أما كانت تلك النهاية المتوقعة لتلك الفتاة التي إقتطفت من ربيع عمرها إلي خريف عمره لتتساقط منها ورقات العمر لتدفن في التراب ويدفن معها تلك الأحلام الوردية وبراءة لم تشوبها السنوات... لقد حكموا علي شبابها بالإعدام بتلك الزيجة لتترك لهم ذلك العالم ولكنها تظل في قلوب صديقاتها
تسير تلك الجنازة في مشهد أبكى القلوب ليسير خلفها الثلاث فتيات يشعرن بقلوبهم تتمزق وأرواحهم تدفن معها
أما عن أيمن فكان ذبحه أكبر فلم يستطيع توديعها ولم يستطيع الصمود في جنازتها بسبب تلك الهمسات التي يسمعها والتي تخصهالموقف كان مؤلم ليطول اليوم كثيرا وكأنه دهرا كاملا ليصاب الجميع بالنهاية بصمت خلفه صرخات من الألم
***********************
تعود سيليا بصحبة زوجها وخالتها والذان حاولا التخفيف عنها قدر الإمكان ولكنها لا تسمع إلا لصوت داخلي يهتف بفقدانها صديقتها التي تقاسمت معها ذكريات حياتهاترفض تناول الطعام بالرغم من ذلك الإلحاح من خالد ولكنها تريد الهروب من تلك الصرخات الداخلية لتخلد إلي النوم ليقوم خالد بتدثيرها بالغطاء جيدا ليتمدد بجاورها ليقوم بإحتضانها والمسح علي شعرها بحنان حتي تأكد من خلودها للنوم
***********************
كان حال وتين الأصعب علي الإطلاق فلقد رافقتها في ساعاتها الأخيرة وصدمت حين حاولت إيقاظها لتكتشف موتها
تحتضنها شروق ودموعها لا تتوقف هي الأخرى علي سندس ليجلس تيم بجوارهم يمسح علي شعرها بينما والدها يشعر بالعجز أمام ذلك الحزن الذي تعانى منه إبنته فتلك المرة الأولى الاي يعجز عن تضميد جراحهاكان المشهد صعب للغاية حتي إن دموع مصطفى إنهمرت دون إرادة منه
**********************
تعود ريهام إلي شقتها بعد رفض والدها تركها لشقتها
ترتمى بجسدها علي الأريكة لتضع إبنتها بجوارها وقلبها يرفض التوقف غن نزيف حزنه علي رفيقتها لتغمض عيناها تتذكرها بضحكاتها ونبرة صوتها المميزةتفيق من تلك الغيمة علي صوت أشرف الغاضب والذي يتطلع لها بغضب ليردد بحدة
-إنتي هتقلبيهالنا ميتم هنا... أنا كان مالي ومال الجواز والقرف دهيتركها عقب كلماته ليدلف إلي الغرفة صافدا الباب خلفه بعنف ليغيب فترة من الزمن ثم يخرج مرة أخرى وقد تغيرت هيأته فيبدو أنه تعاطي تلك السموم
يقترب أشرف من ريهام التي تتطلع له بإستياء ليقوم بالقبض علي يدها وجرها خلفه بالقوة والتوجه بها لغرفة النوم وإلقائها علي الفراش لتحاول منعه بكل قوتها فكيف له فعل ذلك وخي بتلك الحالة النفسية السيئة ولكنه بالفعل مغيب تماما في الماضي كانت تستسلم له خوفا من بطشه ولكنها اليوم لم تطيق حتي لمسته
لم تستطيع ريهام الصمود أمام قوته لتخور قواها ولكن قلبها ينزف ألما علي ما تعانيه لتتكون أمام عينها صورة لصديقتها فقط لتتحول لجثة تغتصب من ذلك الوحش المغيب بتأثير تلك المخدرات حتي إنتهي منها ليغط في نوم عميق تاركا إياها فريسة لصراعات داخلية لتستحوذ عليها فكرة الإنتحار لتتخلص من ذلك العذاب ولكن يقلعها عن تلك الفكرة صغيرتها الباكية لتأخذها بين أحضانها لتمثل لها كمخدر لآلامها النفسية
أنت تقرأ
رحلة مع الأيام
Lãng mạnليست القلوب بتلك القطع التي تحركها مثل الشطرنج لا تستهين بها وبأصحابها رواية من نوع خاص بقلمى فاتن على