البارت السابع والخمسون

354 14 6
                                    

تنتهى مراسم دفن محمود ليتكلف بها نادر جميعها فقد أكرمه في حياته وأكرمه بعد موته ليظهر معدنه الأصيل
بينما يقف إبنه وإبنته متبلدين الشعور لا يعلمون أين الحق وكأن الذي فارق الحياة لا يمت إليهم بصلة علي عكس ما تعانيه سيليا من حزن فبالرغم من تلك المدة القصيرة التى جمعتها معه إلا إنها تعلقت به كثيرا إستعذبت تلك الكلمة التى حرمت منها كثيرا... ذاقت الحضن الأبوى الدافئ ولكنه لم يدم طويلا وكأنه أراد أن يودع الدنيا معها

تستكين سيليا بين أحضان وتين لتحاط بريهام ونور يحاولون أن يخففوا من حزنها ولكنها لا تتحدث سوى دموع تتساقط فقط لتبدو شاردة وكأنها هجرت ذلك العالم إلي عالم آخر لا أحد يراه سواها

********************

يعود تيم من عمله ليأخذ زوجته بين أحضانه يبث إليها شوقه لتشعر خلود أنها دخلت إلي الجنة وحارسها هو زوجها

يتناول تيم طعامه ولكنه يبدو شاردا لتشعر خلود بشرودة منذ يومان لتنقل بجواره تسأله عن سبب شروده ذلك ليصمت قليلا ثم يلتفت إليها ليردد
- بصي يا خلود أنا هطلب منك طلب وتوافقى أو ترفضي ليكى حرية الإختيار

تومئ له خلود بإبتسامة مما شجعه علي إسترسال حديثه
- ممكن ناكل حتى لو الغدا مع بابا وماما ولو حسيتى في يوم أنك مضايقه عرفينى وأنا ساعتها هعملك اللي إنتى عاوزاه.... أنا مش بفرض عليكى والله لو حاسة إنك مضايقة بلاش

تشعر خلود بداخلها بالحيرة ولكن حديثه الهادئ وطمأنتها لها مع إعطاء مساحة كافية للإختيار جعلها دون تباطوء توافق علي طلبه ليحتضنها ليشكرها علي موافقتها تلك وكأنها صنعت عملا عظيما من أجله

**********************

الرابطة التى جمعت بينهم كانت تتخطى مراحل الإعجاب بل تخطت مراحل العشق ليجدا إنسجام كبير بينهم لتتساءل ملك ما السبب في التأخير فليتزوجوا فذلك أفضل بكثير من تلك المقابلات التى لا تستمر لأكثر من ساعة

كانت ملك دائما تمتلك البدايات بعفوية لتعود مرة أخرى لمرحها وتعود إليها إبتسامتها لينجح أيمن في تحطيم ذلك القناع الذي ترتديه

يصمت أيمن قليلا متطلعا إليها وهى تعرض عليه فكرة الزواج بمرح ليردد بألم
- خايف يا ملك

فور أن سمعت كلمته حتى ردت بتلقائية
- خايف منى... دا أنا حتى كيوت
تطلع لها أيمن قليلا حتى إستطاع إستيعاب حديثها ليطلق ضحكة رجولية علي تلقائيتها وجنونها ثم يعود لحالته وهو يردد
- خايف من أهلك اللي أكيد هيرفضوا لو عرفوا... خايف تزهقي في يوم... خايف إنى مقدرشي أديكى حقوقك كزوجة... إنتى فهمانى

كان يجب علي ملك الآن الدفاع عن حبها فذلك الشخص الوحيد الذي إنفتح له قلبها فلن تتركه وخاصة وهى تعلم أنه يعشقها فتردد بتأكيد
- أولا أهلى ليه يرفضوا وحتى لو رفضوا أنا مسؤولة عن نفسي... ثانيا عمرى ما هزهق ولا همل منك وثالثا بقي وده المهم فيه حاجات كتيره أهم من الحقوق اللي بتتكلم عنها دى كفاية إنى أحس إنى جنبك ولو لقينا فيه مشاكل الدكاترة موجودة وأنا جنبك لو حتى قعدنا سنين أو العمر كله مفيش مشكلة عندى

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن