البارت الثامن والأربعون

373 15 6
                                    

لا تحسبن الله بغافل... بل إنه لبالمرصاد... فإن زرعت الخير يوما تجنى أطيب الثمر... وإن زرعت من السوء لن تجنى سوى السقم

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يقترب منه نادر ليسأله عن سبب مكوثه بالمستشفي ليلاحظ تبرم محمود من الإجابة ولكنه يستنبط تلك الإجابة ليحاول أن يختلق بعض الأعزار حتى لا يمكث بالمستشفي ليسنده حتى إستقل السيارة من الخلف ليشعر بالوهن يستولي علي جسده يحاول منع دموعه من التساقط من تلك الحالة التي هو عليها ولايجد من يساعده سوى إبنته التى تخللي عنها بالماضي

يغمض محمود عينيه مستسلما لتلك الغفوة التي إنتابته ليفيق علي تلك اليد التى تربت علي كتفه بحنان ليفتح عيناه ببطء لتلتقي بتلك الإبتسامة الرقيقة من سيليا تدعوه للنزول

يتطلع محمود حوله بدهشة ليتساء عن المكان ليجيبه نادر وهو يساعده علي الهبوط
- دى شقتنا يا عمى تعالي نتغدى سوى وبعدين نتكلم

حاول محمود الرفض لكن نادر لم يعطيه تلك الفرصة ليهبط محمود مستندا علي زوج إبنته حتى دلف إلي شقة إبنته

بالرغم من بعض التغيير الذي طرأ عليها من تغيير الأثاث إلا إنه تذكر علي الفور تلك المرة التي قد زارها بالماضي وسبب لها الآلام اليوم يدلف إلي شقتها ضعيفا لتبدى هى كرمها وتحتويه

ترحب به رانيا ليجد علي يديها تلك القطعة التي تشبه سيليا بكل تفاصيلها ليشعر أن الزمن قد عاد به سنوات ليرى إبنته مرة أخرى

بعد العديد من الشد والجذب إستجاب لرغبة نادر لأخذ قسط من الراحة عقب تناوله الطعام... بالفعل كان بحاجة إلي تلك الراحة ليرتمى بجسده علي الفراش ليخلد إلي النوم علي الفور

تدلف سيليا إلي المطبخ تحاول الهروب أن يرى أحد حزنها علي حالة والدها فمازالت تعانى من ذلك الصراع الداخلي فيما بين تقبلها لدخول والدها حياتها مرة أخرى وبين تلك الذكريات المؤلمة من تخلليه عنها بالسابق لكن بالنهاية هو والدها وفي محنة يجب عليها الوقوف بجواره وكتم مشاعر الغضب الآن

يدلف نادر إلي المطبخ متحججا بصنع كوبين من الشاى لهما رافضا أن تعدهم سيليا... ليقوم بالوقوف خلف سيليا باحثا عن الأكواب تحاول سيليا الفرار منه لتشعر بأنفاسه الحارة تداعب عنقها المرمرى ليسألها بهمس عن مكان الأكواب لترتبك سيليا فترفع يدها تلقائيا تعطيه كوب ولكن فور إلتفاتها إليه ترى ذلك الشوق التى تحمله عيناها لتضع الكوب جانبا وتسكن بين أحضانه (وإحنا نسيبهم في حالهم يتصالحوا ونقفل الباب) 

***********************

يشتكى الجيران من رائحة كريهة في البناية ليتتبعوا تلك الرائحة ليقرر الجميع أن مصدرها من شقة الملعون كما كانوا يطلقون علي أشرف

طرقات عنيفة علي شقه فاطمة دون إستجابة ليقرر الجميع إستدعاء الشرطة التى تأتى علي الفور وتقوم بكسر باب شقته ليجدوا تلك الجثة المتحللة ملقاه في بهو الشقة تفوح منها تلك الرائحة الكريهة التي ينفر منها الجميع ويركضون بعيدا منهم من يدعوا لها بالرحمة والبعض يحكم أن ذلك جزائها عقب التستر علي فضائح إبنها وحق مردود لريهام

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن