فى طيات الكتمان نخفي شعورنا الناتج من ردة فعل الآخرين ليلمسوا قدرتنا علي التحمل ولكنهم لا يلمسوا بذلك الشعور المطوى خلف الضلوع ليمزق أفئدتنا ويميت روحنا لنتحول إلي أجساد خاوية
تشعر سندس بآلام تضرب في بطنها منذ يومان لتتجاهل تلك الآلام عقب مهاتفة والدتها التي أخبرتها أنه أمر عاديا وخاصة أنه الحمل الأول لها ولكن تلك الآلام اليوم غير محتملة تضرب ببطنها وأسفل ظهرها لتبكى من شدة الألم وتقوم بمهاتفة جمال تستنجد به ولكنه لا يعطى للأمر إهتمام ظنا منه أنها تتدلل عليه
تشعر سندس بفقد طاقتها وخاصة عند رؤيتها لتلك الدماء تنزف منها لتقوم بمهاتفة رقية التي تصعد الدرج سريعا مصطحبة شماتتها معها
سرعان ما تم نقل سندس بسيارة إسعاف إلي المستشفي ليخبرها الطبيب فور وصولها بفقد جنينهالم يكن ذلك الخبر بالهين علي جمال ليبكى أمام غرفتها مثل الأطفال يترجي الطبيب أن ينقذ طفله ولكن لقد فات الأوان ليعطيه الطبيب قطعة من الشاش الأبيض يتوسطها ذلك الجنين ليخبره أنه إستحالة إنقاذ جنين بالشهر الرابع
يتلقي جمال الجنين منه ليحتضنه ليبكى وينحب مثل الأطفال في منظر أبكى كل من شاهده ما عدا قلب واحد يقطر فرحا علي فقده لإبنه إنها رقية التي ترسم الحزن بحرفية ولكن قلبها يتراقص فرحا من ذلك المشهديقوم جمال بمغادرة المستشفي دون أن يطمئن علي تلك التي ترقد بالداخل لتشعر سندس بالشفقة علي نفسها من تلك الوحدة التي أصبحت تحيط بها لقد إشتاقت إلي تلك الضوضاء التي ملأت حياتها إشتاقت إلي طفولتها... صديقاتها حياتها الماضية ببساطتها... تشتاق إلي تلك الفرحة التي فارقتها منذ تلك الزيجة
تغمض عيناها لتغط في نوم عميق هربا من تلك الآلام النفسية التي لا تجد لها مسكنات
***********************
لم تكن تلك الكلمة بهينة علي سيليا التي لم تتحرك من مكانها ولم تبدى أية رد فعل لتبكى كل من رانيا ونجلاء علي فراق والدتهم بينما يجلس حسن علي أقرب مقعد ليضع رأسه بين يديه يبكى في صمت
تقع عين خالد علي تلك التي تجلس بدون أى ردة فعل وكأنها تحولت إلي تمثال من الشمع
يقترب منها خالد ليحركها لتتطلع له دون كلمات تتفوه بها أو دموع تسقط من عيونها
يقوم خالد بهزها بعنف ولكنها تبقي علي حالها لتقف فجأة وكأن روحها ودعتها لتصاحب روح جدتها
تنهض سيليا فجأة لتدور بعيناها بينهم ثم تدلف بصمت لتودع جدتها والتي تنهار فور دلوفها إليها لتهذى بكلمات تقطع نياط القلب ليحاول الجميع تهدؤتها ولكنها تسقط فجأة أرضا ليحملها خالد يحاول إفاقتها ولكن محاولات الجميع تبوء بالفشل ليستدعى الفريق الطبي الذين يتدخلوا سريعا
***********************
تطرق نور باب حماتها بسعادة ليقوم ساهر بفتح الباب لها لتدلف للداخل وهي تدور حول نفسها ليتطلع لها ساهر بدهشة ليسألها في مرح
- مالك يا نور..... هو أحمد رجع نزل أجازة
تضربه نور بخفه علي مؤخرة رأسه لتقول بضجر مفتعل
- هو أحمد لو كان نزل أجازة كنت هتلاقيني عندكم هنا
لتخرج حماتها إثر ذلك الصوت لتتطلع إلي نور قليلا ثم تقترب منها بتساؤل بالعين لترد نور عليها بإيماءة برأسها وسعادة يشرق بها وجهها
تحتضنها حنان وهي تبتسم ودموعها تسيل على وجنتيها
يقف ساهر يتطلع لهم بدهشة علي موقفهم لينتظر حتي ينتهوا من تلك الأحضان ليسألهم عن الأمر لتشير له نور علي بطنها لتردد بسعادة
- هتبقي عمو ساهر
يبتسم ساهر علي ذلك الخبر ليهنئ نور ويطلب منها أن تخبر أحمد سريعا
تقترب منه نور لتضع يدها علي كتفه تطلب منه مساعدته بإعداد مفاجأة لأخيه ليوافقها سريعا ليعدها أن يعد لها إقتراح هائل
تقوم نور بإرسال تلك الرسالة لزوجها
( يا روح الفؤاد لقد إشتاقت لك الروح لترويها وإشتاق رئتي لإستنشاق عبيرك.... في الإنتظار يا نور عيوني)
****************************
تمر الأيام لتشعر سندس ببعض التحسن في صحتها ولكن. الجرح مازال غائر بأعماق قلبها
تشعر بنظرات جمال وكأنها أسهم إتهام يرميها بها لتتجنب النظر إليه
أما عن رقية فكانت بجوارها طيلة فترة مرضها تلك لتشعر بالإمتنان إليه وهي لا تعلم أنها هي السبب في تلك الآلام التي تدب في روحها وفقدها لجنينها
أنت تقرأ
رحلة مع الأيام
Romanceليست القلوب بتلك القطع التي تحركها مثل الشطرنج لا تستهين بها وبأصحابها رواية من نوع خاص بقلمى فاتن على