البارت الثامن عشر

405 11 3
                                    

تعود ريهام مع عمها لتلتزم الصمت طيلة الطريق حتي وصلت إلي شقتها لتسمع عمها يقوم بتوبيخ أشرف ثم يربت علي ظهرها ويتركها ويغادر

تظل ريهام جالسة علي طرف الفراش ليدلف إليها بعد قليل أشرف الذي تفوح منه رائحة الخمر وعيناه حمراء ليجلس بجوارها وبدون أي مقدمات ينقض عليها كالجائع فتعلم أنه ليس في وعيه لتتركه يفعل ما يشاء دون مقاومة منها خشية أن يؤذى جنينها

بعد قليل ينتهي منها ليغرق في نوم عميق ليتركها فريسة لآلامها التى تنهش روحها لتستسلم هى الأخرى لنداء النوم فهى تشعر بإرهاق شديد

*********************

تنهض سيليا سريعا من علي الفراش عقب سماعها تلك الجملة من خالد لتمسح عيونها وهي تبتسم لقد إستجاب الله لدعائها
تخبره سيليا أنها دقائق وستكون جاهزة ليومئ لها خالد برأسه ثم يخرج دون تعليق

تتوجه سيليا للحمام سريعا ثم تبدل ملابسها وتصفف شعرها لتضع بعض المساحيق التي تحاول أن تخفي بها آثار ضرب خالد لها

بعد قليل تخرج سيليا لتلقي التحية علي والدها إستعدادا لإحتضانه وما إن إقتربت منه حتي تفاجأت به يمد يده إليها يصافحها ببرود إعتصر قلبها

تجلس سيليا وقد شعرا بتلك الحماسة التي كانت تملؤها بدأت تتلاشي
يظل الصمت حليفهم ليستأذن خالد ويتركهم متحججا بتحضير المشروب

بعد خروج خالد يقوم محمود بتنظيف حلقه عدة مرات ليردد بتردد
- سيليا أنا جايلك. النهاردة عشان محتاج منك مبلغ كده مالي أفك بيه أزمة عندى

تتطلع له سيليا بدهشة علي طلبه لتردد بإستنكار
- مبلغ.... جايلي بعد كل السنين دى عاوز تاخد منى فلوس... طب منين دا أنا لسة طالبة وخالي اللي متطفل بمصاريف تعليمى زى ما إتكفل بمصاريف جوازى

يشعر محمود بحبيبات العرق تتصبب منه ليمسحها سريعا وهو يردد
- إنتي مش خدتى ميراثك من جدتك ووالدتك..... ومتنسيش أنا سيبتلك ميراثي في مامتك

وهنا تنهض سيليا لم تستطيع الإحتمال أكثر من ذلك لتتطلع له بدهشة وإستنكار فبدلا من أن يعوضها علي تلك السنوات التي حرمت منه ومن عطفه لتحيا وكأنها يتيمة....... لقد جاء اليوم ليطلب منها ميراث لم يكن له وجود

تردد سيليا بتهكم
- ميراث إيه اللي إنت عاوزه يا أستاذ محمود مش مكسوف من نفسك دا أنا إتربيت صدقة... وحتي فرحى إنت محضرتوش....مفكرتش حتي في مرة تسأل علي أو تجيبلي شيكولاته

يقف أمامها محمود ليردد بتحدى
- إنتي بنت عاقة دا أنتي حتي مفكرتيش تيجي تزوريني مرة ولا تناوليني كوباية ميه كنتي مستنية إيه
ليتىفت بنظراته إلي شقتها ليردد بغيرة
-وبعدين إنتي هتعوزى منى إيه بعد الشقة اللي إنتي قاعدة فيها دى

رحلة مع الأيام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن