البارت السادس والعشرون

456 14 5
                                    

حياتنا مثل عربات القطار كل منا يختار عربته ويختار تلك المحطة التي سيهبط بها
فالبعض يستقل القطارات السريعة المكيفة ولكنه يهبط في أول محطة ليعانى حر الشمس المحرقة
والبعض يستقل تلك القطارات العادية ليتحللي بالصبر حتى يهبط في تلك المحطة المطعمة بزهور الياسمين

تتجول ريهام بالشقة ويبدو عليها القلق لتفتش هنا وهناك وتفتح الأدراج وتبحث بعصبية ودموعها تغرق وجهها
يدلف أشرف إلي الداخل يتطلع إليها بإشمئزاز علي حالتها تلك ليسألها عن الأمر فتخبره أنها قد فقدت دبلتها الذهبية فلقد وضعتها في الحمام ولم تجدها

هدوءه ونظراته كانت دليل قاطع أنه هو السارق لتبدأ ريهام في توجيه الإتهامات إليه ليقوم هو بصفعها ثم يقبض علي خصلات شعرها بقسوة ليخبرها أنه هو مالك تلك الحلي ويتصرف فيها كيفما يشاء

يلقى بها أرضا وهو يحك أنفه بظهر يده بعيون جاحظة بينما تتطلع له ريهام بنفور من هيأته لتعلم أنه قد باع تلك القطعة من الحلي حتى يشترى بها تلك السموم

تتابعه حتى دلف إلي الغرفة وصفد بابها لتعلم جيدا أنه يتناول تلك السموم التي تذهب بعقله في كل مرة لتنتقل بنظرها إلي إبنتها لتراها تحتضن دميتها منكمشة علي نفسها لتردد في نفسها
- آسفة يا حبيبتى معرفتش أختار ليكى الأب اللي يصونك

****************************

صرخات تدوى ليدلف عقبها نادر يهرول إثر صوتها ليشعر بالرعب عليها ليتفاجأ بها تقف أعلي المقعد وهى تصرخ وما إن رأته حتي إرتمت بين أحضانه متمسكه به بقوة وهى تردد بخوف
- فار يا نادر.... فيه فار هنا

لم يستمع نادر إلي كلماتها فلقد إنتقل إلي عالم آخر بضمتها له وعبيرها الذي يغزو رئتيه ودقات قلبها المتعالية وكأنها تعزف علي ضلوعه أعذب الألحان ليخفق قلبه بشدة

بعد لحظات تفيق سيليا علي طرقات علي الباب فتبتعد عن نادر الذى أصبح بعالم آخر يحاول جمع شتات نفسه ليحاول تنظيف حلقه في محاولة منه لخروج صوته بصورة طبيعية ليردد
- متخافيش يا سولى... تعالي إطلعي معايا نشوف مين بيخبط وبعدين نبقي نشوف موضوع الفار الخطير ده

تخرج سيليا وقد توهج وجهها بحمرة الخجل لتتطلع بعيونها للأسفل من شدة خجلها تحاول البحث عن كلمات تسعفها بل تحاول البحث عن الحروف المتناثرة حولها بلا هدف
يشعر بها نادر ليحاول مداعبتها ولكن تلك الطرقات الملحة كان لها رأي آخر ليخرج بها من الغرفة ثم يغلق الباب خلفه بهدوء

يقوم نادر بفتح الباب ليجد والدتها تقف شاحبة الوجه وتبحث بعيونها عن سيليا وفور رؤيتها لها تأخذها بين أحضانها متلفة لتسأل في لهفة
-مالك يا سيليا فيه إيه... أنا سامعة صوت صويتك من برا

ترتمى سيليا بين أحضانها لتجده الملاذ الآمن لها لتختبئ من نظرات نادر لها ومن ذلك الموقف المحرج لتردد من بين شهقاتها
-فار يا ماما... لقيت فار في الأوضة جوا

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن