغلى إنسان عندي ،
كنت أظنه صديق فقط لكن..."
سالت دمعاتها على خدها وهي تسير تحدث نفسها
"اكتشفت في حفل العام الماضي اكتشفت أن قلبي لا يريد مجرد صداقة؛ إنه يريد أكثر من ذلك بكثير، إنه يريد غيث فقط
هل هو حقا يحب ميلندا ؟ يا إلهي ماذا لو كان هذا صحيحاً،كيف سأعرف ذلك، لا لن أسأله لا أريده أن يشعر بمشاعري نحوه، قد يبتعد عني، يكفي أنه بجانبي الآن
ثم بدأت الأمطار تنزل بقوة أكثر فوق المدينة

ماوية تكلم كامل بقلق وشعرها أصبح فيه بضع شعرات بيضاء
-:هل عثرت عليها يا عزيزي؟
كامل يسير بسيارته بين الشوارع وقد أصبح أكبر عمرا وبدات التجاعيد تعلن وجودها على بشرته وهو يحدث نفسه
"هاهي في الخامسة عشر من عمرها الآن وما أزال أخاف عليها ، كاليوم الذي عثرت عليهافيه، أخاف أن يؤذيها أحدهم كما آذوها سابقا، لا أعلم ما حصل قبل أن أجدك لكنك ابنتي الآن يا ريناد، كبرتي بين ذراعي نشأتي مع رائف ورويد كبرتم جميعا وأنا أراقبكم، أراقب تقلبات أعماركم، لا أقلق عليهما كثيرا فهما رجلين الآن قادران على ان يعتنيا بأنفسهما، بل أخاف عليك يا صغيرتي، مازلت صغيرة ووضعك بأنك مجهولة النسب يزيد الأمر سوءا دوماً،
لم يسمحوا لك ان تكوني كباقي الأولاد، فقط منّوا عليك بأن تنتسبي للمدارس لاني من أربيك
قد تصبحين طبيبة رائعة كرائف"

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن