الجزء الخامس والثلاثين

40 6 15
                                    

كانت السيدة لمياء تجلس مواجهة لكاثرين تبتسم وعيناها تطالع الحاضرات بتوترشديد
لاحظت كاثرين عليها ذلك، ففضت اجتماعها مع النساء، وبعد أن رحل الجميع قالت
-:ابقي يا سيدة لمياء
جلست لمياء من جديد فقالت لها كاثرين بتسائل واستغراب
-:مابك؟! أنت متوترة جدا

ابتسمت بسمة خفيفة باهتة وأجابت بشي من توترها السابق عجزت عن مداراته أكثر
-:لاشيء ياكاثرين، أنا متعبة فقط

لكن الملكة السابقة كاثرين لم تصدقها وألحت عليها ان تعرف سبب توترها هذا، فهي منذ فترة على تلك الحال

نظرت لمياء باتجاه الخادمات ففهمت كاثرين ان هناك أمراً ما لا تريد لمياء أن يسمعه أي إنسان، فصرفت خادماتها من الغرفة أمسكت كلتا يديها وضمتهما بين كفيها
-:قولي يا عزيزتي لمياء ما الأمر، هاقد أصبحنا بمفردنا

سحبت لمياء كفيها بهدوء وأمسكت بهما يديّ كاثرين وضغطت عليهما وقالت
-:منذ متى ونحن صديقتان يا كاثرين؟
لتبتسم الأخرى بسمة لطيفة وصافية
-:منذ أن أتيت إلى هذه القلعة كزوجة ثانية للملك، أذكر تلك الأيام كنا شابات وممتلئات بالحيوية، هناك أمرا يشغلك يا لمياء قوليه

ضغطت بقوة أكثر لمياء على يدي كاثرين
-: عديني بأن لا تخبري أي انسان ولا حتى ابنتك السيدة كيتي بما سأخبرك به، مراد طلب مني عدم اخبار أي أحد لكن.
صمتت قليلا ثم نظرت بعمق في عيني صديقتها وابتسمت وتابعت بهمس بالكاد يفهم منه ماتقوله

-:لكن أنا اثق بك يا كاثرين، وأثق بانك ستحتفظين بهذا السر، قريبا لن يبقى سراً، لكن حالياً يجب أن يبقى طي الكتمان
قالت كاثرين متوترة
-:قولي يا لمياء وأعدك بأنه لن يعرف أي مخلوق بما ستقولينه شغلت عقلي وأرعبتيني ماذا هناك؟! فأنت تهمسين بطريقة مريبة بالكاد أفهم حروفك
شدت يديها على يدي كاثرين بقوة أكبر وقالت بهمسها ذاته
-:أنت تثقين بي وبأبنائي أليس كذلك؟
لتجيبها الأخرى بسرعة وبدون أي تلكئ وبطريقة تبعد عنها أي شك
-:بلى، أثق بكم كثيرا

ابتسمت لمياء لها بسمة صديقةٍ محبة وصادقة وقالت
-:جوريلين وباسل على قيدالحياة
انتفضت كاثرين بقوة ونهضت تقول والعرق يتصبب من جبينها وبتوتر سألتها
-:ماهذا الذي تقولينه يا لمياء!؟ هل تعبثين بي بعد هذا العمر؟
لتقف الأخرى مواجهة لها تضع يديها بمحبة فوق خدي كاثرين
-:نحن صديقتان منذ سنوات طويلة، هل سأعبث بك هكذا يا كاثي؟هل يعقل هذا؟
-: لكن ما تقولينه يا لمياء خارج نطاق عقلي،كيف؟ وأين كانا كل هذه السنين؟ والتقارير والاثباتات ؟تحاليل النسب أكدت أن الميتان كانا هما
أجلستها لمياء وبكل حب وهدوء
-:كاثرين، فكري جيدا هل رأيت الطفلان الميتان؟
هزت كاثرين رأسها بنفي وقالت
-:لم يسمحوا لي بذلك قالوا أنهما مشوهان لهجوم دب عليها
-:هل قرأت التقارير؟ هل قمت بنفسك بفحص دم الطفلين الميتين؟ أنت وصلتك تقارير مكتوبة سابقا، ولم تري إلا طفلان لُّفَ جسديهما بقماش أبيض، وأنا أيضا رأيت ذات الشيء
ثم قصت عليها قصتيهما وأين كانا لكنها لم تلفظ أبدا اسم من أخرجهما من القلعة السوداء
-: أحدهم أرادهما أن يبقيا على قيد الحياة، لكن لايريدهما أن يعودا لذا كاثرين سيحتاجك حفيديك، هما بحاجة لك الآن أكثر من أي وقت مضى، أراد باسل رؤيتك بشدة جوريلين لا تتذكرك لصغر سنهاوقت خروجهم من قلعتكم، لكن باسل كاد أن يبكي شوقا لك، منعه مراد من القدوم خوفا عليهما، رأى نائل جوريلين،وكلي يقين بأنه شك بها، لأنها لو رأيتيها فهي نسخة عن تيا ولديها عيني زين
طفقت دموع كاثرين وراحت تنسكب بقوة فوق خديها الأجعدين وهي تقول
-:اشتقت لهما، اشتقت لباسل الصغير المشاغب، كان كثير الحركة وقلما كان يطيع أوامر مربيته، يحمل اسم جده ويشبهه قليلاً

قلاع بين النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن